أهم الاعتراضات على الطبيعة الأخلاقية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تتمثل أهم الاعتراضات على الطبيعة الأخلاقية في علم النفس في النظر لأسباب الاعتقاد أنه إذا كانت هناك أي خصائص أخلاقية من الأصل، فيجب أن تكون تلك الخصائص خصائص أخلاقية طبيعية.

أهم الاعتراضات على الطبيعة الأخلاقية في علم النفس

تتمثل أهم الاعتراضات على الطبيعة الأخلاقية في علم النفس من خلال ما يلي:

1- حجة السؤال المفتوح

إلى حد بعيد تعتبر الحِجَة الأكثر شهرة وتأثيراً ضد النزعة الطبيعية الأخلاقية هي حِجَة السؤال المفتوح الذي افترض مصطلح يعبر عن مفهوم بعض الممتلكات الطبيعية، ربما يؤدي إلى أقصى حد لرفاهية الإنسان، ونفترض أن أحد علماء الطبيعة يقترح تعريف الخير على أنه يظهر بسرعة من خلال افتراض أن شخصًا ما يطلب شيئًا معترفًا به سواء كانت جيدة.

قد تكون المفاهيم متداخلة في السؤال المفتوح وقد تكون الحالة على سبيل المثال أن الشيء جيد إذا كان يفضي إلى الرفاهية، فقد تكون النفعية من هذا النوع حقيقة أخلاقية مركبة، ولكن ما يفترض أن تستبعده حجة السؤال المفتوح هو أن كلمة جيد بحكم التكافؤ الدلالي ليس خاصية متميزة، بل خاصية واحدة ونفسها.

كما يجب أن نميز السؤال ما هو الخير؟ من السؤال ما الأشياء الجيدة؟ من المفترض أن تستبعد حجة السؤال المفتوح إجابات معينة على السؤال الأول، أي الإجابات الطبيعية مثل المساعدة على السعادة ولكن ليس المقصود استبعاد إجابتنا على السؤال الثاني من خلال تقديم على سبيل المثال تلك الأشياء التي تؤدي إلى السعادة.

قد يعبر حِجَة السؤال المفتوح في الاعتراضات الخاصة على الطبيعة الأخلاقية في علم النفس عن ادعاء حول ماهية الخير أو ادعاء حول ماهية الأشياء الجيدة، فالادعاء الأول الذي يفهمه على أنه ادعاء بأن الخير متكافئة في المعنى، وبالتالي فهي تشير إلى نفس الخاصية، ومع ذلك فقد فشل في ملاحظة احتمال أنها قد تشير إلى نفس الخاصية على الرغم من أنها ليست متكافئة في المعنى.

الافتراض السائد هنا يسمي الاختبار الدلالي للخصائص والذي وفقًا لمصطلحين ينتقيان نفس الخاصية فقط إذا كانا يعنيان نفس الشيء، يعتقد منها أننا يمكن أن نكون واثقين من أن هذا الافتراض خاطئ والأهم من ذلك إذا فهمنا تماثل المعنى كشيء شفاف معرفي للمتحدثين الأكفاء بحيث يعني عدم التكافؤ المعرفي عدم التكافؤ الدلالي.

قد يدعي المرء أن فشل محاولات تحليل الطبيعة الأخلاقية في علم النفس الأخرى يعطينا نوعًا من السبب الاستقرائي للاعتقاد بأنه لا يمكن أن يكون تحليله ناجحًا، إذا نجحت هذه الحجة الاستقرائية فقد تجيب على اعتراض السؤال المفتوح، لكن ليس من الواضح مدى قوة مثل هذه الحجة الاستقرائي، إذا كان صحيحًا أنه يمكن تحليل الخير فإن حقيقة تلك الفرضية تتنبأ بأن كل تحليل باستثناء التحليل الصحيح سيكون خاطئًا.

2- الاعتراضات المعيارية

على الرغم من أن حجة السؤال المفتوح اليوم بها عدد قليل من المدافعين للاعتراضات على الطبيعة الأخلاقية في علم النفس، فقد كان هناك عدد من المحاولات الأخيرة لإعادة صياغتها في شكل أكثر إقناعًا، حيث تتجنب إحدى النسخ الشائعة من حجة السؤال المفتوح والتي تسمى الاعتراض المعياري، الأسئلة حول الأهمية المعرفية للمصطلحات الأخلاقية والوصفية وتناشد الاعتبارات المتعلقة بطبيعة الحقائق الطبيعية والمعيارية.

تخبرنا الحقائق الأخلاقية في الطبيعة الأخلاقية بما هو جيد في العالم وما لدينا من أسباب أو التزامات لكى يفعل، الحقائق الطبيعية أو أنواع الحقائق التي يدرسها علماء النفس الأخلاقي هي حقائق عن التركيب الفيزيائي الفطري للكون والمبادئ السببية التي تحكم تفاعل المادة، ومن الواضح أن هذين مجرد نوعين مختلفين من الحقائق.

