أشكال العنف على الطفل وعلاجه في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


الأطفال هم من نعم الله تعالى التي أنعمها الله علينا يقول الله تعالى: “الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا”، الكهف، 46، فهم منحة عظيمة حرمت منها العديد من الأسر، لذا من المفروض على الآباء أن يتقنوا تربية أبنائهم، وإن بعض الأمهات والآباء لا يتقنون الفن التربوي، والذي من أهم عناصره الصبر؛ لأن يوجد تربية ولكن بلا صبر، ولا يجب على الآباء الغضب أبداً بل يجب أن يكونوا دائماً هادئين، ويستوعبون الخلافات والمشكلات ويسعون دائماً إلى تغيير سلوك الأبناء السيء إلى الأفضل.

أشكال العنف على الطفل وعلاجه في الإسلام

إن العصبية في التربية تقود للعنف في أغلب الوقت، ويعمل الآباء على تفاقم المشكلة بدلاً من حلها، فالعنف ضد الأبناء قد يقود إلى مشاكل الانحراف وغيرها من الأمور، فيصبح من أصعب الأمور هو تجاوز هذه المشكلة وقتها.

وإن مصطلح العنف ضد الأبناء وأشكاله عديدة، فالمراد من العنف ضد الأبناء يتضمن جميع السلوكيات سواء كانت غير لفظية أو لفظية أو يتضمنها إساءة للأبناء من قبل الأهل، ويتضمن استخدام عنصر القوة ومفهوم السلطة لدى الآباء، وهذا يلحق الأذى بالأبناء. وهناك العديد من أشكال العنف ضد الأبناء ومنها:

1- الإساءة اللفظية

ويتضمن جميع الكلمات المسيئة التي يقولها بالآباء والأمهات، وفيه تأنيب وإساءة للأطفال من قضف عبارات التهديد والشتم والإهانة، ويعتبر الإساءة اللفظية من أضخم الأنواع تأثيرً على نفسية الأبناء.

2- الأذى الجسدي

ويكون مثل الضرب الجسدي للطفل سواء كان باليد أو باستعمال العصا أو أي أداة حادة، ويبقى أثرا على جسم الابن لا يمكن إخفاؤه، والعنف الجسدي من أوضح الأنواع وضوحاً للآخرين.

3- الإساءة الاجتماعية

وتكون بالاستهزاء والسخرية المتعمد للابن وإهانته أمام الآخرين وضربه أحيانًا.

4- إجبار الأبناء بالبقاء في المنزل أو طردهم منه

قد يتقي الآباء مشاكل الأطفال عند بروز سلوكيات سيئة منهم، وعند قدرة الآباء تعديل سلوكهم إلى سلوك سوي فلا يقوم الآباء بحبسهم في البيت وذلك للبنات حصرياً والطرد من البيت للأبناء الذكور.

علاج الإسلام للعنف ضد الأطفال

إن مصطلح الإسلام مأخوذ من كلمة السلام، ويمثل السلام أحد العناصر الهامة في الشريعة الإسلامية، تؤكد الشريعة الإسلامية على تحريم العنف ونبذه، يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”، المائدة، 32.

وقد وضح نبينا المصطفى محمد صلوات الله عليه السلوك السليم في التعامل، فقال عليه الصلاة والسلام: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”، رواه البخاري، واذا كان واجب على المسلم بعدم العنف مع الآخرين فمن باب أولى عدم فعل ذلك مع الأبناء.

وفي النهاية قد منع الإسلام ضرب الأبناء والإساءة إليهم، ومن المفروض على المؤسسات التربوية والإعلامية مثل المدارس والمساجد والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي أن يولوا اهتماماً أكبر بالحقوق الأبناء والعنف داخل الأسر وخارجها، ويعملون بنشر توعوية لنشر المحبة والسلام بين أفراد الأسرة وغرس المبادئ السليمة مثل الإيثار والتسامح، والتحذير من الإساءة للأبناء لما له من مخاطر وآثار سيئة عليهم.


شارك المقالة: