اقرأ في هذا المقال
إنّ معظم المشكلات النفسية التي تحدث معنا يكون نتاجها طريقة تفكير خاطئة تمّ الاقتناع بها وتطبيقها بصورة سلوكية تتنافى وقيم ومبادئ المجتمع، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من التعقيدات الفلسفية النفسية لدى المسترشد ويصبح وقتها أكثر حاجة من أي وقت مضى إلى المشورة والدعم النفسي من خلال الإرشاد النفسي، ويعتبر أسلوب المحاكاة من الأساليب الإرشادية الرائجة في عالم الإرشاد النفسي كونه ذو نتائج يمكن اعتبارها بالطبيعية.
ما آلية تطبيق استراتيجية التعلم بالمحاكاة في الإرشاد النفسي
يعتبر أسلوب المحاكاة من الأساليب الإرشادية التي تمّ استخدامها إلى العصور القديمة من خلال ممارسة لعبة الشطرنج التي تحاكي العقل من خلال فرضيات حربية ميدانية مصغّرة، الأمر الذي يزيد من واقعية المرشد النفسي ومحاكاة للمنطق والواقع الذي يعيشه، ولكن يشترط لأسلوب المحاكاة هذا أن تتوافر عدد من العناصر التي تقوم عليها كالأمثلة الواقعية وقصص النجاح، ولا بدّ وأن يتمّ التدريب على أسلوب المحاكاة من قبل المرشد النفسي للمسترشد وتطبيق هذا الأمر أمامه لعدّة مرات، والهدف من أسلوب المحاكاة هو معرفة الكثير من الحقائق التي مرّت في مراحل نمو المسترشد ومناقشتها بصورة واقعية دالّة بحثاً عن الأسباب والنتائج الواقعية.
أنواع المحاكاة في الإرشاد النفسي
1. محاكاة مادية أو فيزيائية
هذا النوع من المحاكاة يمكن استخدامه في الإرشاد النفسي من خلال تطبيق بعض الفرضيات مثل قيادة مركبة أو تطبيق فرضية أو احتمالية فكرية تحتمل الصحّة أو الخطأ؛ لإثبات صحّتها أو خطأها في الإرشاد النفسي.
2. محاكاة إجرائية
يمكن لهذا النوع من المحاكاة أن يقوم من خلاله المرشد بتدريب المسترشد على تطبيق بعض الفرضيات ممكنة الحدوث، والتي كان المسترشد يعتبرها أمراً نسبياً لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع.
3. محاكاة وضعية
من خلال هذا النوع من الأساليب الإرشادية يمكن للمرشد النفسي أن يضع المسترشد كجزء من المشكلة أو الحلّ، ويمكن له بعد ذلك أن يتخيّل حجم المشكلة التي كانت ستحصل لو كان المسترشد جزءاً حقيقياً فيها، أو الحلول الممكنة لو كان المسترشد موجوداً أو قام بالتصرف بطريقة فكرية صحيحة، وهنا يكمن دور المرشد النفسي في تطبيق استراتيجيات الإرشاد النفسي الصحيح.