إرشاد الطفل في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


أولادنا أمانة من الله سبحانه وتعالى، وأفضل هدية يمكن أن نقدمها لأطفالنا المسلمين هي التنشئة الصحيحة، ولكن كآباء يمكن أن نتفق جميعًا على أن الأبوة والأمومة يمكن أن تكون مربكة ومرهقة؛ لأن الأطفال لا يأتون مع دليل التعليمات، وعلاوة على ذلك يختلف كل طفل عن الآخر مما يجعل عملنا كآباء أكثر صعوبة، الأبوة والأمومة حقا هي أصعب عمل على الإطلاق، إذن ما هو نهج الأبوة الإسلامية الفعال الذي يمكن للوالدين اتباعه لإرشاد الأطفال الذين يمكن أن يكونوا ناجحين في هذا العالم وما بعده؟

إرشاد الطفل في الإسلام

إن الإسلام قد قدم بعض الإرشادات الرائعة للآباء والأمهات من أجل تربية الأطفال، فقد أرشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحد الخلفاء الراشدين للآباء فقد قال: لاعب ابنك سبعاً، وأدبه سبعاً، وآخه سبعاً، ثم ألق حبله على غاربه؛ أي أترك الطفل بعد ذلك يعتمد على نفسه.

مراحل إرشاد الأبناء في الإسلام

تقسم مراحل إرشاد الأبناء إلى ثلاث مراحل:

مراحل الأبوة الإسلامية في السنوات السبع الأولى 0-7

هذا هو الوقت المناسب للسماح للطفل باللعب، ولكن يظهر عن التواصل الأبوة والأمومة لبناء اتصال قوي مع الأطفال، هذه هي سنوات التكوين عندما يتأثر الطفل باستمرار بالمحيط ويتعلم من خلال الملاحظة، الأطفال يقلدون والديهم أكثر من أي شخص آخر، إذا وجد الوالدين أي سلوك غير مرغوب فيه لدى الأبناء  فيجب أن يتحقق الأهل إذا أظهروا هذا التصرف أمام أبنائهم، هذه هي سنوات التأسيس، والقاعدة التي تنبثق منها العلاقة معهم، إذا كان هذا صعب، فستكون السنوات المتبقية أسهل بكثير وإذا كان هذا الأساس ضعيفًا، فستكون السنوات القادمة أكثر صعوبة.

السنوات السبع القادمة في سن 7-14

إن من المفروض بمجرد أن يبلغ الأطفال السابعة، يصبحون مستعدين للتفكير المنطقي والأخلاق الإسلامية، هذا هو الوقت الذي يكون فيه الأطفال كالإسفنج، ويكونون مستعدين لامتصاص أي شيء وكل شيء تعرضه وتعلمه وتخبرهم به، الأبناء يتلقون من والديهم ما هو مفيد وغير مفيد دون أن يميزون ذلك.

المرحلة الثانية من الإرشاد الطفل: هي وقت تعليمهم الدين الإسلامي والمعرفة الدينية، الحلال مقابل الحرام، وكل ما يحتاجون إلى معرفته، تعلم الأبناء الرياضة أيضًا؛ لما لها فوائد كثيرًا على صحة البدن والعقل، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم أوصى الوالدين أن يعلموا الأبناء الرماية والسباحة وركوب الخيل منذ الصغر.

في هذه المرحلة، يكون الأطفال صغارًا ولا يزالون في طور تعلم ما هو صواب وما هو خطأ، تقع على عاتق الوالدين مسؤولية إرشاد الطفل كيفية التصرف، وكيفية اختيار بيئته وتحديد نوع الأشخاص الذين يملأون تلك البيئة، حتى يتمكنوا من الاستمرار في فعل الأفضل بالنسبة لهم.

وبالمثل، يحتاج الأطفال إلى مجموعة من الحدود لتوجيه سلوكهم، والتي تمنح الأطفال حرية التصرف، إذا كان الأبناء لا يعرفون ما هي الحدود؛ فإنهم لا يعرفون ما هو مقبول وما هو غير مقبول، سيكون المجتمع في حالة من الفوضى، إذا تم إرشاد الأطفال مسبقًا ما هو السلوك الصحيح والسلوك الجيد، فسيكون لديهم إرشادات للعمل ضمن الحدود ولن يتركوا في حالة من التساؤل والارتباك.

ويجب على الآباء والأمهات وضع القواعد والحدود لكل طفل من أفراد الأسرة؛ حتى الآباء أنفسهم وضع الضوابط والحدود لتصرفاتهم، على الآباء أن يحرصون على أن يشرحون لأبنائهم سبب وجوب طاعتهم لهم، ويجب ترك الأطفال للتفكير المنطقي، لذا يجب أن يدعهم الوالدين يطرحون الأسئلة بينما يشرح الوالدين لهم بهدوء.

السنوات السبع الأخيرة من سن ١٤-٢١

بمجرد أن يبلغ طفلك 14 عامًا أو سن البلوغ، يحصل الأطفال على الاستقلال ويطورون شخصيتهم، خلال هذه السنوات الحرجة، قم بتكوين صداقات معهم، وتقديم المشورة لهم، وفعل ما تستطيع؛ يجب أن يفهموا أنهم الآن بالغون تمامًا وفقًا للإسلام، وأن الخيارات متروكة لهم، سواء أكانوا على صواب أم خطأ، الآباء مسؤولون لتقديم المشورة لهم.

وعلى الآباء إقامة علاقة ثقة مع أبنائهم وأن يكون الأهل هم المقربين الموثوق بهم من قبل الأبناء، وأن يذهب الأبناء إلى الوالدين الشخص عندما يحتاجون إلى المساعدة أو المشورة، يجب على الوالدين أن يدعوا الله تعالى أن تكون العلاقة وثيقة ومحبة وسعيدة ومرضية مع أطفالهم طوال أيام حياتهم وأن يلمّ شملهم بهم.

المصدر: الطفل في الشريعة الاسلامية ومنهج التربية النبوية، سهام مهدي جبار، 1997تربية الاولاد في الاسلام، عبدالله ناصح علوان، 1981 مشاكل الطفل، محمد ايوب الشحيمي، 1994تربية الطفل في الإسلام، سيما راتب عدنان، 1997


شارك المقالة: