تعد الاتجاهات النفسية مهمة جداً وخصوصاً في علم النفس وعلم النفس التربوي، حيث تنتج الاتجاهات النفسية من عملية التنشئة الأسرية، كما أنّها في نفس الوقت تعتبر من أهم دوافع السلوك التي تقوم بدور أساسي في ضبطه و توجيهه، كما هو معلوم إنّ من أهم وظائف التربية بصفة عامة أن تكون لدى الناشئة اتجاهات تساعدهم على التكيف مع متطلبات العصر،وتعمل على تغيير الاتجاهات غير المرغوبة التي قد تعوق تطور المجتمع.
الاتجاهات النفسية في علم النفس:
تعدّى تركيز علماء النفس على الاتجاهات النفسية حدود العملية التربوية ووصل ليدرس دور المدرسة في الجانب المعرفي والوجداني الخاص بالفرد، كذلك الرابط بين المتغيرات الخاصة بالبيئة التربوية وبين التنشئة الاجتماعية، لم يتم إيجاد تعريف موحد لمفهوم الاتجاهات النفسية، إلا أنه يوجد عامل مشترك يقوم بالجمع بين أكثر التعريفات المعاصرة لهذا المصطلح، إذ أنّ أغلبها يصب في أنّ الاتجاه يعتبر مجموعة من الأفكار والمشاعر والإدراكات والمعتقدات حول موضوع معين، توجه سلوك الفرد وتحدد موقفه من ذلك الموضوع.
أهم التعاريف الخاصة بالاتجاه النفسي كان لعالم النفس جوردون ألبورت، الذي عرّفه بأنه أحد الحالات الخاصة بتأهُّب العقل التي تقوم الخبرة بتنظيمها، حتى تم إثباته ليمضي مؤثراً وموجهاً لردود أفعال الفرد للمواقف المختلفة فهو بذلك ديناميكي، كما عرف بوجاردس الاتجاه بأنه ميل البشر لسلوكهم تجاه العديد من العناصر البيئية أو بعيداً عنها متأثراً في ذلك بالمعايير الموجبة أو السالبة وفق قربه من هذه أو بعده عنها.
أنواع الاتجاهات النفسية:
- الاتجاه القوي: يظهر الاتجاه القوي في موقف الشخص نتيجة هدف الاتجاه، مثلاً الشخص الذي يشاهد المنكر يغضب ويحاول أن يحطّمه؛ فهو يقوم بذلك لأنّ هناك اتجاه حاد يمتلكه يقوم بالسيطرة على نفسه.
- الاتجاه الضعيف: يتمثّل هذا النوع عند الشخص الذي يقوم بأخذ هدف الاتجاه من أحد المواقف الضعيفة ويكون قد استسلم له، فهو يقوم بذلك لأنه لا يمكنه الشعور بقوة الاتجاه مثلما يشعر بها الأفراد في الاتجاه القوي.
- الاتجاه الموجب والسالب: الاتجاه الموجب هو الذي يتوجه الفرد فيه نحو شيء إيجابي، أما السلبي فهو عكسه تماماً.
- الاتجاه العلني والسري: يمكن تعريف الاتجاه العلني بأنه أحد أنواع الاتجاهات الذي لا يمكن للفرد أن يخشى منه ويظهره أمام الآخرين، أما الاتجاه السري فيخفيه الفرد عن الأشخاص ويقوم بالاحتفاظ فيه لنفسه وينكره في بعض الأحيان إذا سُئل عنه.
- الاتجاه الجماعي والفردي: يعرف الاتجاه الإيجابي بأنه يشترك بين العديد من الأشخاص، فمثلاً أن يعجب الأشخاص بالأبطال يعتبر اتجاه جماعي، أما الفردي فهو يقوم بتمييز فرد ما عن الآخرين، فمثلاً أن يعجب الشخص بأحد أصدقائه يعد اتجاه فردي.
مبادئ أساسية لتغيير الاتجاهات في علم النفس:
تعتبر عملية تكوين أو الحصول على الاتجاهات النفسية أحد العمليات الدينامية، كما أنها تنتج عن عمليات تفاعل تحدث بين الشخص ومعالم بيئته الفيزيائية والاجتماعية؛ بحيث يساهم من بهذا التفاعل، أن تمتص أو تكتسب الاتجاهات النفسية، بالتالي يمكن حصر مكونات الاتجاهات النفسية، تُكسب الاتجاهات النفسية و تتكون عن طريق عمليات التعلم، فهي تتصف بالاستقرار والدوام النسبي، لكن ذلك لا يعني أنه لا يمكن أن نغيّرها أو نعدلها؛ فمن الممكن أن تغيّر الكثير من اتجاهات الأشخاص نحو العديد من الموضوعات المختلفة، عن طريق برامج محددة.
تسعى التغيّرات معينة في الاتجاه النفسي للفرد بشكل أو بآخر على هذا الأساس، حيث يجب أن نراعي جملة من المبادئ الأساسية في أي من المحاولات التي تسعى لتغيير الاتجاهات للأفراد، من أهمها:
- العمل على عرض معلومات جديدة للفرد الذي يراد التأثير فيه، بشكل وثيق بموضوع الاتجاه الذي نسعى لتحقيقه، من أهم الطرق التي يمكن أن نعتمد عليها لبلوغ ذلك، هو أن نزيد دافعية الفرد للمستقبل، ذلك بهدف أن يتعامل مع المعلومة التي تقدم له، مع إثارة رغبته في ذلك؛ بحيث يتسنى له أن يفهمها ويدرك دلالتها المختلفة.
- ينبغي أن تقوم الرسالة أو المعلومة المراد أن نستخدمها بالتعامل في تغيير الاتجاهات بشكل موضوعي مع جميع الخصائص الموجبة والسالبة للموضوع الذي نريد أن نغيّره، أو أن نحدث التأثير بشكل أو بآخر؛
- يجب أن ندرك وجود اتجاهات حادة أو محورية تعتبر ثقل كبير في تحديد دور الفرد في الحياة، كذلك في الإدراك الذي يمتلكه لذاته وللآخرين، أيضاً في تقييمه للعناصر المتعددة في بيئته، كما يجب أن ندرك أنّه يوجد اتجاهات أخرى أقل قوة وشدة.