من الجيد أن تتعدّد الأساليب الإرشادية التي يقوم المرشد النفسي على اتباعها في محاولة التعرّف على المشكلة النفسية ومحاولة معالجتها، وفي كلّ أسلوب إرشادي هناك العديد من الإيجابيات والسلبيات التي تتناسب أو لا تتناسب مع طبيعة المشكلة، ويعتبر أسلوب الإرشاد النفسي بالنصيحة والحكمة من الأساليب الإرشادية المستخدمة منذ القدم، والتي تعتبر أساليب إرشادية توعوية ويمكن لها التعامل مع المشاكل النفسية البسيطة إلى حدّ ما.
كيف يكون الإرشاد النفسي بالنصيحة والحكمة
1. الحديث عن النصائح والحكم التي تعالج مواقف شبيهة بالمشكلة النفسية
في كل ثقافة من الثقافات العالمية يوجد العديد من النصائح والحكم التي تمّ تداولها عبر الأجيال والتي تتحدّث عن معالجات فكرية نفسية بطريقة ما، وهذه الطريقة عادة ما تتناسب وطبيعة المكان والثقافة والسكان، وكانت هذه النصائح في وقت مضى هي نواة علم الإرشاد النفسي على اعتبارها الطريقة المثلى للتخلّص من السلوكيات الشاذة، وكان يقوم الحكماء والقدوات مقام المرشدين النفسيين من حيث التوجيه والإرشاد ومساعدة المسترشدين على التخلّص من العقبات النفسية التي يعانون منها.
2. الحديث عن السلوكيات الواعية لشخصيات معروفة
من خلال علم الإرشاد النفسي يقوم العديد من المرشدين النفسيين باستخدام أسلوب النصائح التي تتحدّث عن شخصيات ذات وقائع تاريخية مشابهة، وهذه الشخصيات استطاعت في مرحلة من المراحل أن تجتاز الكثير من العقبات النفسية وأن تتجه بصورة مباشرة إلى قمّة النجاح والتفوّق، ولكن الفضل في ذلك يعود إلى الإرادة والتصميم.
3. الحديث عن النتائج الإيجابية والسلبية من خلال التجارب الحياتية
يمكن للمرشد النفسي أن يقوم بالحديث عن التجارب الحياتية التي مرّت به أو عن الحالات الإرشادية التي قام بعلاجها، ومن خلال هذا العرض يمكن للمرشد النفسي أن يستعرض العديد من النتائج التي من شأنها أن تكون ذات أثر إيجابي ملموس على شخصية المسترشد، حيث أنّ ذكر العديد من الأمثلة والنماذج على نجاحات العملية الإرشادية يساعد المسترشد على ترسيخ مجموعة من القيم والعادات التي تبقى في الذهن، وتصبح مع مرور الوقت مجموعة من الثوابت التي لا يمكن الاستغناء عنها أو المزاودة عليها، فأسلوب النصيحة والحكمة له دور كبير في العملية الإرشادية بصورة إيجابية.