تعاني جميع الأسر من المشاكل العائلية، لذلك يجب التغلب عليها وعدم التوقف عندها طويلا، فلا يجب أن تعتقد بعض الأسر أنها الوحيدة التي تعاني من هذه المشاكل، فكل شخص يعاني من ذلك عندما يعيش في الأسرة، وإن تكوين أسرة ليس خالي من بعض المشكلات فيها، ولكن هناك الكثير من الطرق للتعامل مع هذه المشكلات.
أنواع المشاكل الأسرية في الإسلام
هناك العديد من الطرق للتعامل مع المشاكل العائلية، والتعامل مع المواقف والمشاكل بشكل أفضل وصحيح، فكل شخص لديه عيوب في الأسرة، قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: “أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام”، رواه الترمذي.
والمشكلات التي قد تواجهها الأسرة شائعة جدًا؛ حتى لو كانوا يعتقدون أن لديهم أسوأ المشاكل على الإطلاق، وأنواع المشاكل وأسبابها كثيرة جدًا ومنها:
1- الحجج المستمرة في الأسرة في كل وقت
هذا النوع من المشاكل تكسر العلاقات، وهو أمر محبط أيضًا في بعض الأحيان، يتعلق الأمر كله بالمشاكل المستمرة والتحجج ويتجادلون بشكل بدلاً من المناقشة الفعالة، حيث يؤثر هذه النوع من المشاكل على الأسرة وتتراجع العلاقات بينهم خطوة إلى الوراء، وعدم المحافظة على المشاعر الإيجابية في الأسرة، إذا تتجادل أفراد الأسرة بنفس الحدة، فلا يمكن التعامل بينهم تفاهم وحوار.
قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : “أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنُهُم خُلُقًا، وخيارهم خيارهم لنسائهم”، رواه الإمام أحمد، فالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حث على المعاملة الطيبة وحسن الخلق التي تحد من المشاكل الاسرية.
2- قرارات الأبوين في التربية وسلوك الأبناء
قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: “مروا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع”، رواه أبو داود، في معظم الأوقات، تدور المعارك بين الوالدين حول كيفية تربية الأطفال، وهذا يؤثر على عدم اهتمام الأطفال برأي الأب والأم وعدمه، قد يتقاتل الوالدين على التدريب التأديبي والتعليم والدين والكثير من الأشياء الأخرى حول الطفل، واختلاف السلوك الناتج من العقاب على الطفل.
يجب وضع قائمة بالأولويات وأساسيات التربية بين الوالدين وترتيب طرق الواجبة في التربية والسلوك وعدم الاختلاف فيها بوجود الطفل، ولا يجب أن يقوموا بمناقصة بعضهم في هذا المجال بين الأزواج، قال الله تعالى في كتابه العزيز: “يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون”، التحريم، 6.
3- عدم الموازنة بين العمل والحياة
الحياة غير عادلة أحيانا، لذلك يجب على الوالدين الابتعاد عن المشاكل التي يكون سببها عدم الموازنة بين العمل وأسلوب الحياة مع الطفل والزوج، والموازنة بين الحقوق والواجبات، لكنهم لا يفهمون في معظم الأحيان أنه هذا يحتاج الى تنظيم موازنة واستغلال الوقت، قال المصطفى الحبيب صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ”، رواه مسلم.
ويحتاج فقط إلى إدارة السليمة مع التعود على ذلك، لا داعي؛ لأن يكون الأزواج قاسيون على أنفسهم أو على الأسرة، فقط يجب الفهم الجيد أسلوب الموازنة بين الأشياء الأكثر أهمية، لذا يجب تخصيص بعض الوقت لأنفسهم أيضًا.
4- عدم تنظيم الأسرة
من الصعب تنظيم الأزواج أنفسهم إذا كان لديهم عائلة كبيرة لـ يعتنوا بها، عندما يكون الزواج شريك وأطفال لتدير ونهم، فإن الفوضى أمر لا مفر منه، وفي بعض أحيانًا ينتهي الأمر بمشاكل ونقاشات حادة؛ لذلك، يجب البحث عن حل ذكي عند الأزواج؛ وهو تنظيم العائلة من حيث التباعد بين الأحمال وتنظيم العائلة وتعويدها على الترتيب والنظافة وتحمل المسؤولية الذي يلعب دورًا في حل المشاكل بين الأسر.
لحديث جابر رضي الله عنه قال: “كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن ينزل لو كان شيء ينهى عنه لنهانا عنه القرآن”، متفق عليه.
5- نقص الاتصال السليم بين الأسرة
عندما يكون هناك سوء تفاهم في الأسرة يجب توضيح وجهة النظر بالموضوع الذي يتم سوء التفاهم من أجله بأسلوب هادئ وبعيد عن الصراخ، فإن الكثير من الأمور تسوء لعدم التواصل الأسري واستخدام الصراخ في المشاكل الأسرية، حيث لا يمكن أن تنمو أي علاقة من غير التواصل الأسري، فإذا كان الأزواج يواجهون المشكلة بالتواصل والتفاهم ويتخلصون من الكثير من المشاكل التي تعكر صفو العائلة، مثل التحدث معهم وإيجاد حل مناسب بين الطرفين.
6- الضغط والتشديد في الأسر
يمكن أن تكون الزوجة أو الزوج أو الإخوة أو الأطفال أو أي شخص مصدر توتر عندما يدخل المنزل على التو، دائمًا ما تكون الاشتباكات الشخصية مرهقة وصعبة في العائلة، في بعض الأحيان يدفعون الأفراد إلى الغضب والجنون، قال تعالى: “وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا”، سورة البقرة، آية 143.
وإذا كان يوجد بعض هؤلاء الأعضاء في المنزل، فمن الأفضل أن يكون أفراد العائلة مستعدين قبل دخوله إلى المنزل، من المؤلم أن تواجه أفراد الأسرة الصراع المفاجئ وطرق التعامل معه.
7- عدم تقسيم الأعمال المنزلية بين الأسر
عندما يتعلق الأمر بالأعمال المنزلية، لا أحد يستمتع بها في العائلة، ومن أكثر الأمور التي تسبب المشاكل الأسرية؛ فيجب توزيع الأعمال بين العائلة وعدم التمييز في ذلك بين الذكور والإناث.
8- الطلاق في الأسرة
الطلاق يدمر الأسرة؛ وهو من القضايا الأسرية التي تقضي على هيكل الأسرة، فهي من الأمور التي تزيد المشاكل العائلية، قال الله تعالى: “وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمة الله عليكم وما أنـزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم”، آية ٢٣١، سورة البقرة.
وفي النهاية المشاكل الأسرية صعبة على جميع أفراد الأسرة، والعائلة بحاجة إلى تقديمًا حلول لهذه المشاكل، كيفية التعامل معها، يجب منح العائلة النهاية السعيدة التي تستحقها، وتستمتع بحياة سلمية لجميع أفراد الأسرة؛ فتقوية الروابط بين العائلة مهمة جدا في الإسلام، من الأمور الملموسة والمعنوية التي تؤثر عليها، فيجب التعامل مع المشاكل الاسرية بحذر ومعرفة طرق علاجها، هذا هو أهم شكل من أشكال العلاقة الأسرية.