إنجاب ابن هو أحد أكثر التجارب الممتعة التي يمكن أن يمر بها الآباء في الحياتهم، لكنها أيضًا مغامرة، لأنها لا يوجد خيارات عندما يتعلق الأمر بتربية الأطفال بصفات الشخص الجيد وهم الآباء، هناك العديد من الأشياء المهمة التي تشكل صفات الأب الصالح، وهناك العديد من الفرص لتعزيز هذه الصفات في الأطفال أثناء تربيتهم ليصبحوا بالغين ناجحين شبيهين بآبائهم الصالحين، هؤلاء الآباء الصالحين هم الأشخاص الذين يربون الأبناء؛ ليكونوا الأبناء مثالاً يحتذى به، يتعلم الأطفال من والديه أغلب الصفات، سواء كانت جيدة أم سيئة.
صفات الأب الصالح
التربية الصالحة في الإسلام واجبة على الوالدين، إن تربية الطفل تربية سليمة هو الواجب الأول والأخير على الآباء والأمهات، وتربية الأطفال وفقًا للإسلام أمر في غاية الأهمية، إن السلام والأمن اللذين توفرهما وحدة الأسرة المستقرة موضع تقدير كبير، ويُنظر إليهما على أنهما ضروريان للنمو الروحي للأبناء.
إن إنجاب ابن هو هدية رائعة للآباء؛ لأنهم يقوموا بتربية الجيل القادم من الرجال، في هذا العالم على وجه الخصوص، من الضروري تربية رجال أقوياء لا يخشون العثرات في المستقبل، لذلك من الضرورة أن يكون الآباء الذين يربون هؤلاء الأبناء صالحين.
هناك العديد من النصائح التي يمكن أن يتحلى بها الأب الصالح:
العلاقة مع الأبناء
يجب على الآباء أن تكون العلاقة مع الأبناء علاقة صداقة، سواء كانت لدى الأبناء علاقة وثيقة معهم أم لا، فمن الضروري مساعدة الأبناء أن يعلموا ما هو الأمور التي تغضب الآباء وما الأمور التي تسعدهم، يجب على الآباء أن يشعروا الأبناء بالحرية في مناقشتهم بجميع أنواع الموضوعات معهم، من المهم أن يكون لكل من الوالدين وابنهما حوار مفتوح، يريد الآباء أن يكون أطفالهم سعداء قدر الإمكان، ويريدونهم أن يعيشوا حياة مُرضية ذات هدف.
من صفات الأب لصالح، أنه يسعد بمساعدة أطفاله إذا كان يعرف ما هي تلك الاحتياجات المطلوبة للأبناء ويمكن توفير الموارد اللازمة لتلبية تلك الاحتياجات لهم، من أجل القيام بذلك بنجاح، من المهم على الآباء وأطفالهم الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة مع بعضهم البعض.
يحتاج الآباء الصالحين إلى التواصل مع أطفالهم بشأن ما يفعلونه ويشعرون به ويخططون له، بهذه الطريقة يشعر الأطفال وكأنهم مندمجون في الأسرة وأن لهم رأيًا في مستقبل الأسرة، من المهم أن يستمع الآباء إلى أطفالهم ومنحهم مساحة لاتخاذ القرارات، إذا تواصل الآباء مع أطفالهم بشأن هواياتهم وأهداف حياتهم وأصدقائهم وما إلى ذلك، فسوف يجعل ذلك العلاقة أقوى وأكثر انفتاحًا.
يجب على الأب الصالح إعطاء الحرية المعقولة للأبن مع الثقة به؛ حتى يصبح رجلاً معتمداً على ذاته، وحتى يعلم الابن اتخاذ قرارات مستنيرة بنفسه، لا بأس في الاعتماد الأبناء على الآباء في بعض الأشياء، لأن قرارات الآباء في الأغلب تكون صحيحة في الحياة.
قضاء وقت مع العائلة
من المهم أن يقضي الأب الصالح الوقت مع الأشخاص الذين يحبهم مع العائلة صغارًا وكبارًا، قد يكون الأمر صعبًا، لكن الأمر يستحق ذلك عندما يعلم الأب أن الأبناء والزوجة سيقدرون الوقت الذي يقضيه معهم، مع وجود الكثير من عوامل التشتيت في مجتمع اليوم، قد يكون من الصعب فصل وقضاء الآباء وقت ممتع مع العائلة، ولكن كل أب لديه جداول زمنية مزدحمة من وقت لآخر، لذلك من المهم إعطاء الأولوية في الوقت لقضائه مع العائلة.
