آراء حول إجهاض الطفل في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


يعتبر الإجهاض من أهم القضايا المتداولة في العصر الحديث، والإسلام يؤكد بقوة على قيمة الحياة البشرية، فإن الإسلام يحارب وبقوة الرسائل التي تحث على الإجهاض، ويؤكد على أهمية الحياة في الإسلام، ولكل فرد حقه في الحياة، ويلقي الضوء على استخدام وسائل منع الحمل وفق ضوابط معينة، ويصف المواقف المختلفة حول الإجهاض في الإسلام، ويأخذ في الاعتبار ضوابط الإسلام فيه.

إجهاض الطفل في الإسلام

من المهم أن يضع المسلم في اعتباره جميع الأحكام الإسلامية للإجهاض مثل الحفاظ على الحياة والفكر، والدين والأسرة والشرف والثروة والخضوع لوصايا الله تعالى في ذلك.

وأحد الأهداف الرئيسية للإسلام هو الحفاظ على الحياة الفرد سواء كان جنين أم طفل أم شخص بالغ، قال تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا”، سورة الإسراء، 31، ويَعتبر الإسلام الإنجاب نعمة من الله تعالى، حيث دعا كثير من الأنبياء في القرآن الكريم مثل زكريا وإبراهيم إلى الله أن يرزقهم أبناء صالحين.

كان لدى الناس قديماً انحياز قوي للذكور، وكانوا يدفنون الإناث وقت ولادتهن بدافع العار، وحرم الله تعالى في القرآن الكريم وفي تعاليم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قتل الصغيرات، وهو أمر كان منتشرًا في ذلك الوقت، وأمر الإسلام بعدم التمييز بين الأبناء سواء كانوا ذكور أم إناث.

والقرآن الكريم لا يقصر هذا النهي على دفن البنات بل يمتد إلى كل المواليد الجدد، وأمر عدم قتل الأطفال خشية الفقر، بل أن الله تعالى يجعل للآباء رزقًا مضاعف بسبب الأبناء.

رأي الإسلام بالإجهاض

تتحدث آيات القرآن الكريم عن الأطفال الذين ولدوا بالفعل، ولكن ماذا عن الأطفال الذين لم يولدوا بعد؟ وما ضوابط استخدام وسائل منع الحمل؟

وبالنسبة لوسائل منع الحمل فقد أباح الإسلام استعمالها لوضع مدة بين الحمل والآخر، وحرم الإسلام الإجهاض لحماية الأم وجنينها، وحماية حق كل فرد في الحياة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إنَّ أحدَكُم يُجمَعُ خلقُهُ في بطنِ أمِّهِ أربعينَ يوماً ثمَّ يَكونُ في ذلك عَلقةً مثلَ ذلِكَ، ثمَّ يَكونُ مضغةً مثلَ ذلِكَ، ثمَّ يرسلُ الملَكُ فينفخُ فيهِ الرُّوحَ ويؤمرُ بأربعٍ، كلِماتٍ: بكَتبِ رزقِهُ وأجلِهُ وعملهُ وشقيٌّ أو سعيد”، متفق عليه.

مراحل الحمل والاجهاض في الإسلام

وبناءً على الآيات القرآنية تم تقسيم الحمل إلى ثلاث فترات رئيسية، وهي:

1- أول 40 يوما من الحمل

يكون الإجهاض خلال الأربعين يومًا الأولى بعد الحمل مرنًا مشغول، فأجازه بعض العلماء في تلك الفترة بشروط، يسمح بالإجهاض في حالات الاغتصاب أو الوالدان غير قادرين عقليًا على تربية طفل.

2- من الأربعين يوما إلى المائة والعشرين يوما

بعد 40 يومًا اختلف العلماء في جواز الإجهاض، ومع ذلك فقد يكون هناك تهديد لصحة الأم، فسمح الإسلام بالإجهاض مراعاة لصحة الأم، بالإضافة إلى ذلك أو إذا اكتشف الأطباء أن الجنين يوجد به خلل خلقي يمنعه الحياة، فيسمح بإجراء إجهاض، مع الحاجة والضرورة لاستشارة طبية وخبراء مسلمين.

3- بعد المائة والعشرين يوما

بعد الـ 120 يومًا الأولى، يُعتقد أن الطفل يُمنح روحًا، لذلك يحظر بشكل قاطع إجهاض الطفل ما لم تكن حياة الأم في خطر، كما يسمح بالإجهاض إذا مات الجنين في بطن الأم.

ويسعى الإسلام للحفاظ على الحياة لكافة فئات الأسرة، في الوقت نفسه يفهم الإسلام أن الحياة يمكن أن تكون معقدة في بعض الحالات يسمح بالإجهاض لإنقاذ حياة الأم، والحمل نتيجة الاغتصاب، أو مرض الجنين الذي يؤدي الى عدم الحياة أو موت الجنين برحم الأم، وغيرها من الأمور.

الله تعالى رحيم بعباده؛ ويضع القواعد العامة لضبط سلوك الافراد، رحمةً للأسر المسلمة ومجتمعها، ومحافظةً على سلامة وعدم انقراض هذه الأسر؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى قد تكفّل بسورة الإسراء والأنعام برزق الآباء والأبناء، بقوله تعالى: “نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ”، الأنعام، 151، وقوله تعالى: “نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ”، سورة الإسراء، 31.

وأخيرًا هذا يؤكد ضمان الرزق بعد أن تكفّل الله به جل وعلا، وهذا يرد على كثير من الأسر التي تجهض أبنائها خوفا من الفقر وغيرها من الأمور وتقوم بتحديد النسل، فيصبح الحاجة الضرورية وهو الخوف من الفقر ممتنعًا بعد أن تكفّل الله جل وعلا بسدّها، فلا يحدث للإنسان الفقر إذن إلا من جهة سوء التصرف في الثروة أو سوء توزيعها.


شارك المقالة: