إنّ كلّ أسلوب إرشادي منطقي يقوم على مجموعة من الأسس الصحيحة التي لا تتنافى مع قواعد علم الإرشاد النفسي، هو استراتيجية ممكنة الاستخدام بما يتوافق ومهارة المرشد النفسي وفلسفته الفكرية النفسية وطبيعة المسترشد وحجم المشكلة النفسية التي يعاني منها، ولعلّ تعدّد الأساليب الإرشادية يزيد من فرص إيجاد حلول منطقية للمشكلة الإرشادية التي يعاني منها المسترشدون، ويزيد من الاحتمالات الممكنة في جذب العديد من الشخصيات الجدلية ضمن برامج الإرشاد النفسي.
ما آلية تطبيق استراتيجية الكرسي الخالي في الإرشاد النفسي
1. وضع كرسيين متقابلين أحدهما للمسترشد والآخر خالي
تعتبر مواجهة الذات من أكثر المهام صعوبة لدى المسترشد النفسي، ولعلّ السبب الرئيسي في تفاقم الحالة النفسية للمسترشد وعدم قدرته على الثقة بنفسه أو بمن حوله هو عدم قدرته على محادثة ذاته بطريقة صائبة، ومن خلال استراتيجية الكرسي الخالي يقوم المرشد النفسي بإحضار كرسيين أثناء تطبيق العملية الإرشادية بحيث يقوم بإدارة عملية المواجهة بحيث يجلس المسترشد على أحدهما ويقابله كرسي خالي يمثّل هذا الكرسي الشخصية النقيض أو الشخصية السلبية للمسترشد، ويقوم المرشد النفسي بإدارة الحوار الذي يدور بين المرشد وذاته، حيث يمثّل الكرسي الآخر المشكلة النفسية التي يواجهها المسترشد وكيفية التعامل معها.
2. إثارة مجموعة من التساؤلات والأسئلة فيما يتعلق بالمشكلة الإرشادية
من خلال استراتيجية الكرسي الخالي يقوم المرشد النفسي بإثارة مجموعة من التساؤلات بطريقة ذكية، القصد من ورائها هو التحدّث حول طبيعة المشكلة النفسية والسبب الرئيسي الذي أدّى إليها، وما هي أبرز المحطات النفسية التي مرّت على المسترشد خلال تلك الأزمة، ويقوم المرشد النفسي باستثارة المسترشد للبوح بكافة التفاصيل والأحداث التي أثرت في شخصيته بصورة كبيرة ومباشرة، والهدف من ذلك هو مكاشفة الذات والوقوف على أساس المشكلة النفسية بصورة واضحة.
3. تبادل الأدوار ما بين المسترشد والكرسي الخالي الذي يواجهها
يقوم المرشد النفسي بتبديل الأدوار ما بين المسترشد والكرسي الذي أمامه، في محاولة منه لتبادل الأدوار بحيث يقوم المسترشد على تقمّص الشخصية السلبية التي سبّبت المشكلة النفسية، ويتخيّل الكرسي الخالي بأنه شخصيته الإرشادية القديمة التي هي ضحيّة الأعمال والأفكار السلبية التي حصلت المشكلة بسببها.