اقرأ في هذا المقال
الإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به:
لا يوجد علم في هذا الكون المليء بالعلوم والأبحاث قد نشأ بمعزل عن غيره، فالإرشاد النفسي علم قد نشأ ضمن مجموعة من العلوم الإنسانية التي تهدف إلى خدمة البشرية، وهو يأخذ من باقي العلوم ويقدّم لها العديد من حيث الأهداف والأساليب والوسائل وخاصة تلك المتعلّقة بالعلوم النفسية والتربوية والاجتماعية، وهذه العلوم التي لها علاقة بالإرشاد النفسي لا بدّ وأن يكون المرشد النفسي على اطلاع بها، فما هي أبرز العلوم ذات العلاقة بالإرشاد النفسي؟
ما العلاقة بين الإرشاد النفسي والعلوم المتصلة بها؟
العلاقة ما بين علم التربية والإرشاد النفسي:
إن العلاقة ما بين علم التربية والإرشاد النفسي علاقة لا يمكن الفصل فيها، إذ ترتبط عملية التربية مع عملية الإرشاد النفسي من حيث احتواء العديد من الأفعال والتأثيرات المختلفة، التي تهدف إلى تنمية الفرد في كافة جوانب شخصيته وتعمل بالتوجه به نحو كمال وظائفه وما تحتاج إليه هذه الوظائف من أشكال سلوكية وقدرات، وبالتالي تحقيق التربية للفرد في كيفية التكيّف مع ذاته ومع محيطه.
العلاقة ما بين علم النفس العام والإرشاد النفسي:
الكثير منّا يربط ما بين علم النفس والإرشاد النفسي، ويعتبر أن الإرشاد النفسي جزء من علم النفس، حيث أن الإرشاد النفسي ينهل من علم النفس العام العديد من أدوات القياس والتقويم لشخصية المسترشد الذي يعاني من مشكلة تتطلّب تدخّلاً من قبل مرشد نفسي، وكذلك فهم دينامية العملية النفسية التي يعمل المرشد النفسي عليها، والاستفادة من نظريات التعلّم والشخصية.
العلاقة ما بين التربية الخاصة والإرشاد النفسي:
إنّ العلاقة ما بين التربية الخاصة والإرشاد النفسي علاقة توافقية بصورة كبيرة جدّاً، حيث أنّ الأشخاص من ذوي الإعاقة هم الأكثر حاجة إلى الرعاية النفسية والإرشاد النفسي بأسمى صورة ممكنة، وقد خصّص علم الإرشاد النفسي باباً كبيراً لرعاية وإرشاد ذوي الإعاقة مهما كانت درجتها، ويعتبر علم التربية الخاصة والإرشاد النفسي طريقتان لمساعدة ذوي الإعاقة في تجاوز العديد من المحن والمصاعب التي تمرّ بهم وتوجيه عملية نموّهم النفسي والتربوي والاجتماعي، وصولاً إلى حلّ معظم المشكلات التي يعانون منها.
إنّ مشاكل الإعاقة وخاصة لدى الواعين منهم بدرجات متفاوتة، تخلق لديهم العديد من المشاكل النفسية مع تقدّم العمر وبروز الحاجات والرغبات الإنسانية، مما يظهر الحاجة إلى مرشد نفسي بالتشاركية مع مختصين من التربية الخاصة في التعامل مع أصحاب هذه المشاكل، حيث أنّ مشكلة التغلّب على الاضطرابات النفسية لدى هذه الفئة تعتبر هاجساً مهماً وفيصلي وفي حياتهم ولا بدّ من مساعدتهم من قبل مرشد نفسي مختص لتجاوز الأزمة، فالعلاقة ما بين التربية الخاصة والإرشاد النفسي هي علاقة وثيقة جدّاً.
العلاقة ما بين علم الإنسان والإرشاد النفسي:
يهتم علم الإنسان بالعناصر الحيوية والاجتماعية والثقافية للإنسان، كما وأنّه يسلّط الضوء على أنماط الثقافة التي تشكّل السلوك الإنساني بكافة عناصره، كما ويعمل على دراسة المنتجات الثقافية المادية منها وغير المادية في الأجزاء المختلفة من العالم مثل الثقافات الفرعية والجماعات البدائية، وهذا العلم لا بدّ وأن يكون المرشد الذي يقوم على عملية الإرشاد النفسي ملمّاً به بصورة كبيرة ومطلّعاً على أساسياته، حيث يستفيد منه كثيراً بالإرشاد متعدد الثقافات، على اعتبار أنّ هناك فوارق بين الثقافات والحضارات التي لا بدّ للمسترشد أن يحيط بها علماً ومعرفة.
العلاقة ما بين علم النفس الإكلينيكي والإرشاد النفسي:
يعرف علم النفس الإكلينيكي بأنه ذو صلة مباشرة بعلم النفس، الذي يعمل على دراسة مظاهر اضطرابات النفس وطرق تشخيصها وكيفية علاجها، والعاملين في هذا الميدان يعملون على كيفية التعامل مع الشخصيات التي تعاني من الاضطرابات العصابية بصورة خاصة، ومشكلات التكيّف الشخصي بصورة عامة، وهذا أيضاً من أبرز الأعمال التي يقوم المرشد النفسي في العمل عليها كمشكلة الإدمان، والانحراف لدى الأحداث، والمشكلات الزوجية البسيطة، ويعمل المرشد النفسي على الاستفادة من علم النفس الإكلينيكي في تمييزه وتصنيفه للاضطرابات النفسية وتشخيص درجتها.
العلاقة ما بين علم النفس التربوي والإرشاد النفسي:
يهتم علم النفس التربوي بدراسة المشكلات المتعلّقة بعملية التعلّم، والمشكلات المتعلّقة بعملية النمو التي تظهر بالمدرسة لدى طلبة المدارس وخاصة الصفوف الأولى، ويستفيد المرشد النفسي من هذا الفرع في كيفية اكتساب المعرفة والتعلّم، ويشترك معه في أنّ كلاهما يركزان على عملية التعلّم والتعليم.
العلاقة ما بين علم النفس الفسيولوجي والإرشاد النفسي:
يعتبر هذا العلم كفرع من فروع علم النفس يعمل على دراسة الحواس والوظائف التي تقوم عليها، وما هو أثر العمليات الحسيّة على السلوك بمختلف جوانبه، ويستفيد الإرشاد النفسي من علم النفس الفسيولوجي في فهم الأسس العصبية للضغوط النفسية، وما تحدثه من أثر على الجسد في المواقف العصيبة.