الأسرة المسلمة لها دور فعال في النمو السليم للأبناء والبنات في جميع المراحل العمرية لهم، من خلال تغذية احتياجاتهم من الأمن والتقدير والدين والاستقلال والرعاية والدفء والعاطفة، وإن أفضل الاستراتيجيات التربوية الإسلامية التي تستخدمها الأسرة في السيطرة على عواطف أبنائها هي توفير الأمن لهم، مع ضرورة العودة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية لمعرفة أفضل الأساليب التربوية في حفظ أمن الأسرة.
أمن الأسرة في الإسلام
يؤكد الإسلام على أهمية المراحل العمرية التي يَمرّ بها الأبناء، والخصائص والمتطلبات المختلفة لكل مرحلة من هذه المراحل، حيث اهتم الإسلام لتوفير الأمن والهدوء لكل مرحلة من مراحل تربية الأبناء، وأكد على ضرورة توفير الاستقرار لهذه الأسر.
إن من أهم المراحل التي تحتاج إلى الأمن الأسري هي مرحلة الطفولة في الضعف، الذي يحتاج فيه الأطفال إلى رعاية جيدة وشغف، بينما تتطلب مرحلة المراهقة التي تؤدي إلى مرحلة البلوغ توجيهاً ورعاية جيدين لتقوية هؤلاء المراهقين ليكونوا مستقلين وموجهين ومثقفين لمعرفة المسار الصحيح.
يساعد الأمن والاستقرار الأسري على تقليل التوتر والضغوطات، وزيادة القدرات العقلية للأبناء خلال التربية والإرشاد الجيدين والمناسبين؛ والتي لا تتم إلا بوجود الأمن والاستقرار داخل الأسرة.
تعاني بعض الأسر من أزمة تربوية ونفسية صعبة في مختلف مجالات الحياة، مع انعدام الأمن النفسي للأبناء وظهور الجريمة بينهم، ويعانون بشدة من الاكتئاب والخوف والقلق، ويطرح هذا الواقع المأساوي لحياة الأبناء في بعض المجتمعات الإسلامية بعض التحديات للأسرة المسلمة، مثل عدم توفير سبل التكيف النفسي والنضج العاطفي والعواطف المتوازنة لهؤلاء الأبناء.
إن التمسك بالمنهج التربوي الإسلامي المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ضروري لإيجاد الأمن الداخلي والأسري للأبناء، ويهتم الأسلوب التربوي الإسلامي بالأمن العاطفي للأبناء والواقع التربوي لهم.
وإن للوالدين دور مهم في الأمن الأسري للأبناء، ويجب تربية الأبناء عاطفياً بطريقة صحيحة لإظهار الأمن للأسرة المسلمة، وإن تربية الأبناء بشكل صحيح وآمن هو الطريقة السليمة لتوجيه عواطفهم.
الحاجة إلى الأمن الأسري في مرحلة المراهقة للأبناء
تعتبر مرحلة المراهقة مرحلة حرجة للغاية بما في ذلك التغيرات السريعة والدرامية التي تترك أثرًا سلبيًا شديدًا على الصحة النفسية للمراهق، مثل الاضطراب النفسي والشعور بعدم الأمان وعدم الراحة، تثير مثل هذه التغييرات في حياة المراهق العديد من الأسئلة المتعلقة بمشاعر المراهق وهويته والأسئلة الأخرى التي تخيفه.
لذلك فإن الدور التربوي للوالدين مهم للغاية لجعل المراهق آمنًا؛ للمساعدة في تسهيل الدخول إلى مرحلة البلوغ الجديدة والنضج الجسدي والنفسي والعقلي لتأهيل هؤلاء المراهقين لتحمل مسؤولياتهم المستقبلية.
لا شك أن المراهق بحاجة فعلاً إلى الحب والعاطفة والاهتمام والأمان والاستقرار، وهي الحاجات الأساسية التي تقدمها الأسرة المسلمة، وتؤدي تلبية هذه الاحتياجات إلى زيادة ثقة المراهق بنفسه واحترامه لذاته، وهو ما ينعكس في ثقته في الأسرة والمجتمع أيضًا.
وفي النهاية فإن من أهم الأمور التي تؤثر على الأبناء من حيث شخصيتهم وانفعالاتهم هو الأمن داخل الأسرة، وإن الأسرة هي العلاقة الشرعية التي تقوم على الزوج والزوجة والأبناء الذكور والإناث، وتمتد ليشمل الجدّ والجدّة، وهي العملية التي تهدف إلى إعداد المسلم لشخصية كاملة روحية وعقلية واجتماعية ونفسية في ضوء مبادئ الإسلام وقيمه وفق مناهج التربية الإسلامية.