يختلف المسترشدون حسب طبيعتهم وثقافتهم وطبيعة المشكلة النفسية التي يعانون منها، وبالتالي من الطبيعي أن يختلف أعضاء كل مجموعة إرشادية عن الأخرى، ولكن هذا الاختلاف هو ما يساعد المرشد النفسي على عملية الفرز وتحديد الأسلوب الإرشادي المراد العمل به مع كلّ مجموعة إرشادية يتمّ التعامل معها من خلال أسلوب الإرشاد النفسي الجمعي، ولعلّ اختلاف المجموعات الإرشادية يسهّل على المسترشدين أيضاً فهم المشكلة النفسية التي يعانون منها بصورة أسرع وأكثر اهتمام.
أبرز أنواع المجموعات الإرشادية في الإرشاد النفسي الجمعي
1- الأفراد الذين يشعرون بأنهم قابلون للمساعدة في المجموعة
يتم وضع هؤلاء الأفراد في مجموعة واحدة ويتم التعامل معهم بكل سهولة ويسر، كون القابلية إلى العملية الإرشادية متوفرة لديهم ويحظى هؤلاء الأفراد بمعاملة مختلفة نظراً لمقدار التعاون والرضا الذي يقدّمونه لباقي أفراد المجموعات الإرشادية، وهم يدركون تماماً خطورة المشكلة الإرشادية التي يعانون منها، وأنهم بأمسّ الحاجة إلى المساعدة ويتقبّلون الأساليب الإرشادية المتاحة دون أدنى مشكلة لديهم.
2- الأفراد الذين يأتون متطوعين ولديهم دافعية كبيرة للعملية الإرشادية
يمتاز هؤلاء المشتركون بأنهم جاءوا من تلقاء أنفسهم ويملكون من الدافعية ما لم يتوافر لدى أي مجموعة إرشادية أخرى، ويملك هؤلاء الإفراد الدافعية اللازمة التي تساعدهم في التخلّص من المشاكل النفسية التي يعانون منها، وتتولد لديهم رغبة في النجاح وتجاوز المشكلات الإرشادية على اعتبارها همّاً مؤقتاً من الممكن تفاديه بأقل الأضرار الممكنة.
3- الأفراد الذين يسهل اندماجهم مع الأخرين بعيدا عن الأنا
تتكوّن بعض المجموعات من مسترشدين يتشابهون في المعطيات والمشاكل النفسية التي يعانون منها، ولا ينأون بأنفسهم بعيداً عن الآخرين متقمصين شخصيات تتحدث بلغة الأنا، وهؤلاء الأشخاص يسهل التعامل معهم ودمجهم في مجموعات متقاربة يتم التعامل معها بطريقة سلسة وإيجابية.
4- الأفراد الذين يعانون من بعض الاضطرابات الشخصية وعدم الرضا
لا يقبل بعض المسترشدين أن يكون هو م يمثّل دور الضحية أو الشخص المراد تعديل سلوكه وتغيير طريقة تفكيره، وهذا الأمر من شأنه أن يتمّ التعامل مع مثل هؤلاء الأشخاص بصورة حذرة لا تقبل التراجعات، ولا بدّ وان يمتاز المرشد النفسي في هذه الحالة بالمهارة والحنكة والقدرة على تحليل الشخصيات.