الحقائق الأخلاقية لأنها حقائق عن الخير والأسباب والالتزامات وما شابه ذلك هي حقائق معيارية، لكن الحقائق الطبيعية ليست معيارية، في محاولة لإعطاء تفسير طبيعي للأخلاق نسى علماء الطبيعة الشيء الأكثر أهمية أن الحقائق الأخلاقية ليست حقائق بحتة عن الطريقة التي يكون عليها العالم إنها حقائق حول ما يهم فقط.

بشكل عام هناك طريقتان يمكن أن يستجيب بها علماء النفس والطبيعة لهذا الاعتراض، أولاً يمكن لعالم النفس والطبيعة أن يقول إن الحقائق الأخلاقية ليست معيارية في الأساس، قد يكون هذا هو الحال عادة ولديهم أسباب للتصرف بشكل أخلاقي، لكن قوة إعطاء العقل ليست جزءًا من جوهر الحقائق الأخلاقية، قد يكون لهذا الاقتراح شعور بالسخف فبالطبع الحقائق الأخلاقية هي أنواع الأشياء التي تقدم الأسباب إذا كان الإجراء مطلوبًا من الناحية الأخلاقية.

بينما قد نعتقد بشكل بديهي أن الحقائق الأخلاقية تعطي أسبابًا، فإن هذا نوع من الخلل في مفهومنا للأخلاق، سيكون من الأكثر دقة وإثمارًا تعريف الحقائق الأخلاقية بمصطلحات لا توفر بالضرورة العقل، يختلف التفكير في الحقائق الأخلاقية بهذه الطريقة عن الطريقة التي نفكر بها عادةً في الحقائق الأخلاقية، وهذا هو السبب في أن هذا التفسير يشكل تعريفاً إصلاحياً من الأخلاق لكننا نتحدث عن الأخلاق بنفس القدر.

الطريقة الثانية للرد على اعتراض المعيارية هي القول بأن الحقائق الأخلاقية طبيعية ومعيارية على حد سواء، بحكم حقيقة أن المعيارية نفسها هي ظاهرة طبيعية، وقد يكون لهذا الاقتراح أيضًا شعور بالسخافة، كيف يمكن أن تكون المعيارية طبيعية؟ أظهر أنه يمكن تحليل جميع المفاهيم المعيارية من منظور مفهوم معياري أساسي واحد.

3- اعتراض الدافع

آخر اعتراض على الطبيعية الأخلاقية سننظر فيه هو اعتراض الدافع، هذا الاعتراض مفضل لدى التعبيريين في مفهوم ما وراء الأخلاق، وهم ينشرونه بحماسة متساوية ضد جميع الواقعيين الأخلاقيين، الطبيعيين وغير الطبيعيين على حد سواء؛ لأن الطبيعية هي وجهة النظر الواقعية التي يبدو أن لديها أكبر مشكلة في الإجابة على الاعتراض.

وفقًا لوجهة نظر تُعرف باسم داخلية الحكم في اعتراض الدافع لا يمكن إصدار حكم ولا أن يكون الفرد على الأقل متحمسًا إلى حد ما للتصرف وفقًا له، إذا حكم بصدق على أنه يجب عليه التبرع بالمال للأعمال الخيرية مثلًا فيبدو أنه يجب أن يكون على الأقل متحمسًا إلى حد ما لتقديمه عندما تسنح الفرصة، الشخص الذي يفتقر إلى أي ميل للتبرع لا يحكم حقًا أنه يجب عليه التبرع للجمعيات الخيرية.

الحكم الباطني هو وجهة نظر معقولة وإذا كان هذا صحيحًا، فإن ذلك يسبب مشاكل لعلماء الطبيعة الأخلاقية، من المعقول إذا كان الحكم الأخلاقي مجرد اعتقاد بالتأثير الذي تحصل عليه بعض الحقائق الطبيعية، فقد يؤمن الفرد على الأقل بهذا الاعتقاد بكل بساطة، في هذه الحالة إذا كانت الطبيعية الأخلاقية صحيحة فيجب أن تكون الداخلية خاطئة.

وفي النهاية يمكن التلخيص بأن:

1- أهم الاعتراضات على الطبيعة الأخلاقية في علم النفس تتمثل في جميع الانتقادات التي تم توجيهها لعلماء النفس والطبيعة حول الحقائق الطبيعية التي تعبر عن أخلاقيات طبيعية ذات طابع تحفيزي.

2- تتمثل أهم الاعتراضات على الطبيعة الأخلاقية في علم النفس في حجج السؤال المفتوح والمعيارية والدافع الذي يحفز الطبيعة الأخلاقية داخليًا.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف، 2015.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم، 1995.علم النفس العام، هاني يحيى نصري، 2005.علم النفس، محمد حسن غانم، 2004.


شارك المقالة: