من غير الممكن أن يكون جميع الخاضعين للعملية الإرشادية في الإرشاد النفسي هم أشخاص ملتزمون ويطبّقون جميع متطلبات العملية الإرشادية، ويتجاوبون مع المرشد النفسي بصورة نموذجية، ففي بعض الأحيان لا يلتزم عدد من المسترشدين بشروط وتعليمات العملية الإرشادية أو يقومون بالانتكاس نتيجة عدم اكتراثهم أو لاعتقادهم بأنّ العملية الإرشادية هي عملية ثانوية تختص فقط بالمرضى النفسيين، وفي هذه الحالة يقوم المرشد النفسي بإحالة المسترشد وفصله من البرنامج الإرشادي.
لماذا يتم إحالة المسترشد في الإرشاد النفسي
1. عدم الالتزام في قواعد الإرشاد النفسي
لا يلتزم عدد من المسترشدين بقواعد العملية الإرشادية ويعتبرونها عملية من الممكن الاستغناء عنها، أو قد يقومون بخرق أبرز قواعد العملية الإرشادية من خلال كشف سريّة البرنامج الإرشادي أو الكذب في الإدلاء بالمعلومات التي من شأنها أن تساعد أساساً في إيجاد الحلول الممكنة لعلاج المشكلة النفسية بصورة سهلة وسريعة، الأمر الذي يزيد من تعقيد المسألة ويزيد من العقبات التي لا يمكن تجاوزها دون أن يكون المسترشد النفسي ملتزماً بصورة تتناسب وطبيعة البرنامج الإرشادية.
2. انعدام الثقة والألفة بين المرشد والمسترشد
قد لا تتناسب الأجوار الإرشادية لطبيعة بعض المسترشدين وقد لا تتآلف القلوب والمشاعر التي بينهم وبين المرشد النفسي الذي يعمل على علاج المشكلة النفسية التي يعانون منها، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من صعوبة إيجاد حلول منطقية للمشكلة الإرشادية وزيادة الفجوة بين المرشد والمسترشد، فمن الممكن أن يقوم المسترشدين باقتناص بعض المواقف السلبية وتوظيفها بصورة غير صحيحة للتخلّص من العملية الإرشادية أو رغبة منه في عدم تحمّل المسؤولية أو أي تكاليف مادية قد تترتب عليه، ليظهر للآخرين أن سبب فشل العملية الإرشادية هو المرشد النفسي.
3. عدم تخصص الإرشاد النفسي في طبيعة المشكلة
إنّ المشاكل التي يقوم الإرشاد النفسي بعلاجها كثيرة ومتنوّعة، ومع ذلك يوجد العديد من المشاكل النفسية التي لا تتوافق مع طبيعة العملية الإرشادية في الإرشاد النفسي، وقتها يضطر المرشد النفسي إلى إحالة المسترشد وفصلة من العملية الإرشادية، ويقوم أيضاً بتوجيهه إلى مكان آخر مثل الطبّ النفسي أو العلاج النفسي، ويقوم بملء استمارة خاصة بهذا العمل يوجد فيها كافة المعلومات والبيانات التي قام بتوثيقها أثناء سير العملية الإرشادية.