إنّ الخيارات التي يقوم المرشد النفسي برصدها وتشكيلها في طريق المسترشد محتومة تتحدث عن طريق الخير وتغيير مسار السلبية، ولا يمكن لهذه الطريق أن تتجه في اتجاهات مغايرة نحو السلبية أو الانتكاس الفكري أو التراجعات النفسية غير المتوقعة، فالعملية الإرشادية بصورة عامة تحاول أن تعالج العديد من القضايا الفكرية والنفسية التي يعاني منها المسترشد، والتي يمكن اعتبارها ذات نتائج عكسية على شخصية المسترشد ونمطه السلوكي بصورة عامة.
كيف يكون الإرشاد النفسي طريق المسترشد إلى الخير
إن الطريق التي يرغب المسترشد في سلوكها هي طريق تتعلّق بعملية الإصلاح الفكري النفسي، ولا يمكن للمرشد أن يقوم باستخدام أساليب إرشادية تدعو لغير ذلك لكون العملية الإرشادية التي يدعو لها المرشد النفسي عادة ما تكون ذات محتوى إرشادي إيجابي يدعو إلى تغيير الذات، حيث لا يمكن للمسترشد أن يبدأ العملية الإرشادية دون ان يكون على يقين أنّ الإرشاد النفسي هو طريق الخير وهو الوسيلة الصحيحة لاستبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية ذات محتوى يدعو إلى التحرر الفكري والتكامل النفسي.
إنّ طريق الخير التي يقوم المرشد النفسي على اتباعها عادة ما تدعو المسترشد إى إحداث تغييرات على المستوى الفكري والنفسي بعيداً عن العقبات التي حصلت في الماضي، وهذا الأمر من شأنه أن يرفع من جاهزية المسترشد نحو التحولات الفكرية بصورة صحيحة، وتعتبر العملية الإرشادية وسيلة أصبح يستخدمها الكثير من الأفراد في حال شعورهم بانتكاسات نفسية لا يقوون على معالجتها بأنفسهم، الأمر الذي يزيد من انضمام الأفراد إلى الإرشاد النفسي.
عادة ما تنصلح طريق المسترشد نحو الخير عندما يكون قادراً على تقبّل المشكلة النفسية التي يعاني منها، وهذا لا يعني أنه قد تخلّص من تلك المشكلة لو كان قد بدأ طريق الإصلاح بصورة سليمة في ذاته وفي تعامله مع الآخرين، فالإرشاد النفسي عادة ما يمثّل طريق الخير الذي لا مهرب عنه في سبيل إنقاذ المسترشد من الآفات النفسية السابقة التي كان لها الأثر الكبير في شخصية المسترشد والتحولات الفكرية والنفسية التي تمت بسبب الإهمال النفسي، حيث يقوم المرشد النفسي بالعديد من الخطوات التي تساعد على تجاوز المشكلات النفسية بصورة خيّرة.