الفرق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي

اقرأ في هذا المقال


الإرشاد النفسي والعلاج النفسي:

عادةً ما تختلط تصنيفات العلوم وخاصة تلك المتعلّقة بعلم النفس وتفريعاته، وإن كانت المشكلات تتعلّق بعلم النفس إلّا أنها تختلف باختلاف المشكلة ومدى عمقها وطريقة حلّها والنتائج المترتبة عليها، وهذا يفتح أمامنا المجال أمام دراسة العديد من فروع علم النفس كالإرشاد النفسي والعلاج النفسي، فما هي أبرز الفوارق فيما بينهما؟

تعريف كل من العلاج النفسي والإرشاد النفسي:

يمكننا تعريف العلاج النفسي على أنه مجموعة من الطرق التي يتم اتخاذها من قبل المعالج النفسي المختص من أجل مساعدة المريض النفسي بصفة محدّدة في تغيير سلوكه وأفكاره، وأحاسيسه وصولاً إلى درجة الاندماج مع المجتمع المحيط به بصورة معتدلة، وهذا الأمر يعتمد على فهم وقدرة المريض على رؤية الدوافع الشعورية واللاشعورية والصراعات التي يعاني منها، كما ويعتمد على تمكينه من تعلّم كيفية السيطرة على المعيقات التي تقع على عاتقه.

تدور جميع أساليب العلاج النفسي حول الاتصال بين شخصين هما المعالج والمريض الذي يعاني من مشكلة نفسية ما، حيث يقوم المعالج على تشجيع المريض في التصريح والتحدّث عن جميع ما يخشاه وأحاسيسه وخبراته دون خوف او تردّد بعيداً عن اللوم والنقد، والمعالج كطرف يحاول أن يتعرّف على مشاكل المريض دون أن يتورط فيها، حتى يقيّمها بالطرق الموضوعية الصحيحة، والعلاج النفسي يجدي نفعاً أكثر الحالات المتوسطة من المرض النفسي والأمراض العصابية، حيث يكون المرضى قادرون على معرفة مشاكلهم وقادرين في التعامل مع المعالج ويطلبون العلاج بإدراك.

ما أوجه الشبه بين العلاج النفسي والإرشاد النفسي؟

يشترك العلاج النفسي بهذا المفهوم مع الإرشاد النفسي بأن كلاهما يقوم على أساس وجود علاقة تشاركية، تهدف إلى تقديم المساعدة للمريض أو الشخص الذي يعاني من مشكلة نفسية، ويشترك المرشد النفسي مع المعالج النفسي في عملية التشخيص وبعض الطرق العلاجية وخاصة المتعلّقة بالسلوك المعرفي التحليلي، ويسعى كلّ واحد منهما إلى نفس الغاية وهو حلّ المشكلات التي يواحهها المسترشد وتحقيق مبدأ الصحّة العامة المتعلقّة بالمرض النفسي.

ما أوجه الاختلاف فيما بين العلاج النفسي والإرشاد النفسي؟

  • الإرشاد النفسي يركّز على المشكلة أساساً ويعمل على توضيحها للمسترشد بصورة خاصة، في حين يركّز العلاج النفسي على الشخص ومدى خبرته السابقة وطريقة تفكيره بهدف إيصاله إلى حالة من الاستبصار وإعادة صياغة الشخصية.
  • يعمل المرشدون النفسيون مع أشخاص عاديون يعانون من مشكلات معنية بالقدرة على التكيف لا تفصلهم عن الواقع مع أنها تعرقل تفاعلهم الإيجابي مع الواقع، في حين يعمل المعالجون النفسيون مع أشخاص مضطربين يظهرون أساليب وطرق تعامل غير واقعية وربّما تكون مؤذية للآخرين ويعانون من أمراض نفسية معروفة مثل الوسواس القهري.
  • تقدّم خدمات الإرشاد النفسي عادة في المعاهد التدريبية والمدارس، في حين تقدّم خدمات العلاج النفسي في العيادات المختصة بالجانب النفسي والمستشفيات، وتستند استراتيجياتها إلى التحليل البيولوجي.

خصائص العلاج النفسي:

  • يركز العلاج النفسي على دراسة الشخص بدقّة وعلى مستوى اللاشعور.
  • يستند العلاج النفسي إلى المنهج التحليلي والبيولوجي في عملية العلاج.
  • يهدف العلاج النفسي إلى إعادة بناء شخصية الشخص الذي يحتاج إلى عملية إعادة الشخصية.
  • يركّز العلاج النفسي على الماضي الذي مرّ بالشخص ومحاولة علاج الطرفات والمعوّقات التي أثرت على الجاني النفسي لدى المريض.
  • يركز العلاج النفسي على المعوقات التي تختص بالانفعال والمشكلات العصابية.

خصائص الإرشاد النفسي:

  • يركّز الإرشاد النفسي على دراسة واستقراء الأعراض الظاهرة لدى الشخص المسترشد والتي تختص بجانب الشعور.
  • يستند الإرشاد النفسي على نظريات التعلّم والمنحنيات السلوكية والمعرفية المتعلّقة بتعديل سلوك الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة، وخاصة في بدايات المشكلة.
  • يركز علم الإرشاد النفسي على مشاكل الحياة الناتجة عن سوء تكيّف الفرد مع المجتمعات بمختلف الصور والأشكال.
  • يهدف علم الإرشاد النفسي إلى إكساب الشخص الذي يحتاج إلى المساعدة المزيد من مهارات السلوك، التي من الممكن أن تعمل على تصويب الأخطاء المتراكمة.

لا بدّ وأن تتوفر جميع هذه المعلومات لدى المرشد النفسي، إذ عليه أن يقوم على التمييز ما بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي، وما هي أبرز الفروق بينهما، وأن يكون ملمّاً بأبرز العوائق التي يجب أن يتم علاجها خلال عملية الإرشاد النفسي، وأن يكون متمهّلاً في وصف الحالة وتصنيفها وعدم الخلط ما بين العلمين، بعيداً عن الأهواء الشخصية والتفسيرات اللامنطقية.


شارك المقالة: