احتضان النفس في لغة الجسد:
إذا كانت لغة الجسد وسيلة نستخدمها ببراعة لقراءة لغة جسد الآخرين، فهي وسيلة أيضاً نستطيع من خلالها أن نقرأ لغة جسدنا بصورة شخصية مباشرة، فنحن عندما نشعر بالضيق أو الحزن الشديد أو القلق غير المبرر ونقوم بمراقبة سلوكنا أو مشاهدة تعابير وجوهنا عبر المرآة، نلحظ وقتها أننا نمرّ بلحظات حرجة وذلك من خلال قراءتنا لسلوكنا ولغة جسدنا بصورة قريبة.
كيف نحتضن أنفسنا في لغة الجسد؟
عندما نشعر بالحزن الشديد أو القلق ولا نرغب في أن نظهر أمرنا إلى أي أحد، فإننا نجد أنفسنا بحاجة إلى العتاب الداخلي واحتضان أنفسنا، وذلك ليس من خلال انكماشنا أو تقوقعنا على ذاتنا، ولكن من خلال المكاشفة مع الذات وتلمّس احتياجاتها، ومعرفة نقاط الضعف والقوّة في الغموض الذي تظهره لغة جسدنا، ومحاولة إيجاد الحلول الممكنة بأفضل الوسائل المتاحة.
لا يمكننا أن نحتضن أنفسنا ما لم نعرف محطّات الفشل أو الحزن الذي يمرّ بنا، وهنا نبدأ في معالجة نقاط الضعف التي تظهر على شكل لغة جسد تبدو جليّة على أجسامنا، ومن هنا نبدأ في استرجاع الابتسام المنطقي الممكن.
وحسن الاستماع إلى الآخرين والابتعاد عن الغلظة في التعامل واستخدام لغة جسد تتناسب وطبيعة الأشخاص الذين نتعامل معهم، واحتضان النفس معنيّ أيضاً باستعادة الثقة التي فقدناها من خلال تعرضنا لأحد مواقف الفشل أو الخسارة بسبب عمل مهني أو خسارة حبيب أو صديق، أو أي موقف سبب لنا صدمة غيرت من شكل لغة جسدنا بصورة كبيرة.
متى تكون لغة الجسد مفيدة؟
إنّ لغة الجسد تساعدنا على قراءة مشاعر الآخرين وخاصة عندما يكونوا بأمسّ الحاجة إلى المساعدة، لكون لغة جسدهم ظهرت بصورة غير معتادة فهم بحاجة إلى ترميم ذاتهم وتذكيرهم بأنّ لغة جسدهم الحقيقة لا بدّ وأن تظهر مرة أخرى.
وأنّ التقوقع والانكماش حول الذات لا يفيد، وأنّ تعابير الوجه وإيماءات الجسد تكشف عيبات المشاعر من خلال لغة جسد يسهل قراءتها من قبل الآخرين، فلغة الجسد إذا أحسنّا قراءتها فيمكننا أن نعالج المشكلة قبل وقوعها أو دون تطوّرها إلى مشكلة يصعب حلّها.