يوجد نظرة غير صحيحة عن علم النفس والطب النفسي حول العالم وخصوصاً في الوطن العربي، إذ يظن العديد من الأشخاص أنّ علم النفس هو علم يهتم بعلاج ودراسة المتخلفين عقليّاً؛ للأسف لا يوجد العديد من المقالات العربية التي تسلّط الضوء على هذا الموضوع، لذلك في هذا المقال سيتم توضيح أهميّة علم النفس في الحياة العلمية والعملية.
أهمية علم النفس والدراسات النفسية:
آلية عمل علم النفس:
يعتبر علم النفس من الدراسات السلوكية للأفراد وأدائهم والعمليّات العقليّة، كما أنّه يشير إلى استعمال المعارف السابقة من أجل فهم الأحداث في الوقت الحالي ومعالجة قضايا الصحّة العقليّة، مع تحسين التعليم والحياة العمليّة والعلاقات، تكمن أهميته في مقاطعته للعلوم التطبيقيّة والنظريّة والتعليميّة، إذ يتدخل علم النفس في العديد من المجالات الفرعية كالرياضة والتعليم والأعمال ووسائل الإعلام والحالة الجسدية والتنمية البشرية، كما يتضمّن بعض المجالات الأخرى، بما في ذلك العلوم الإنسانيّة والعلوم الطبيعيّة والعلوم الاجتماعية.
يوجد بعض التفسيرات غير الصحيحة لطريقة عمل علم النفس، في الحقيقة هو ليس بذلك التعقيد؛ حيث يقدم علم النفس فهم واسع لكيفية تكامل عمل الجسم والعقل معاً، هذا النوع من المعرفة يمكن له أن يساعد الأفراد في إدارة الوقت وتحقيق الأهداف التي يسعون للوصول إليها بسهولة أكثر، لا يساعد علم النفس الأشخاص لكي يصبحوا أكثر نجاح فقط، بل من الممكن أن يصل تأثيره إلى صحّة الإنسان، حيث أنّه يساعد الأشخاص في معالجة الأمراض العقلية في حال وجودها؛ من أجل مواصلة عيش حياتهم بشكل طبيعي.
تأثير علم النفس على صحة الإنسان:
يعتقد العديد من الأشخاص أنّ عالم النفس والأخصائي النفسي يعمل في عياداته الخاصة فقط، كما أنّهم لا يعرفون أنّ الكثير من مراكز الرعاية الصحية تشمل العديد من الأخصائيين النفسيين الذين يعملون بشكل منفصل أو مع فريق طبي مختص، يقدّم الأخصائيون النفسيون العديد من الخدمات الصحيّة التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث يتعاملون مع الأبعاد السلوكية للصحة البدنية والأمراض التي قد تصيب أعضاء الجسم، تتضمن الخدمات التي يقدمها الأخصائيون النفسيون التشخيص والتقييم والعلاج والتشاور مع الأطباء.
أهم الأدوار الأساسية لعلماء النفس في المستشفى ومركز الرعاية هو التقييم السريري، حيث يقومون باستخدام القياسات النفسية والاختبارات بهدف تشخيص العديد من الحالات، أكدت الدراسات أنّه في منتصف الستينات كان عمل الأخصائيين النفسيين هو تقيم الحالة النفسية للمصابين، لكن مع نمو المعرفة وتطور العلوم والتركيز على أهمية العوامل السلوكية والنفسية والاجتماعية في التأثير على مسببات الأمراض.
قام علماء النفس بتطوير خبراتهم بهدف تشخيص وعلاج النواحي السلوكية والأعراض النفسية للأمراض؛ بالتالي بدأ علماء النفس بتعريف أنفسهم على أنهم رعاة للصحة النفسية، بدلاً من رعاة الصحة العقلية، ضروري أن يعرفوا أنّه من أجل مشاركة علماء النفس في الرعاية الصحية، يجب أن يتعلموا الكثير من العلوم المتقدّم والتدريب المكثف والمهنية العالية في السلوك؛ لذلك لا يجب الاستهانة أبداً بأهمية دور الأخصائيين النفسيين في المشافي.
أهمية علم النفس في العمل:
كشفت العديد من الإحصائيات أنّ الموظفين يستمرون في العمل لأنهم يحبونه، إلا أنّ 60 % من العمال يستمرون بنفس العمل من أجل الميّزات التي يقدمها لهم هذا العمل، في حين أن 59% منهم أقرَّ بضرورة الحصول على الأجر المثالي للبقاء بالعمل الذي يعملون به، لكن قال 67% منهم أنهم يختارون البقاء في وظائفهم الحالية لأنّها تناسب جوانب حياتهم، في حين أنّ 39% من العمال قالوا أنهم مستمرين في أعمالهم الحالية لأنّهم لم يجدوا فرصاً أفضل لكسب الأجر.
أكدت النتائج أنّ الموظفين لا يسعون فقط إلى الأجر العالي والحوافز الماديّة، لذلك إن كان المدراء يسعون للحفاظ على موظفينهم وعلى أفضل إنتاجية للموظفين، فيجب عليهم خلق بيئة إيجابية وجو متوازن يراعي الحالات النفسية للموظفين قدر الإمكان؛ هنا يأتي دور علم النفس في التأثير على بيئة العمل، حيث يتم دراسة جو العمل في مكان العمل واختيار برامج نفسية مريحة ومناسبة من أجل إضفاء لمسة من الراحة النفسية لجعل بيئة العمل أفضل ما يكون، فمعظم الموظفين والعمال يبحثون عن بيئة العمل المريحة والحميمة.
يستعمل علم النفس في العمل بهدف عمل ارتباط بين العملية التنظيمية والإنتاجية، كذلك من أجل توفير الخدمات النفسية لكافة الموظفين الذين هم بحاجة إلى التحدث مع خبير نفسي؛ فإن تقديم هذه الخدمات من قبل الخبراء النفسيين في بيئة العمل، ترفع الروح المعنوية للموظفين، كما أنّها تعزز التزام الموظفين بالعمل وتزيد من إنتاجية العمال.
لماذا يجب دراسة علم النفس؟
يعتبر علم النفس من الفروع المهمّة جداً، يوجد بعض الانتقادات التي توجه لعلم النفس، حيث يُعتقد أنّ علم النفس من المجالات غير القابلة للتطوير، إضافة إلى أنّ أجور هذا العمل في المستقبل قليلة جداً، إضافة لعدم وجود فرص العمل الكافية، كل ما سبق مجرّد إشاعات خاطئة ولا أساس لها من الصحة، إن كان هناك أشخاص مهتمين بدراسة علم النفس وتملك بعض التحفظات حول هذا الاختصاص، يجب قراءة الأسباب التي سوف تدفع لدراسة هذا الاختصاص الممتع:
- فهم المبادئ النفسية الرئيسية: يعتبر علم النفس من العلوم الاجتماعية الذي يرتكز على المنهج العلمي، بالرّغم من أنّ تركيز علم النفس في الأصل يكون على الدراسات والإحصائيات، فإنّ هذا المجال هو أقل مجال يُمارس فيه علم النفس بعد التخرّج؛ لذلك لا يجد القلق من مستقبل الدراسة لهذا الاختصاص، فهناك العديد من الفرص والمجالات التي يمكن الاستفادة منها في دراسة علم النفس فيها.
- التفكير النقدي: يقوم علم النفس بمساعدة الأساليب التي يتم التدرّب عليها أثناء دراسة هذا الاختصاص بشكل كبير على كيفية التفكير النقدي، يعتبر التفكير النقدي من أساليب التفكير المهمّة على الإطلاق، حيث يساعد هذا النوع من التفكير بشكل كبير في جميع مجالات الحياة، خصوصاً المجالات التعليمية، كما أنّ هذا النوع من التفكير يساعد بشكل كبير على تطوير النفس وإظهار أفضل المواهب والقدرات.
- من أكثر المجالات فعاليةً في مكان العمل: يقوم علم النفس الصناعي بالتركيز على معرفة الطبيعة البشرية للموظفين في مكان العمل، حيث أنّ معرفة السلوك البشري هو أحد النقاط التي يتم التركيز عليها عندما يرتبط الأمر بالتقديم لعمل ما؛ كما أنّ المعرفة بأساسيات علم النفس تجعل الموظف أكثر أهمية في مكان العمل.
- فهم العلاقات: دراسة علم النفس لا تجعل الأفراد أكثر صحة نفسياً، لكنّها تقدم معروف وفهم أكبر لكافة العلاقات الشخصية والعائلية والمهنية، ممّا يعني أنّ دراسة علم النفس ستسمح لهم بالتأكيد بحل جميع مشاكل العلاقات التي قد يتعرضون لها من دائرة المعارف.