الإرشاد النفسي ومدى تأثره بالكثافة السكانية

اقرأ في هذا المقال


هل تعتبر الكثافة السكانية عامل لانتشار علم الإرشاد النفسي؟

تعتبر الصين من أكثر دول العالم كثافةً في السكان، ولكنّها من أقلّ الدول التي يعاني سكّانها من الاضطرابات النفسي، ولعلّ السبب في ذلك هو معرفة سكّان هذه البلاد القيمة الحقيقية لعلم الإرشاد النفسي وأنّه علم يتداخل في جميع شؤون الحياة، ولكن في جانب آخر نجد دولة نائية لا يتجاوز عدد سكانها بضعة ملايين ولكنّها تعجّ بحالات الانتحار والجنون والاضطرابات النفسية التي تجعل منها بلداً خطيراً على صعيد السلم المجتمعي.

ما مدى تأثير الكثافة السكانية على علم الإرشاد النفسي؟

من الطبيعي أن يكون لزيادة عدد السكان ارتفاع نسبي في حصول الاضطرابات النفسية والعصبية التي تحتاج إلى الرعاية والإرشاد النفسي بأفضل صورة ممكنة، ولكنّ هذا الأمر يحتاج إلى ثقافة يكون ساكني المنطقة التي تعاني من الكثافة السكّانية مدركين من خلالها قيمة الإرشاد النفسي كعلم يعالج الكثير من المشكلات والظواهر الاجتماعية غير الصحيّة، فالكثافة السكانية من شأنها ان تزيد من المشكلات الاجتماعية التي تتعلّق بسوق العمل خصوصاً وارتفاع نسبة الفقر والبطالة، وتفشّي العنف المجتمعي وخاصة إن لم يوفّر سوق العمل فرص عمل حقيقية لقاطني تلك المناطق.

فالكثافة السكانية تعتبر عاملاً مساعداً على انتشار الظواهر السلبية في المجتمع، ولكن تقدّر بعض المجتمعات قيمة الإرشاد النفسي وتدرك أن علاج هذا التضخّم السكاني والتنوّع الثقافي يكون من خلال الإرشاد النفسي، فهو السبيل الأكثر نجاحاً في التخلّص من المشاكل والاضطرابات النفسية التي هي من الأسباب الرئيسية لدمار وتأخر انتاج الكثير من البلدان على مستوى العالم، ولعلّ التقدّم التكنولوجي والحضاري في الدول المتقدّمة على وجه الخصوص أعطت علم الإرشاد النفسي حقّه في الشهرة والانتشار، وفي معالجة الكثير من المشاكل التي لا يمكن أن تحلّ دون اللجوء للعملية الإرشادية بصورة عامة.

تعتبر طبيعة الثقافة هي العامل الرئيسي لنشر أي علم أو فنائه، ولا يوجد صورة حقيقية أو وسيلة ترويجية لانتشار علم ما دون غيره من العلوم دون تقديم النجاحات والإحصائيات والأرقام التي تتحدّث عنه، وهذا ما تثبته العديد من الدول على مستوى العالم والتي لا يمكن أن تعتبر علم الإرشاد النفسي علماً ثانوياً أو مساعداً.


شارك المقالة: