أهداف علم النفس التنموي

اقرأ في هذا المقال


كان بعض علماء النفس والفلاسفة منذ القدم يحاولون التركيز على ظاهرة النمو وتقديم مفاهيم مختلفة عنها؛ لأنّ العديد من الفلاسفة قاموا بإعطاء بعض الوعي لحياة الجنين في الرحم، بينما ذكر آخرون مبادئ النمو وقوانينه، كما عمل مجموعة من العلماء على شرح أهمية الرعاية، إضافة لعلاج أهمية وجود الأسرة الإيجابي والفعال والتركيز على رعاية اتجاهات الأطفال ومراجعتها، يرتبط الخزعة بهذه القضية وتظهر العديد من الدراسات الإضافية في عملية التطور النفسي والبحث التجريبي.

الاتجاهات الحالية في علم النفس التنموي:

  • الاتجاه الوصفي أو المعياري: يقوم هذا الجانب بالتأكيد على أنّ النمو يتشكّل من داخل الأطفال، كما يظهر من خلال التتابع في مراحل النمو التي يمكن أن توصف بالتفصيل.
  • الاتجاه السلوكي أو البيئي: يقوم هذا الجانب بالتأكيد على نمط السلوك الذي يُلاح على الأطفال، كذلك مدى تأثير المهارات والخبرات والظروف البيئية على الطفل وما يكتسبه للسلوكيات.
  • اتجاه الخدمة الميدانية الناشئ: يقوم هذا الجانب بالنظر إلى حالة الطفل وونشأته، كذلك علاقته بالقوى الديناميكية للبيئة التي تحيط به.
  • الاتجاه التحليلي أو النفسي: قام هذا الجانب بتطوير مفهوم حديث للشخصي؛ يقوم على المحفزات اللاواعية.

خصائص النمو البشري:

  • النمو عملية متباينة: هذا معناه أنّ ما يقوم به الناس بصورة طبيعية أو معتدلة أو ما يقومون به في الواقع يتحول في هذا الموقف إلى ما يجب القيام به.
  • النمو عملية منتظمة: تحدث التغيرات الخاصة بالنمو على بعض الأسس المنتظمة.
  • النمو هو عملية فردية: هذا معناه أنّ كل شخص ينمو بطرقه الخاصة.
  • النمو هو عملية شاملة: الروابط بين مختلف الجوانب ومراحل النمو تمشي في اتجاه واحد؛ سواء للتطوير أو الهدم.
  • النمو عملية مستمرة: من الممكن حدوث التغيّرات في نواحي مختلفة من الفرد؛ فلا يمكن توقفها أبداً.
  • النمو عملية متغيرة: يعتبر النمو في الأصل عدد من التغييرات، بما في ذلك التغيّر في بنية جسم الإنسان وعمل الأعضاء، تسمى هذه التغييرات بالنضج والتغيرات تحدث بسبب الخبرة، كذلك الظروف البيئية المحيطة (التعلم)، يوجد تغيرات غير تنموية لا تتطلب تنمية أو ثورة.

أهداف علم النفس التنموي:

لعملية النمو هدفين أساسين ؛ أولهما التوضيح الكامل للعمليات النفسية التي تحدث مع الأشخاص في مختلف مراحلهم العمرية، كذلك التعرّف على الخصائص المتغيرة التي تطرأ على هذة العمليات فى كل عمر، أمّا الثاني فهو تفسير التغيرات العمرية في السلوك؛ بمعنى اكتشاف العوامل والقوى والتغيرات التى تحدد هذة التغيرات، ثم أُضيفت أهداف أخرى لها علاقة بالرعاية والتحكم والتنبؤ أو باختصار التدخل في التغيرات السلوكية.

وصف التغيرات السلوكية:

بالرّغم من أنّ هدف الوصف يعتبر من أسهل أهداف العلم لكنّه من أكثرها أساسية، فلولاه يعجز العلم عن التقدم والوصول لأهداقه الاخرى، فمهمة الوصف الأساسية أن يحقق الباحث فهم أفضل للظاهرة وموضع البحث؛ لذلك فالباحث في علم نفس النمو يجب أن يُجيب أولاً على أسئلة هامة مثل؛ متى تبدأ عملية نفسية معينة فى الظهور ؟ وما الخطوات التي تسير فيها سواء نحو التحسن أو التدهور؟ كيف تؤلف مع غيرها من العمليات النفسية الأخرى أنماط معينة من النمو؟ مثال ذلك أنّنا نلاحظ تعلق الرضيع بأمّه.
تتم الإجابة عن هذة الأسئلة عن طريق البحث العلمي الذى يركّز على الملاحظة؛ أي من خلال مشاهدة الأطفال والاستماع اليهم، مع تسجيل الملاحظات بشكل دقيق وموضوعي، فلا شك أنّ ممّا يعيننا على مزيد من الفهم أنّ ملاحظاتنا الوصفية تتخذ على الاغلب صورة النمط أو المتوالية، فحالما يستطيع الباحث أن يصف اتجاهات نمائية معينة ويحدد موضع الطفل أو المراهق أو الراشد فيها، فإنه يمكنه الوصول إلى الأحكام الصحيحة حول معدل نموه.

