يرى البعض أنّ أفكارهم صحيحة وأن مسلكياتهم منطقية تتوافق مع طريقة تفكيرهم، ومن وجهة نظر المجتمع يتبيّن أن هذه الأفكار غير صحيحة وأن المساكيات المتّبعة مؤذية ولا تتوافق مع الفكر العام للمجتمع، وما يثبت صحّة ذلك من خطئه هو علم الإرشاد النفسي الذي يستطيع أن يميّز الأفكار الصحيحة من الخاطئة من خلال عدد من البرامج الإرشادية التي تساعد عقل المسترشد على فهم الواقع، ويعتبر أسلوب الاستبعاد العقلي من الأساليب الذهنية النفسية التي يستخدمها المرشد في إثبات وجهات نظر صحيحة تخالف أفكار المسترشد غير الصحيحة وتثبت خطأها.
كيف يتم استخدام أسلوب اختبارات الاستبعاد العقلي في الإرشاد النفسي
يقوم المرشد النفسي على استخدام أفضل الأساليب الإرشادية التي تساعد المسترشد في التخلص من المشكلة النفسية التي يعاني منها، ولعلّ أسلوب اختبارات الاستبعاد العقلي تعتبر من الأساليب المستحدثة في علم الإرشاد النفسي والتي يقوم المرشد النفسي من خلالها في محاولة إثبات الخطأ الذي ارتكبه والذي أدّى أو ساعد في حدوث المشكلة الإرشادية المتعلّقة بالسلوك مثل مشكلة الإدمان مثلاً، حيث يقوم بطرح العديد من الأسئلة العقلية التي ترفض فكرة الإدمان وتهاجمها بطريقة غير مباشرة، بحيث يصبح لدى المسترشد قناعة تامة بأنّ العملية الإرشادية هي الطريق الصحيح للتخلّص من المشاكل النفسية العالقة من خلال محاكاة العقل بصورة منطقية.
إنّ كل ما يصدر عنّا نمن تصرفات وأقوال ومسلكيات تمرّ في مرحلة العقل الواعي واللاواعي وهذا الأمر يجعل من العقل محطة انتقالية تعمل عىل تنقيح وإصدار الموافقة أو الرفض للأفعال والأقوال التي نقوم بها، لهذا يقوم المرشدون النفسييون بمخاطبة عقل المسترشد من خلال إثبات وجهات النظر الخاطئة، وضرورة معالجتها بصورة منطقية، كما ويقوم المرشد النفسي بمحاكاة العقل ومخاطبته على شكل ضمير حي يعمل على فلترة الأفكار ومعالجتها، ومن خلال هذه الفلترة يؤمن المسترشد بأنّ الأخطاء المرتكبة التي قام بها هي نتاج تفكير غير منطقي.
يعتبر أسلوب الاستبعاد العقلي من الأساليب التي تعمل على حصر الخيارات وتلاشي الأفكار غير الصحيحة وعدم تبنيها عقلياً مرّة أخرى، فهو أسلوب ذهني هادف يعمل بصورة صامتة تحاكي الفكر المنطقي وتعمل على فلترته للخروج بأفضل الحلول الممكنة، وبالتالي فإنّ نتائج أسلوب الاستبعاد العقلي عادة ما تساعد على علاج المشاكل الإرشادية بصورة كبيرة.