احترام الزوج في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


من الواجب على المسلم عند علمه بحكم الإسلام أن يستسلم له ويؤمن به ولو لم يكن يعلم الحكمة من ورائه، حيث أن أحكام الإسلام  التي أوجبها الله تعالى أو حرمها فيها العديد من الحكم، حيث وضح الله تعالى بعض هذه الحكم  وستر بعضها، العقل البشري الذي لا يخلو من العيوب ونقص، قد يدرك بعضها ولا يدرك بعضها الآخر، قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا”، 36، الأحزاب.

تقدير واحترام الزوج في الإسلام

عندما يجتمع الرجل والمرأة في الزواج ويعيشان المكان واحد، من المفروض أن يكون هناك اختلاف في العلاقة بينهما من حيث الطبيعة، ويجب أن يكون لكل طرف الوسيلة في حل المشكلة التي تحدث بينهم، وإلا فستتكاثر الخلافات وتزداد حدتها، يجب أن يكون هناك مسؤول عن هذه الخلافات، ولهذا جعل الإسلام الزوج حامي للزوجة ومعيلها، وأعطاه مسؤولية إدارة البيت؛ لأنه أكمل منها في التفكير العقلاني في الأحوال عادة ولهذا يجب وجوب طاعته واحترامه وتقديره.

القوامة للزوج في الإسلام

ومن أسباب التي جعل الله تعالى القوامة حقًا للزوج ذلك ما يلي:

الرجل أقدر على تحمل المسؤولية من المرأة، خصوصًا في  مسؤولية البيت والأسرة، كما أن المرأة أقدر من الرجل على رعاية الأطفال وشؤون المنزل، فكل واحد له الطبيعة التي خلقها الله تعالى له وهذا الأمر يكون في فطرة الإنسان السوية، تجب نفقة الرجل على زوجته في الإسلام، ليس على الزوجة أن تعمل أو تكسب لقمة العيش؛ حتى لو كان لها دخل خاص بها، وذات مال، فحق للزوجة أن الزوج ملزمًا بالنفقة عليها بقدر ما تحتاج، وأن يتحمل المسؤولية.

هذا لا يعني أن عندما الرجال لا يتحملون المسؤولية على زوجاتهم، أن تكون الزوجات غير ملزمات بطاعة أزواجهن؛ يخرجن من المنزل متى أردن ويتركن عش الزوجية فارغًا ويهملن أطفالهن، وتعمل بجد حتى لو كان ذلك على حساب بيتها وعائلتها، بل يجب عليها احترام وطلعة زوجها؛ حتى وأم كان لا يقوم بواجباته.

كما يجب أن تكون الزوجة على علم بمجموعة من الأمور منها: المرأة تؤجر من الله تعالى على طاعتها لزوجها، وأن تكون طاعة الزوج في الأمور التي لا تكون في معصية الله تعالى، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا”، النساء، 59.

كما أن للزوج الحق في الطاعة من الزوجة ومن الأمور التي من ضمنها الطاعة هي احترام الزوج وعدم إهانته، فإن الإسلام يأمر الزوج أيضًا باحترام الزوجة.

وقد أعدت الشريعة الإسلامية أن على الزوجة احترام زوجها، وتبقى تحترمه وتطيعه إلا إذا أمرها بمعصية الله تعالى، مطلوب منها احترامه وطاعته وتبذل جهدها  في الأمور المحيطة به، مما يجعله راضيًا وشكرًا لها يحترمها ويقدرها، ويؤيده حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت”،  رواه ابن حبان في صحيحه.

احترام الزوج المسلم

احترام الزوج وطاعته هي أول حق يقره الإسلام للزوج على زوجته، ومن الأمور التي تدخل في احترام الزوج  عدم  السماح لشخص معين بدخول بيته إلا بإذنه، سواء أكان قريبًا  أو غريبًا، محرم أم غير محرم، يجب أن لا تسمح الزوجة بدخول هذا الشخص عند غياب زوجها ووجب عليها احترام رغبته، وقد نصوص شرعية كثيرة تدل على عظمة احترام الزوج وحقه بذلك على زوجته، ففي طاعة الزوج واحترامه أجر كبير كأجر الجهاد.

إن الزوجة التي تعرف واجباتها تجاه زوجها وتدرك تمام الإدراك أهمية هذه الواجبات، فهذا من شأنه أن يساعد في خلق بيئة لحياة أسرية سليمة بعيدة عن الاختلالات والخلافات، فهي توفير جو من الأمن والحماية والمودة للأسرة، وإذا اعطى الزوج للمرأة حقها الكامل ولزم الزوج باحترامها وتقديرها والحفاظ على حقوقها، الذي من شأنه أن يوفر حياة كريمة للزوجة لتكون مطيعة ومحبة له.

يجب على الزوجة أن تحترم زوجها ولا يصل مرض الغرور والكبرياء إليها، إذا وصل هذا المرض إلى قلب المرأة فسيكون كارثة كبيرة، فالعلاقة الزوجية ستكون مهددة بأخطر أنواع الخلافات والشجار بينهم، بل هذه هي أسس الحياة الزوجية التي أقامها الله تعالى في المودة والرحمة.

يجب أن لا تعتبر الزوجة احترام الزوج من الأمور التي تمس كرامتها بل هي من الأمور التي تعمل على توافق الحياة الزوجية بينها وبين زوجها كما أنها لها الحق في الاحترام من قبل الزوج.

في بعض الأحيان قد يجد الإنسان احترام الآخر وتقديره عبئًا ثقيلًا، أما الزوجة فهي تكافأ على أساس استعدادها لاحترامها وإخلاصها في أداء واجبات هذه الطاعة للزوج، وقد أثنى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم على هذه النساء، وهذا الأجر لا يكتمل إلا باحترام الزوجة لزوجها، وإرضائه، وتتجنب ما يكرهه.

الرجل هو المسؤول عن الأسرة، يعتني بها ويراعي آداب التعامل معها وشؤونها، ومن ثم، فإن جميع أفراد الأسرة مطالبون باحترام الزوج  الذي هو مكلف بأعباء الأسرة والعمل على إعالتها وتلبية احتياجاتها، وبهذه  الطريقة، يتم تنظيم الأسرة على أساس وجود حلول وقواعد مع وجود قائد للأسرة.

إن الطاعة لا تفرض قيودًا على الزوجة؛ بل هي طاعة الزوجة الصالحة للزوج الصالح التقي الذي تثق في شخصيته وتؤمن بإخلاصه وصلاحه وهي مبنية على التشاور والتفاهم وتنمي كيان الأسرة وشروطها وتقوي أسسها وقوتها.

يُنصح الزوجان بالتشاور فيما يتعلق بشؤون الأسرة، فليس هناك مستشار أفضل من زوجة مخلصة وصادقة، تساند زوجها وتوجهه بمشاعرها وتحميه بغريزتها وتزوده برأيها، وكان رسول محمد صلى الله عليه وسلم يستشير نسائه ويتبع رأيهن في الأمور المهمة من أمور الدنيا.

وبهذا يظهر لنا أن الإسلام يمثل حجاباً حاجزًا بين المشاكل الأسرية بين الزوجين، هذا من شأنه يدل على أن الحياة الزوجية ستستمر بإذن الله تعالى بين الزوجين، وهذا هو الذي تهدفه الشريعة الإسلامية من فرض مثل هذه الحقوق والواجبات في الزواج، لما فيه من مصلحة كبيرة للزوجين.


شارك المقالة: