تعتبر الأسرة حجر الزاوية في النظام الاجتماعي، يمكن إرجاع تقدم المجتمع ورفاهيته أو انهياره إلى قوة الأسرة ووحدتها أو إلى ضعف الأسرة، تؤسس قيم الأسرة الإسلامية الحد الأدنى من الحقوق الأساسية لضمان مصالح كل فرد من أفراد الأسرة، تؤسس الأجواء في الأسرة على التضحية والمحبة والولاء والطاعة، هناك العديد من العلاقات المهمة في الأسرة والتي تحمل شرف وكرامة وقوة الأسرة معًا خلال الأوقات الجيدة والأوقات السيئة، لكن العلاقة بين الأم والأب (الزوج والزوجة) هي الأهم، فهم محور ونواة وجوهر الأسرة.
الزوجة في الإسلام
إذا كانت علاقة الزوج والزوجة قوية، فمن المرجح أن يتقدم الأبناء الذين نشأوا في مثل هذا الجو المحب في التعليم والعمل وأن يكونوا عونًا للمجتمع، ومع ذلك إذا كانت العلاقة بين الزوج والزوجة متوترة، فمن الأرجح أن تتم تربية الأطفال ورعايتهم على عكس ذلك.
وقد وصف الله الزواج بالكلمات التالية في كتابه العزيز: “أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ”، سورة البقرة، ص، 187.
استخدم الله تعالى في التعبير عن الكلمات التالية لوصف الزواج مثل ارتداء الملابس لحماية المرء من البرد والحرارة؛ وبالمثل فإن الزواج وسيلة للحماية من الذنوب، كما يوفر الزواج السلام والطمأنينة للقلب وهناك رابطة جسدية بين الزوج والزوجة بنفس الطريقة التي ترتبط بها الملابس ارتباطًا وثيقًا بالشخص.
الزواج سنة من نبي الله صلى الله عليه وسلم وشكل من أشكال العبادة، فقد الحث نبي الله صلى الله عليه وسلم على الزواج في أحاديث عديدة منها: عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: “قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ”، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وعلاوة على ذلك، فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا من خلال تعاليمه المباركة بأهمية الزوجة الصالحة والمحبة، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: “الدنيا متاع.. وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة”، اخرجه مسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام في حديثه عن المرأة: “تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك”، صحيح مسلم.
ويتمحور دور الزوج حول المبدأ الأخلاقي الذي يقضي بواجب الله عز وجل أن يعامل زوجته باللطف والتفاهم والصبر؛ للحفاظ عليها أو تحريرها وطلاقها من الرابطة الزوجية بطريقة مهذبة؛ حتى لا يتسبب لها أي أذى أو حزن.
حدد دور الزوجة في القرآن والسنة النبوية الشريفة التي تقول إن للمرأة حقوقاً كما عليها واجبات، وفقاً لعدل ديننا الحنيف الذي يعطي كل شيء حقه.