أمرت الشريعة الزوج والزوجة بالمضي قدما في العيش بالحب المتبادل، يأمر الله تعالى الرجال بحسن معاملة زوجاتهم، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا”، النساء،19.
الإحسان إلى الزوجة المسلمة
قد أوجب الإسلام على الزوج واجباته تجاه زوجته، والعكس صحيح، ومن هذه الواجبات بعض ما يشترك فيه الزوج والزوجة، من هذه الواجبات معاملة بالإحسان، يجب على الزوج أن يحسن الخلق تجاه زوجته، وأن يعطف عليها، وأن يقدم لها كل ما يلين قلبها تجاهه.
قال الله تعالى: “وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”، البقرة،228.
جعل الله تعالى الرجل قواما على المرأة بأمرها وتوجيهها ورعايتها، بحكم القدرات الجسدية والعقلية التي أعطاها الله تعالى للرجل فقط، الالتزامات المالية التي فرضها الله تعالى عليهم، أمر الله سبحانه وتعالى على المرأة بطاعة الزوج في الأمور التي فرضها الله تعالى عليها، طاعتها للزوج بحسن معاملة أهله ورعاية ماله، ومن ثم فإن الاحترام المتبادل والتقدير أمران واجبان مع طاعة الزوجة لزوجها، على الزوج كذلك الإحسان الى الزوجة والرفق بها واحترام أهلها وغيرها من الأمور، يأمر الله الرجال بالتعامل بلطف مع زوجاتهم ومعاملتهم معاملة حسنة بقدر استطاعتهم.
يخبرنا نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم أن معاملة الزوج لزوجته تعكس حسن سلوك المسلم، وهذا بدوره انعكاس لإيمان الرجل، كيف يكون الزوج المسلم صالحاً لزوجته، يجب على الزوج أن يبتسم بوجهها، لا يجرحها عاطفياً، يزيل كل ما يضرها، ويعاملها بلطف، ويصبر عليها.
إن الإحسان مع الزوجة يتضمن التواصل الجيد، يجب أن يكون الزوج على استعداد للانفتاح والاستماع إلى زوجته، في كثير من الأحيان يريد الزوج التعبير عن إحباطاته مثل العمل، لا ينبغي أن ينسى أن يسألها عما يضايقها، مثل عدم قيام الأطفال بواجبهم المنزلي، لا ينبغي للزوج أن يتحدث معها عن أمور مهمة عندما يكون هو أو زوجته غاضبة أو متعبة أو جائعة، التواصل ومراعاة حجر الزاوية في الزواج.
الإحسان يشمل تشجيع الزوج لزوجته، لذلك يجب على الزوج أن يسأل نفسه عن أكثر الأشياء التي تشعر الزوجة بعدم الأمان نحوها، هذه هي بقعة الثناء الجميلة للزوجة، فكلما زاد الثناء عليها من قبل الزوج، زادت إعجاب الزوجة بنفسها.
لا ينبغي للرجل أن يكره زوجته؛ لأنه إذا كره شيئًا بداخلها سيجد شيئًا يحبه فيها إذا أعطاها فرصة، تتمثل إحدى طرق إدراك ما يحبه في زوجته في أن يعد الزوج قائمة بستة أشياء يُقدّر الزوجة عليها، يوصي خبراء الزواج بأن تكون المرأة محددة لمجموعة صفات قدر الإمكان وأن تركز على سمات الشخصية، تمامًا كما أوصى نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وليس فقط ما تفعله للزوج، على سبيل المثال، قد يقدر الزوج الطريقة التي ترتب بها الزوجة غسيله النظيف وهكذا أو تربية أبنائه.
على الزوج أن يأخذ في عين الاعتبار الصفات المثيرة للإعجاب كأن يكون عطوفًا وكريمًا ولطيفًا ومخلصًا، ومبدعًا وأنيقًا وصادقًا ومحبًا وحيويًا ولطيفًا وما إلى ذلك، يجب على الزوج أن يمنح نفسه بعض الوقت لإعداد هذه القائمة، ومراجعتها في أوقات النزاع عندما يكون على الأرجح يشعر بالكره تجاه زوجته، سيساعده ذلك على أن يكون أكثر وعيًا بصفات زوجته الحميدة وأكثر ميلًا إلى الثناء عليها.
الخلاف في الزواج أمر لا مفر منه ويؤدي إلى الكثير من الغضب، على الرغم من أن الغضب من أصعب المشاعر التي يجب إدارتها، فإن الخطوة الأولى نحو السيطرة عليه يمكن أن تكون تعلم كيفية مسامحة أولئك الذين يؤذوننا، في حالة الخلاف، يجب على الزوج ألا يتوقف عن الحديث مع زوجته ويؤذيها نفسيا، تحت أي ظرف من الظروف، حتى عندما يكون الزوج غاضبًا أو يشعر بأنه مبرر بطريقة ما، لا يسمح للزوج بإيذاء الزوجة باستخدام كلمات مؤذية أو التسبب في أي إصابة لها.