إن تعليم الطفل الاستقلال منذ صغره أمر ضروري لثقته ونجاحه في حياة الكبار، وعند تقديم مبادئ منتسوري للتعلم الطبيعي، يعتقد العديد من الآباء إنه لا يمكن دمج هذه التعاليم إلا في الفصل الدراسي، وقد يتفاجأوا عندما يجدون إنه يمكن العمل بها في الحياة المنزلية أيضًا.
أهم عشر مبادئ منتسوري للتعلم الطبيعي
لطالما اقترب تعليم منتسوري من تنمية الطفولة كشيء طبيعي، فالأطفال يريدون التعلم لهذا السبب أتت الدكتورة ماريا منتسوري بمبادئ مثل اتباع الطفل والبيئة المُعدة والاستقلالية والعقل الممتص، وسواء كان المرء يحاول تجربة منتسوري أو يرغب في تسجيل طفله في مدرسة منتسوري، يمكن استخدام هذه المبادئ العشرة الأولى من منتسوري للتعلم الطبيعي في المنزل اليوم:
اتباع الطفل
هذا هو أحد أهم مبادئ منتسوري، حيث يجب أن يعتمد تعليم الطفل على احتياجاته واهتماماته، وهذا هو السبب في أن معلمي منتسوري سوف يلاحظون طلابهم ويطورون خطط تعلم فردية تدعم نمو كل طفل، وفي المنزل يمكن القيام بذلك من خلال معرفة ما يثير اهتمام الطفل ثم احترام تلك الاهتمامات.
احترم حاجة الطفل للاستكشاف
طالما أن الطفل آمن يجب أن يكون قادرًا على التحرك في مكان دون عوائق، ويعد التعلم الموجه ذاتيًا حجر الزاوية في تعليم منتسوري، وكذلك خبرات التعلم العملي، لذا يجب منح الطفل المساحة التي يحتاجها في الداخل والخارج للتعرف على العالم.
ويجب تذكر إنه كلما كانت التجربة أكثر واقعية، كان من الأفضل استيعابهم للدروس المجردة وعندما يكبرون، على سبيل المثال في فصل دراسي في منتسوري يمكن رؤية مبدأ (Concrete to Abstract) هذا عند تدريس الرياضيات، ففي البداية يستخدم الأطفال قضبان الأرقام باللون الأزرق والأحمر وتمثل الأرقام من 1 إلى 10، ويرون أطوالًا متفاوتة، حيث 1 قصير و10 طويل، بالإضافة إلى ألوان متبادلة.
ويقضي الطفل وقتًا مع هذه العصي، ويتعلم كيفية العد من 1 إلى 10، ولاحقًا يتم إعطاؤه أرقام ورق الصنفرة من 0 إلى 10، مع كون الرقم 0 هو آخر رقم يتعلمه، بعد ذلك ينتقلون إلى الرموز التي تمثل كمية، ثم المنازل العشرية، وما إلى ذلك.
خلق بيئة منظمة
تحتضن منازل ومدارس منتسوري بيئات بسيطة ومفتوحة ومشرقة جيدة التهوية وهادئة، ولن تجد الكثير من الفوضى في فصل دراسي في منتسوري، هذا لأنه من أجل تعزيز الحرية في حدود، وكذلك مساعدة الطلاب على فهم أهمية الفضاء النظيف والمنظم، فإن البيئة المعدة ضرورية.
ويمكن للأطفال التفكير بشكل أفضل عندما يكون محيطهم هادئًا ومنظمًا، ويتعلمون أيضًا كيفية إعادة الأشياء إلى حيث تنتمي عندما يكون لكل شيء بالفعل مكان محدد مسبقًا.
التعرف على العقل الماص
إذا كان المرء يرغب في دعم التعلم الطبيعي في المنزل، فيجب القيام بإجراء القليل من البحث حول العقل الممتص والفترات الحساسة، ووجدت الدكتورة منتسوري أن هناك مراحل من التطور في حياة الطفل حيث يطور مهارات معينة بسرعة، على سبيل المثال بين سن 3 إلى 6 سنوات، يتعلم الأطفال كيفية استخدام حواسهم، والتعامل مع الأشياء الصغيرة، والتحدث والتعبير عن أنفسهم والقراءة.
وإن إدراك نشاط هذه الفترات الحساسة وكيف يؤثر ذلك على عقلية الطفل يساعد على فهم بعض المحفزات والاهتمامات.
استخدم أواني مناسبة للأطفال
من أجل متابعة الطفل واحترام حاجته لاكتشاف الأشياء في وقته الخاص، يجب أن يتم منحه أدوات مفيدة، على سبيل المثال في المطبخ يمكن وضع أواني بحجم الأطفال ومستلزمات التنظيف في سلة على مستوى العين ليستخدمها الطفل متى شاء، ومنحهم كرسيًا وطاولة بحجم الطفل أيضًا.
وتشمل الأمثلة الأخرى وضع خطافات المعطف على مستواها، حتى يتمكنوا من تعليق متعلقاتهم الخاصة، وتنظيم ألعابهم وكتبهم على أرفف منخفضة في غرفة المعيشة لسرعة الوصول إليها، ووضع كرسي في الحمام حتى يتمكنوا من غسل أيديهم دون مساعدة.
تقديم فرص التعلم كلما استطعت
كل لحظة يمكن أن تكون درساً لذا يجب تعليم الطفل كيفية صب الماء من إبريق في الكوب، وتركهم يقطعون الموز الخاص بهم إلى قطع صغيرة الحجم، وتوضيح لهم كيفية تنظيف الفوضى ثم تركهم يحاولون، ومنحهم فرصًا لغسل الأطباق وتفريغ الغسيل من المجفف وطي الملابس والعناية بالحيوانات وغير ذلك الكثير، في حين أن هذه المهام قد تبدو عادية بالنسبة للكبار، فإن كل تجربة تمنح الطفل ثروة من المعلومات والتقنيات لإتقانها.
ترك الطفل يركز
بمجرد أن يركز الطفل على مهمة ما، يجب عدم مقاطعته، واحتضان التجربة والخطأ، فهل سكبوا الحليب عند سكبه لأنفسهم؟ هذا جيّد يجب تركهم ينظفونه بأنفسهم، هل يعمل الطفل على ربط أربطة حذائه وتشابكها بشكل متكرر؟ يجب تركهم يقومون بفرزها بأنفسهم.
إن المجيء إلى الإنقاذ هو استجابة أبوية طبيعية، لكن في بعض الأحيان يتعين عليهم التراجع وترك الطفل يركز، حيث إنهم أكثر قدرة مما يعتقده معظم البالغين.
شرح كيفية القيام بشيء ما
بالطبع من المهم أن يعرف الطفل الطريقة الصحيحة لفعل شيء ما قبل السماح له بتجربته بنفسه، فالأطفال مراقبون حريصون، كما إنهم يتطلعون إلى نماذج يحتذى بها، مثل الأطفال الأكبر سنًا والمعلمين وأولياء الأمور، للحصول على المشورة بشأن كيفية التنقل في العالم.
لذا يجب أظهار مهارة جديدة، مثل استخدام فرن التحميص أو زرع البذور عدة مرات قبل السماح للطفل بتجربتها بأنفسهم، وأن يكون معلم منتسوري والأهالي مستعدون للأخطاء، وكل هذا جزء من التعلم.
مراقبة الطفل أثناء عمله
وكما تم ذكره سابقًا قد تميل الأهالي إلى مساعدة الطفل عندما يكافح من أجل تنظيف الفتات أو زر سترته، لذا يجب عدم التعجل في الحال، تمامًا كما يلاحظ الطفل الطريقة التي يتحرك بها الأهل، حيث يجب أن يراقب الآباء كيف تسير الأمور، وقد يندهشون من رؤية مدى تحسنها بقليل من الوقت بمفردها.
إعطاء الأولوية للأنشطة العملية والحسية
ما الذي يمكن اعتباره أنشطة عملية أو حسية؟ يجب وضع في الاعتبار مهارات الحياة العملية، مثل التنظيف والتنظيم والنظافة والبستنة وارتداء الملابس، حيث تساعد هذه المهارات الطفل على فهم أجسادهم والبيئة، وكذلك احترام أنفسهم والآخرين، بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من مهارات الحياة العملية تعلم أيضًا التنسيق والتركيز والثقة.
بالإضافة إلى ذلك إذا أعطي الطفل نشاطًا، يجب عزل صفة واحدة، وبالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، قد يعني هذا تعليم الألوان باستخدام كتل خشبية ذات حجم موحد بدلاً من عشرات الأشكال والألوان المختلفة، وتعليم الأشكال ثم يجب أن تكون الألوان كلها متشابهة.
وفي النهاية تشير ماريا منتسوري إلى أن هذه المبادئ العشرة الأولى للتعلم الطبيعي في منتسوري ستغرس في الطفل حب التعليم، وسيكونون فضوليين ومبدعين ويفكرون بشكل نقدي طوال بقية حياتهم، لذا يجب استخدم هذه المبادئ قدر الإمكان.
