يعتبر علم النفس من أهم الفروع الإنسانيّة الذي يدرس الإدراك والسلوك، توسعت الدّراسات النفسية الحديثة وشملت جانب دراسة الإنسان والحيوان ونظم الذّكاء الصناعي، في جميع أنحاء العالم يَدرس الكثير من الطلاب في المرحلة الجامعية علم النفس كتخصص يقوم بتأهيلهم للعمل في وظائفَ مختلفة، كمعلّمين أو مقيمين نفسيين، يعتبر التعرّف على الأصول التي تختص بذلك العلم أحد الأمور التي تُطلب للمهتمين بعلمِ النفس أكاديمياً في مراحل متقدمة.
أصول علم النفس الحديث:
قام علماء النفس بتحديد الهدف الإنساني من خلال التعرف على سلوك البشر ودوافعه، كانت تفسّر تلك الدّوافع بشكل تسمحُ بالتنبؤ بالسّلوك البشري في المستقبل والتّحكم فيه بما يضُم مصلحة البشرية، مع التقدّم البحثي والتطور في مختلفِ العلوم تم ظهور العديد من الفروع الأساسيةٍ في علمِ النفس الحديث؛ مثل علمِ النفس التجريبي الذي يدرس القدرات الإدراكية والحركية للإنسان والرابط بينها وبين العمليات المعرفية، مثل تأثير الحالة السمعية والبصرية على الذّهن وسرعة ردود الفعل.
بعد ذلك تمّ ظهور عِلم النفس الفسيولوجي الذي يقوم بدراسة الأساسيات الفسيولوجية المؤثرة على السلوكيات، إضافة إلى ظهور بعض الفروع التي أدت لتكوين الأصول الخاصة بعلم النفس الحديث، مثل علم نفس النمو وعلم النفس التربوي وعلم النفس الاجتماعي والصناعي والتحليل النفسي وغيرها من الفروع المتخصصة.
يقوم طلاب علم النفس بدراسة تاريخ تطور العلم منذ أن كان أحد أبحاث الفلسفة إلى أنْ أصبح أحد الدراسات المستقلةً في القرن التاسع عش، تم تخصيص مختبراتٌ له في العديد من الجامعات، بعدها يمر الطالب على مدراس علم النّفس الحديث مثل المدرسة البنائية ومدرسة التحليل النفسي ومدرسة الجشطلت والمدارس الوظيفية والسلوكية، بعد ذلك يقوم الطالب بدراسة المناهج البحثية في علم النفس، ويتعرف على طرق استخدام كلٍّ منها في الدّراسات المختلفة ومزايا وعيوب المناهج، بحيث يتم توفير خلفيةٌ معرفيةٌ بأصولِ البحث في ذلك العلم.
من أقسام البحث المهمّة في علم النفس الحديث هي الدّوافع والانفعالات والعلاقة بينهما، كذلك من خلال دراسة النظريات التي فسرت هذه الأقسام الخاصة بأصول علم النفس الحديث، مع التعرف على الكثير عن الأساسيات التي تحرّك السلوك، كذلك تحدد أبحاثُ الانتباه والإدراك الحسي لشخصيةِ الإنسان من مرحلة الطفولة.
فعندما يدرس الطالب أو المهتم بعلم النفس هذه النظريات والأبحاث التي تتعلق بها والتي تركّز عليها المدارس النفسية المتعددة، يستطيع أن يتعرّف على الكثير عن الأصول المؤسّسة لذلك العلم المهم في حياة البشرية.
