يركز الإسلام بشكل كبير على النظافة والطهارة الجسدية والروحية، في الإسلام ترتبط الطهارة الروحية بالطهارة الجسدية والنقاء، والأهم من ذلك أن النظافة هي من أسس الإيمان التي لا غنى عنها، ومن غير الممكن لأي مجتمع أن لا يهتم بأهمية النظافة والطهارة، فكل المجتمعات والحضارات تؤكد على أهمية النظافة البيئية، وتعتبر النظافة البيئية أحد الأمور الضرورية التي من الممكن من خلالها الحكم على تطور هذه الحضارات والمجتمعات.
أهمية البيئة النظيفة للطفل المسلم
إن هذا المبدأ الأساسي والقوي لإيمان الشخص نظافته وطهارته الشخصية والبيئية، على الآباء تعويد الأبناء على النظافة الشخصية التي التي تكون مرآة النظافة البيئية، لا ينعكس عمليًا في كثير من المجتمعات ذلك لعدم التزام بما جاء في تعاليم الإسلام بالحث على النظافة وعدم تلويث البيئة.
مطلوب التفكير الجاد من المربيين في ممارسات بعض الأبناء الفردية والجماعية من أجل جعل النظافة البيئية هي من المبادئ والقيم التي يتربى عليها الأبناء، وجعل تعاليم الإسلام جزءًا من حياتهم، توجد آيات عديدة في القرآن الكريم تدل على أهمية النظافة لدى المربي والطفل، يقول الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”، البقرة، 222.
فإن العبادة والسعي وراء محبة الله تعالى مشروط بالنظافة والطهارة كما يقول الله في كتابه العزيز، هناك مربيين يسعون الى تربية أبناء على النظافة الشخصية والبيئية من حولهم، كذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: “الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق”، رواه مسلم.
قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: “تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة”، رواه الترمذي وصححه الألباني.
فمن الضروري التربية البيئية للأبناء؛ من أجل تدريب الأجيال الشابة في المجتمع المسلم، يحتاج نظام التعليم التأكيد على أهمية النظافة بالتطبيق العملي من القدوة الذي يؤدي بدوره إلى تغيير ممارسات الأبناء بشكل إيجابي، في المجتمع الإسلامي تتضمن مواد التدريس والتعليم على ذلك وتؤكد على ضرورة النظافة البيئية في المناهج والكتب المدرسية.
يجب على المربين في المؤسسات التعليمية إظهار النظافة في مبانيها، لتدريب الأبناء وتعويدهم على ذلك، يجب على المربين إشراك الطلاب في تنظيف مدارسهم ومنازلهم وبيئتهم وإبراز الممارسات الصحية السليمة، يجب اتباع استخدام صناديق القمامة بصرامة في مباني المدرسة.
في الإسلام هناك تركيز كبير على المظهر الخارجي والملابس الخارجية ونظافة المنزل أو البيئة المحيط بالفرد واهمية نظافة وسائل النقل، فقد علم الإسلام وشجع على نظافة في جميع جوانب الشخصية والأسرة المسلمة، وضرورة الطهّر النفس الداخلي للآباء والأبناء والأسرة ككل، فالقذارة وعدم النظافة من الكفر والشرك ورفعه.
أهمية النظافة للطفل المسلم
هناك العديد من الأمور التي من شأنها يجب التركيز وتربية الطفل على النظافة البيئية، منها:
1- النظافة من دلالة على إيمان الآباء والمربين والتربية الصالحة للأبناء.
2- إن الإسلام دين طاهر وطهور، يحب النظافة ويحث عليها.
3- وجه الإسلام الوالدين مسؤولية تربية الأبناء والمربين على النظافة البيئة.
وإذا أبقى الطفل على نفسه ومحيطه نظيفًا، سيسهله ذلك للوصول إلى جسم وعقل سليمين، وسينمو بجسم وعقل سليمين، وينجز مهام لا حصر لها في حياته ودينه بامتياز، ينال الرضا من الله تعالى ومحبة الآخرين، ويكتسب التواضع والإخلاص في العمل، إن البيئة الخارجية، ستكون لها تأثير على الذات للطفل، حيث أن كلا الأمرين مرتبطان ببعضهما البعض.
من الأمور المهمة التي يجب على الوالدين التركيز عليها هي تربية الطفل على المحافظة على نظافة المسجد، فتنظيف المسجد يمهد الطريق إلى الجنة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: “أن امرأةً سوداءَ كانتْ تَقُمُّ المسجد أو شابًّا ففقَدَها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها أو عنه، فقالوا: مات، قال: “أفلا كنتم آذَنتُموني”، فكأنهم صغَّروا أمرَها، أو أمره، فقال: “دُلُّوني على قبره”، فدَلُّوه، فصلَّى عليها، ثم قال: “إن هذه القبورَ مملوءةٌ ظُلْمةً على أهلها، وإن الله تعالى يُنوِّرُها لهم بصلاتي عليهم”، متفق عليه.
وفي النهاية النظافة البيئية من الأمور التي ركز عليها الإسلام فيجب أن يربى الطفل عليها، كما يجب أن يربى الطفل على التعليم والعدل والنظافة الشخصية وغيرها من الأمور، يجب على الآباء والمربين التركيز على الصاحب الصالح النظيف للطفل؛ لأن الأقران يكتسبون الصفات من بعضهم البعض فيكون الارتباط والاختلاط به أمر إيجابي، فيقتبس الأطفال الصفات والنزعات من بعضهم البعض.