الاستراتيجيات العلاجية في علم النفس الإيجابي

اقرأ في هذا المقال


علم النفس الإيجابي هو شكل جديد نسبياً من أشكال علم النفس، يؤكد على التأثيرات الإيجابية في حياة الشخص التي تشمل نقاط قوة الشخصية والعواطف المتفائلة والمؤسسات البناءة، يستند هذا العلم على الاعتقاد بأن السعادة مشتقة من العوامل العاطفية والعقلية، يهدف علم النفس الإيجابي إلى مساعدة الناس على تحديد السعادة من لحظة إلى أخرى، إن هذا يؤكد على تقدير اللحظات السعيدة فقط عند النظر إليها، قد يجد الأشخاص الذين ينتهون من فترة العلاج أنه من الأسهل التركيز على المشاعر الإيجابية التي يَمرّون بها في الوقت الحاضر.

الاستراتيجيات العلاجية في علم النفس الإيجابي:

علاج التعرض الإيجابي :

هو علاج قياسي لمجموعة متنوعة من اضطرابات القلق، بما في ذلك إجهاد ما بعد الصدمة، يصف الدكتور سيث جيليهان في دليله للمساعدة الذاتية للعلاج المعرفي السلوكي، علاج التعرض بأنه منهجية لمواجهة مخاوفنا وجهاً لوجه، فعندما نستخدم الخيال والتجربة الواقعية لمواجهة المواقف المهددة والمرهقة تدريجياً، مع الحفاظ على هدوئنا وتركيزنا نتعلم أن ما كنا نخشاه ليس مخيف في الواقع.
تقودنا تجارب السلامة المتكررة إلى إعادة تقييم شِدة التهديدات التي سيطرت على انتباهنا، في علاج التعرض الإيجابي، تكمن الفكرة في التدريب الذهني والعمل الفعلي على الأهداف المرجوة مع استحضار حالة عاطفية من السعادة والوفا، تمّ مؤخراً استخدام هذا الأسلوب مع مدير أموال وجد نفسه يماطل في العمل والمنزل، قام بتقسيم المهام إلى أجزاء مكونة وتخيل نفسه يحرز تقدم في المهام، بينما يتخيل بوضوح الإثارة والوفاء الذي سينتج عن أداء العمل بشكل جيد.

العلاج المعرفي الإيجابي:

العلاج المعرفي هو طريقة قوية تمّ استخدامها بنجاح لعلاج الاكتئاب، ومجموعة من الاضطرابات العاطفية الأخرى، إن مفتاح العمل المعرفي هو تحديد الأفكار السلبية التي تساعد في توليد واستمرار مزاجنا المكتئب أو القلق ثمّ تحدي تلك الأفكار وإعادة هيكلتها، على سبيل المثال يمكن لأي شخص شديد النقد للذات والكمال أن يتعلم مناقشة هذه الأفكار المسببة للتوتر ثم استبدلها ببدائل بناءة أكثر.
يلاحظ الدكتور جيليهان أنه مثلما يمكن لأفكارنا أن تسبب لنا ألم غير ضروري، فيمكنها كذلك المساعدة في الشفاء إذا استخدمناها لتعمل لصالحنا، في العلاج المعرفي الإيجابي نقوم بإعادة هيكلة الأفكار التي تبقينا في وضعنا الراهن وسلوكياتنا وبالتالي تعيق ذروة أدائنا، على سبيل المثال قد نحتاج إلى مناقشة مشكلة مع زميل في العمل ونجد أنفسنا في عقلية التأقلم والتركيز على كيفية تجنب الصراع، من خلال اعتراض هذا الخط الفكري والاعتراف بمدى تقييده في عملنا الجماعي، ثم استبداله بأفكار إيجابية حول تعميق التعاون.
يمكننا تحويل المواقف التي تبدو وكأنها شقوق إلى فرص ذات مغزى، تساعدنا التقنيات المعرفية التقليدية في التعرف على أنماط تفكيرنا السلبية واستبدالها، كما يساعدنا العمل المعرفي الإيجابي في التعرف على الوقت الذي نكون فيه ليس في ذروة عقلياتنا واستبدال أفكارنا الروتينية ببدائل أكثر رؤية.

العلاج الإيجابي الذي يركز على الحل:

العمل الذي يركز على الحل يضع العلاج على رأس القائمة، من خلال تشجيع الناس على استكشاف الاستثناءات لأنماط مشاكلهم، الفكرة هي أنه في هذه الاستثناءات يمكننا أن نجد نقاط القوة الخفية التي تسفر عن حلول واعدة، على سبيل المثال قد يُطلب من الزوجين اللذين كانا يتجادلان ويتواصلان بشكل سيء، التركيز في المناسبات التي يتفاعلان فيها بإيجابية ومحبة، من خلال استكشاف ما يفعله كل عضو خلال هذه الأوقات الاستثنائية، يساعد المعالج الزوجين على فعل المزيد مما ينفع.
يُشجع النهج الإيجابي الذي يركز على الحلول الأشخاص على البدء بفحص أهدافهم ومراجعة المناسبات التي شعروا فيها بأنهم أقرب إلى المُثل العليا الشخصية والمهنية.، لفكرة هي أننا إلى حد ما نقوم بالفعل بتفعيل أعمق قيمنا، فمن خلال التركيز على ما نفعله عندما نكون أقرب إلى أن نكون أنفسنا المثالية، يمكننا أن نتعلم تحويل تلك الأفعال الإيجابية إلى أنماط عادات مستمرة، فهذا مفيد بشكل خاص للمهنيين العاملين في المجالات عالية الأداء.
إنّ جميع هذه الأساليب تسعى إلى نفس الهدف وهو تحقيق استدامة الحالات الإيجابية، ليس فقط تقليل الحالات السلبية؛ يمكن أن تكون نفس الأساليب التي تساعدنا في التغلب على القلق والاكتئاب، وصراعات العلاقات مفيدة في تنمية الثقة والوفاء والتقارب، جوهر عملية التغيير هو أننا نتعلم استيعاب شعور جديد بأنفسنا من خلال الارتباط بأفكار ومشاعر وأفعال جديدة، هذه الأساليب للتغيير هي منهجيات تم اختبارها بمرور الوقت لإنشاء تلك الروابط.


شارك المقالة: