تعتبر استراتيجية التشكيل من أكثر الاستراتيجيات أهمية واستخداماً في علم الإرشاد النفسي، فمن الطبيعي أن يقوم المرشد النفسي بتنويع الأساليب والطرق الإرشادية التي من شأنها الوقوف على المشكلة النفسية وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات وإقناع المسترشد بضرورة العملية الإرشادية، حيث يقوم المرشد النفسي بعد أن يدرك سبب المشكلة ومقدار تأثيرها إلى تشكيل السلوك لدى المسترشد النفسي من خلال تغييرات صغيرة ولكنّها مهمة، فما آلية تطبيق استراتيجية التشكيل في الإرشاد النفسي؟
ما آلية تطبيق استراتيجية التشكيل في الإرشاد النفسي
1. تقسيم السلوك الإيجابي إلى أجزاء صغيرة يمكن تعلمها
يقوم المرشد النفسي المتمرّس باستخدام أسلوب التشكيل أو أسلوب التقارب التدريجي من خلال وضع قائمة بأبرز السلوكيات غير المرغوبة، وما هي السلوكيات المرغوبة التي من الممكن أن تحلّ مكانها، بحيث يستخدم أسلوب التجزأة بحيث يقوم بتفريد السلويكات الإيجابية بصورة مبسّطة يمكن لأي مسترشد أن يتعلّمها بسهولة، ويعتبر هذا الأسلوب من الأساليب الإرشادية السهلة الممتنعة التي يسهل التعامل معها ولكن يعب تطبيقها، وعادة ما تحتاج إلى تعاون المسترشد وتفهّمه للغاية من هذه الاستراتيجية الإرشادية.
2. إلحاق السلوك الإيجابي بمعزز
بعد أن يقوم المرشد النفسي بتجزءة المتطلبات التي يرغب في إكسابها للمسترشد، يقوم باستخدام أسلوب التعزيز الإيجابي للسلوك المراد توثيقه في ذات المسترشد، بحيث أنّ أي عمل يقوم به المسترشد لم يكن يقوم به سابقاً يتمّ الثناء على هذا العمل وتعزيزه بالمعززات الإيجابية المباحة في الإرشاد النفسي، لتكون العملية الإرشادية في نهاية المطاف سهلة وذات فائدة كبيرة تعود على المسترشد وتخلّصه من السلوكيات غير المرغوبة بطريقة لا يمكن ملاحظتها إلا في نهاية الأمر.
3. تكرار السلوك المراد تعديله وبصورة تدريجية
يعمل المرشد على تكرار السلوك الذي يرغب في تعديله بصورة ملحوظة، بحيث يصبح التمثيل داخل ذات المسترشد كبيراً ويصبح اليقين لدى المسترشد بأنّ هذا السلوك هو جزء منه لا يمكن الاستغناء عنه، ولكن لا يقوم المرشد النفسي التمّرس باستخدام هذا الأسلوب دفعة واحدة ولكن بطريقة تدريجية يصعب على المسترشد ملاحظتها أو انتقادها أو النفور منها كونها تتعارض مع مبادئه السابقة.