على الرغم من كثرة الدراسات التي تتحدّث عن حاجة أحد الجنسين إلى الإرشاد النفسي أكثر من الآخر، إلّا أنه لا يوجد قراءة صحيحة تشير إلى حاجة أحدهما أكثر من الجنس الآخر، ولكن هناك عدد من الاعتبارات التي لا بدّ وأن يتم الانتباه إليها في قراءة المرأة والرجل في حال خضوعهما للعملية الإرشادية، وفي كلّ بلد هناك قراءة وإحصائيات تشير إلى حاجة أحد الجنسين للإرشاد النفسي أكثر من الجنس الآخر، ولكن لا يعتبر هذا الأمر عاملاً حاسما في ذلك.
المؤشرات التي تدل على حاجة أحد الجنسين للإرشاد النفسي أكثر من الآخر
1. الظروف المكانية والزمانية والثقافة العامة
تعتبر الظروف المكانية والزمانية والثقافة من الأمور التي توضّح هذه الفوارق ما بين بلد وآخر، حيث أنّ حاجة الرجل والمرأة للإرشاد النفسي في الدول الفقيرة والنامية تختلف عنها في تلك الدول المتقدّمة التي تمتاز بثقافة كبيرة، كما وأن المناطق التي تعاني من الحروب الداخلية والخارجية تعتبر بيئة خصبة للمشاكل النفسية، وعادة ما تمتاز المرأة بالعاطفة أكثر من الرجل ولهذا فهي أكثر تأثراً من المواقف التي تمرّ بها من الرجل، وعلى الرغم من ذلك فالرجال أيضاً قد يمتازون بهذه العاطفة بصورة ملفتة ولكن هذا الأمر يختلف باختلاف الثقافة وطبيعة المكان.
2. الطبيعة الفكرية والجسدية
عادة ما يحتكم الرجال للعقل أكثر من النساء، وهذا المؤشر يدلّ على انخفاض نسبة المشاكل النفسية بصورة نسبية، كما وأن الطبيعة الفسيولوجية للمرأة تختلف عنها لدى الرجل حيث أنّ مشاعر المرأة تبدو أكثر حساسية وتأثراً بالظروف التي حولها، مما يجعلها كثيرة التأثر بالمحيط الخارجي وعدم القدرة في بعض الأحيان على تخطّي المشكلة بصورة صحيحة.
3. مقدار القناعة بعلم الإرشاد النفسي
لا يستطيع بعض أفراد المجتمع أن يكونوا على قناعة بالعملية الإرشادية على اعتبارها عملية تخصّ المرضى النفسيين والمجانين أو المعاقين، وهذا الأمر يترتب عليه مقدار القناعات التي تتشكّل لدى أحد الجنسين أكثر من الآخر، وعادة ما تكون النساء أكثر قناعة بما يخص الأمور النفسية وكيفية التعامل معها، مما يجعل النساء أكثر خضوعاً ومشاركةً والتزاماً بالعملية الإرشادية أكثر من الرجل.