  • معرفة طبيعة النفس البشرية وطبيعة المراحل من أجل توسيع معرفة الآباء والمعلمين وعلماء النفس والأخصائيين الاجتماعيين، بالتالي التفاعل مع الأطفال والمراهقين وكبار السن؛ لتأسيس الفهم الصحيح للطبيعة من نموهم وخصائصهم.
  • الوصول إلى المعرفة الكاملة بشأن طبيعة الأفراد ومكوناتهم، كذلك تأثير الوراثة والبيئة في تشكيل رغبات وأسباب وأنماط سلوك ذلك الفرد، إضافة إلى العوامل الأخرى التي تساهم في تكوين الشخصية وتعديلها و وبالتالي الوصول إلى فهم حقيقي لطبيعة النمو.
  • شرح السلوك بكافة أبعاده وأشكاله المختلفة،كذلك تحديد العوامل المؤثرة عليه بشكل سلبي أو إيجابي وتحديد أفضل طرق التنشئة الاجتماعية وحوكمة السلوك والسيطرة على المتغيرات بما يحقق سعادة الفرد وسلامة محيطه.
  • التعرّف على القوانين الخاصة بالنمو التي تقوم بالتحكُّم في طبيعة وسرعة النمو، كذلك علاقة النمو في جوانب الحياة الأخرى بطريقة تشاهم في فهم الطفل وكيفية التعامل معه خلال مراحل عمره المختلفة، بالتالي إعداده من خلال التطوير المناسب للمراحل المختلفة.
  • معرفة الاختلافات الفردية بين أفراد المجتمع والاختلافات بين الجنسين في مجال النمو النفسي، كذلك صياغة أهداف تربوية لبناء نهج واضح وشامل لمتطلبات النمو واختيار المناهج وتصميم أساليب وآليات خبرات التعليم والتعلم، التي ستمكن المعلم من تلبية وتلبية جميع متطلبات النمو خلال كل مرحلة التعليم.
  • المعلم الناجح هو الشخص الذي يدرك ويفهم خصائص طلابه وخصائص المادة التي يدرسه، كذلك المناهج التنموية والتعليمية لتلبية متطلبات النمو بشكل مستمر، فالتكيف مع متغيرات العصر الحالي وتزويد الأفراد بالدوافع التي تشجعهم على التطلع إلى المستقبل من خلال التعليم المستمر الذي يجعلهم يعيشون بانسجام مع إيقاع العمر.

مبادئ علم النفس التنموي:

  • الاستمرارية والتسلسل: يدل هذا المبدأ إلى سير عملية النمو بصورة مستمرة وتدريجية نحو هدف واضح، بالرغم من أن عملية النمو تعتبر عملية مستمرة ولها صلة من حيث الجوانب الهيكلية والوظيفية؛ فإن الحلقة التي تتصل له تمر بالعديد من المراحل ولكل مرحلة خصائص وسمات معينة.
  • التكامل: يهر اختلاف في الآراء حول طرق بدء المراحل ونهايتها، فالاختلاف ليس فقط في المصالح ووجهات النظر ولكن في ديناميكيات النمو؛ كسلوك عملية النمو.
  • معدل التمايز للنمو: يقوم هذا المبدأ بالتعرف على الفارق المعنوي بين نسبة النمو البدني والحركي في مراحل مختلفة من العمر، إضافة إلى الاختلاف بين مجموعة من المكونات المادية والحركية وفق معدل النمو.

  • الفروق الفردية: الاختلافات هي أنّ لكل فرد مسار نمو فريد وشخصي ومحتمل؛ هذا أمر طبيعي للغاية لأنّ عملية النمو تقوم بالتأثير على الفرد المرتبط بكل من الجينات والبيئة التي يعيش بها.
  • الانتقال من العام إلى الخاص (العكس بالعكس): ينتقل المسار من عام لآخر من النمو الإجمالي إلى النمو التفصيلي، كذلك من غير المحدد إلى المحدد، تجدر الإشارة إلى أن النمو الحركي لا يتوقف عند الاستجابات المتخصصة أو الجزئية للسلوك العام أو غير المتميز.

شارك المقالة: