تعتبر عملية الفهم والتعليم من الأمور التي يقوم عليها علم الإرشاد النفسي بصورة أساسية، ولا يمكن أن يتمّ اعتبار الشخص المسترشد شخصاً لا يرغب في الفهم والتعلّم، كون تغيير السلوك غير المرغوب فيه يأتي بداية من عملية الفهم والتعليم التي تعتبر أساساً لكلّ علم في هذه الدنيا، ولعلّ الإرشاد النفسي من خلال سير العملية الإرشادية يقوم على إكساب المسترشد مجموعة كبيرة من المعلومات ذات القيمة الكبيرة وبطريقة معتدلة الفهم والتعليم.
كيفية التعامل مع اضطرابات الفهم والتعليم في الإرشاد النفسي
1. أسلوب الإقناع
من خلال أسلوب الإقناع يمكن للمرشد النفسي أن يحقّق نسبة كبيرة من نجاح العملية الإرشادية في محاولة تغيير فكر المسترشد، فعندما يقتنع المسترشد بأن الإرشاد النفسي من خلال سير العملية الإرشادية هو أمر في غاية الأهمية، وعندما يقتنع بقدرة المرشد على التغيير والإقناع تتولّد لديه القابلية لاستقبال المعلومات والأفكار بصورة صحيحة وأكثر دقة، ومن خلال هذا الأسلوب يبدأ المسترشد في عملية استقبال المعلومات ذات الفحوى الذي يعمل على تغيير نهج الحياة لديه، وتغيير كافة المفاهيم التي لم يستطع فهمها أو تعلّمها قبل ذلك الأمر.
2. أسلوب التدريب
من خلال أسلوب التدريب يمكن للمرشد النفسي أن يقوم بتغيير طريقة الفهم والتعليم لدى المسترشد، حيث يقوم بعرض العديد من النماذج التدريبية التي تعمل على تغير نهج وطريقة الفهم بطريقة سلسة، وهذا الأمر يمكن له أن يغيّر أيضاً في أسلوب المسترشد في فهم ما يدور حوله من أحداث، وأن يستوعب المتغيرات التي تحدث بصورة يومية في المجتمع، وكذلك يعتبر أسلوب التدريب الإرشادي من الأساليب التي تساعد على زيادة تركيز العقل على مجموعة من المفاهيم الجديدة التي تصبح في وقت لاحق معتقدات لا يمكن الاستغناء عنها، بل ويتم الدفاع عنها بصورة جديرة بالثقة.
3. أسلوب الدمج المجتمعي
من خلال أسلوب الدمج المجتمعي يقوم المرشد النفسي بمحاولة القيام بمجموعة من الجلسات الإرشادية المفتوحة الجماعية، والعامل المشترك فيما بين المسترشدين في هذه الحالة هو طبيعة المشكلة، حيث يقوم المسترشدين باكتساب قدر كبير من المعلومات وفهمها وتعلّمها بصورة أكثر واقعية، ويبدأ التأثير الجمعي واضحاً على سلوك المسترشدين وطريقة فهمهم للأمور من حولهم.