عبارات الشكر والاحترام
من المهم على الأب إظهار الامتنان للأشياء الصغيرة التي تحدث في حياته، عندما يرى أبناء صالحين عالمين وزوجة صالحة تسره، كما أن الامتنان يقوي علاقة الأب مع باقي أفراد الأسرة، هناك العديد من عبارات الامتنان التي يقولها الأب لأفراد العائلة، مثل عبارات الشكر هي طريقة بسيطة لإظهار الامتنان للزوجة عندما تفعل الزوجة شيئًا ما لطيفًا له.
الحفاظ على روح الدعابة في الأسرة
الضحك مهم جدًا في الحياة ويمكن أن يكون منقذًا في العديد من المواقف، فالمرح والضحك يساعد الأب على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية، فيجب على الأب قضاء الوقت الممتع مع الأبناء.
خصال مميزة للأب الصالح في الإسلام
هناك عدد من الأشياء التي يتوقعها الأطفال من والديهم، والآباء على وجه الخصوص، الأبناء يتطلعون إلى الآباء على أنهم نموذجًا يحتذى به، فالأبناء يتطلعون إليهم للحصول على المساعدة والمشورة، أو أي شيء آخر، هذه الصفات المميزة للأب الصالح هي أهم الصفات التي يجب أن يجسدها كل أب، وهناك العديد من الخصال للأب الصالح، وهنا نذكر بعض خصال الأب الصالح في الإسلام:
الأب الصالح يحمي أولاده
من أهم صفات الأب الصالح أنه يحمي أولاده من كل ما قد يقف في طريق سعادتهم أو يجرحهم، يضع احتياجات أطفاله أولاً قبل كل شيء.
الأب الصالح يعول أسرته
أن يعول الأب أبنائه، لا تعني إعالة أسرة ماديًا فقط، فمن سمات الأب الصالح قدرته على التأكد من أنه يمنح أطفاله الدعم العاطفي الذي يحتاجون إليه دون قيود، بالإضافة إلى شبكة أمان يمكنهم الرجوع إليها، يعلم الأب الصالح ما تحتاجه عائلته منه مثل الحب غير المشروط وغير القابل للنقد والدعم والحماية والثقة.
الأب الطيب والحازم والعادل
أصعب شيء على الأب أن يفعله هو تأديب أبنائه، يحب كل والدين الاعتقاد بأن طفلهما ملاك حقيقي وقد يتجاهل القضايا التي يجب معالجتها والتعامل معها، أقوى ما يميز الأب الصالح هو قدرته على أن يكون أبًا فعالًا من خلال كونه حازمًا وعادلًا مع أطفاله، من المهم جدًا تعليم الأطفال الفرق بين الصواب والخطأ من خلال كون الأب منضبطًا فعالًا وأخلاقيًا.
يجب أن يكون الآباء قادرين على الوقوف مع أبنائهم عندما يكونون في مأزق، أو يحتاجون إلى المساعدة، أو يرتكبون شيئًا خاطئًا ولا يعرفون ماذا يفعلون، دون الحاجة إلى القلق من أن الآباء سوف يصرخون عليهم أو يعاقبونهم بشكل غير عادل، يجب أن يعرف الأطفال أن والدهم سيكون عادلاً ومنصفًا، ولكن في نفس الوقت يساعدهم في التغلب على عقباتهم.
يعد تأديب الأطفال بشكل فعال والحفاظ على ثباتهم سمة يصعب إتقانها، ولكن إذا كنت يكافح الأب في هذا المجال، يجب مساعدة الأبناء على التحسين في جميع مجالات حياتهم.
الأب الصالح يربي رجال بالغين جيدين
لا تنتهي وظيفة الأب عندما يبلغ أطفاله الثامنة عشرة من العمر، فهو، بصفته أحد الوالدين، مسؤول عن غرس مجموعة من القواعد الأساسية والقواعد الأخلاقية في نفوسهم من خلال تجسيد هذه المبادئ واتباع نفس القواعد بنفسه في الحياة، الأب الصالح يقود بالقدوة، إنه لا يربي الأطفال فقط، إنه يربي طفلًا ليكون رجلًا بالغًا جيدًا.