أهمية الإرشاد باللعب في الإرشاد النفسي

مع تقدّم العلم والمعرفة أصبحت الأساليب الإرشادية أساليب متطوّرة تعدّت حدود الأساليب التقليدية، التي كانت تعتمد على مدى ثقافة المرشد النفسي ومدى مهارته في إدارة العملية الإرشادية، ليصبح اللعب الذي كان يعتقد العديد من الذين سبقونا بأنه مشكلة تحتاج إلى حل، هو الحلّ نفسه نظراً لقدرة اللعب في التأثير الكبير على الأفراد وخاصة صغار العمر والمراهقين وذوي الإعاقة، وتعدّدت الوسائل التي يقوم عليها هذا النوع من الأساليب الإرشادية فما هي؟

النظريات التي تفسر الإرشاد باللعب في الإرشاد النفسي

1. نظرية الطاقة الزائدة

تقوم هذه النظرية على أن صغار العمر والذين يعانون من الإعاقة الجسدية يملكون طاقة كبيرة بداخلهم، ويمكن التنفيس عن هذه الطاقة من خلال أسلوب اللعب الموجه بحيث يتم تغيير بعض السلوكيات الخاطئة لدى المسترشد بطريقة تتناسب وعقله وطرقة تعامله مع الأشياء والاحداث من حوله.

2. النظرية الغريزية

تقوم النظرية الغريزية على أنّ كلّ مسترشد وخاصة أولئك الذين يصلون إلى مرحلة المراهقة تميل غريزتهم إلى العبثية واللعب، ومن خلال عملية التوجيه المنظّم لهذه الغريزة يمكن التلاعب في طريقة التفكير لدى المسترشد بطريقة حيوية إيجابية، وخاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل تتعلّق بالعدوانية وسرعة الغضب حيث يمكن التعامل معهم من خلال الإرشاد النفسي باللعب بطريقة لطيفة وأكثر جدية.

3. نظرية تجديد النشاط بالتسلية والرياضة

يرفض بعض المسترشدين أن يعملوا على تجديد نشاطهم وتمرين عقولهم بالطرق الصحيّة السليمة، حيث يلجأون إلى بعض العادات السلبية التي تعمل على خمولهم، ولكن من خلال استغلال هذه النظرية الإرشادية يمكن للمسترشد أن يعمل على تجديد نشاطه الإرشادية من خلال اللعب العقلاني الذي يعمل على تحفيز العقل والجسم.

عناصر الإرشاد باللعب

1. حجرة اللعب

ويتعلق الأمر هنا بالمكان الذي سيتم إجراء العملية الإرشادية من خلاله من خلال الإرشاد باللعب، إذ لا بدّ وأن تتوافر فيه عوامل الراحة والطمأنينة والقبول والقدرة على الإبداع وإخراج الطاقة الكامنة لدى الأشخاص المسترشدين.

2. فريق اللعب

من خلال اختيار فريق اللعب لا بدّ وأن يقوم المرشد النفسي باختيار مجموعة من المسترشدين الذين تتوافق مشاكلهم الإرشادية مع بعضهم البعض، بحيث يسهل عليهم التواصل فيما بينهم، ويسهل على المرشد النفسي توجيه الرسائل المراد من خلالها تغيير السلوك غير السوي.

ما هي أسس الإرشاد النفسي باللعب

1. اللعب سلوك له تفسيرات دالة في الإرشاد النفسي

يدرك علماء النفس والمرشدون النفسيون أنّ الإرشاد النفسي باللعب سلوك له العديد م التفسيرات الهامة في الإرشاد النفسي، وأنّ هذا السلوك لا بدّ وأن يخضع لعملية من التقييم وحسن التهذيب، كما ومن خلال الإرشاد باللعب يمكن للمرشد ان يعرف النمط الفكري والسلوكي للمسترشد.

2. اللعب فرصة لتغيير الفكر السلبي

يعيش العديد من المسترشدين أجواء معيشية قد لا تتناسب مع العديد من أبناء المجتمع، ولعلّ هذه الضغوطات التي يمرون بها لها الكثير من السلبيات التي تخلق أجواء من الشحناء والسلبية الداخلية والخارجية، ولعلّ اللعب وسيلة يقوم المسترشد من خلالها في التنفيس عن نفسه وتغيير طريقة التفكير القديمة ومحاولة تحديث المعلومات.

3. الإرشاد باللعب طريقة لكشف طبيعة مشكلة المسترشد

من خلال أسلوب الإرشاد باللعب يمكن للمرشد النفسي أن يكشف العديد من الجوانب التي من شأنها تحديد طبيعة المشكلة التي يعاني منها المسترشد، وهذا الأمر يقوم عليه أمهر المرشدين النفسيين من خلال استخدام الألعاب التي تعمل على كشف الذات ومعرفة نمط الشخصية بصورة عامة.

4. الإرشاد باللعب يعمل من خلال التنفيس عن الذات

يرى العديد من المرشدون النفسيون أنّ أسلوب الإرشاد باللعب يعتبر وسيلة تنفيس تجلب الراحة لنفسية المسترشد، وبالتالي يسهل عليه ذكر ما يعانيه من أوجاع ومشاكل دون أن يتأسف على شيء و يخاف من شيء.

فوائد الإرشاد النفسي باللعب

1- طريقة سهلة وغير مكلفة وتتناسب مع كافة الفئات العمرية الدنيا، ويمكن للإرشاد النفسي باللعب أن يلقى قبول الأشخاص الذين يعانون من الخوف أو الخجل أو عدم القدرة على المواجهة.

2- يعتبر الأسلوب الإرشادي باللعب أسلوباً تعليمياً ويستفاد منه في تغيير الكثير من الأفكار والمعتقدات وخاصة لدى المراهقين وذوي الإعاقة.

3- يساعد أسلوب الإرشاد باللعب على تحديد طبيعة المشكلة النفسية التي يعاني منها المسترشد والوقوف عندها بصورة أكثر وضوح.

4- يعتبر أسلوب الإرشاد باللعب طريقة سهلة لدمج الأبوين في العملية الإرشادية والمساعدة في حل المشكلة التي يعاني منها أبناءهم.