التحكم بقرارات وتصرفات الطفل في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


الانضباط والسيطرة يجب أن يكونا من قبل والدين حكيمين وعاقلين، فيستخدم الوالدين بعض من التحكم والسيطرة والانضباط لتوجيه الطفل، ويميل البشر بطبيعتهم إلى الميل نحو التحكم والسيطرة لذلك على الوالدين ضبط درجة التحكم بقراراتهم وتحكم بتصرفات أبنائهم.

التحكم بقرارات وتصرفات الطفل في الإسلام

بدون انضباط يكون البشر عُرضة للخطأ، والطفل مُعرض بشكل خاص لمثل هذه الميول؛ لأنه بمرحلة نمو ونضج وتغيير، من الأسهل والأكثر متعة بالنسبة للوالدين هو التحكم بالأبناء واتباع إملاءات الروح في حب السيطرة والتحكم، يعتقدون أن هذا هو اتباع صواب، أخلاقًا ومنطقيًا لا يجوز بتحكم بجميع تصرفات الأبناء، بل يمكن تعديل سلوك الطفل بشتى الطرق.

يصبح الطفل المتحكم به بشكل مبالغ به أكثر صعوبةً في اتخاذ إجراءات واتخاذ القرارات، مما يولد استياء من قبل الأهل والأبناء، إلا أن جميع الأطفال يحتاجون إلى بعض الانضباط والتحكم ليشعروا بالأمان في حياتهم.

الانضباط والسيطرة في الإسلام لا تساوي الديكتاتورية، يجب الاعتبار عمر الطفل فهمه وظروفه والعوامل الأخرى من قبل الوالدين ثم وضع الضوابط لذلك، في بعض الأحيان يتم النظر في رغبات الطفل ويتم التوصل إلى حل وسط بينه وبين الآباء، هناك بعض المرونة من التقيد الصارم بالقواعد، هناك تعليمات غير مسموح بها  الوسطية من ذاتها.

مزايا التحكم في تصرفات الأبناء

1- الأمان من الخطر الجسدي والمعنوي

الطفل الذي ليس لديه أي تحكم أو انضباط يكون حرا في فعل ما يشاء، يؤدي ذلك في كثير من الأحيان إلى أذى جسدي، يؤدي الموقف المتراخي تجاه سلوكه وارتباطاته في أخلاقه، الانضباط والسيطرة يجب أن لا يكون في منطقة غير مرغوب فيها لضمان عدم مساعدة الطفل بوقت غير مناسب.

2- يتجنب سوء المعاملة

في أغلب الظروف يكون الطفل ساذجًا، ويصدق ما يقوله الآخرون له، وخاصة أقرانه، حتى في الأنشطة الخاطئة، ويبدأ بممارسة أعمال وأقوال غير سليمة، في أغلب الأحيان في بدية أي فعل أو قول خاطئ من قبل الطفل يؤدي التحكم بالطفل على تجنب هذه الأقوال والأعمال غير السوية.

3- فرصة لنجاح الطفل

الطفل الذي يتم تأديبه لديه فرصة أفضل للنجاح من الطفل الذي لم يتم تأديبه، وأن يكون أكثر نضجًا وذكاءً، وأن يعتاد على العادات الجيدة.

4- يشعر الطفل بأنه محبوب

تفسير عدم التحكم في المنزل لدى الآباء، قد يكون بسبب قلة الحب أو ضيق الوقت، كلاهما ضار بالطفل، أن تأديب في غاية الأهمية، يجب أن يرافق معه الأمن والشعور بالانتماء.

ما حدود التحكم بالطفل

هناك العديد من الأسئلة من قبل الأهل والأبناء عن مدى التحكم في حياة الطفل، ومنها:

1- وقت الخروج للأبناء

عندما يكبر الطفل، يتطلب من الوالدين التحكم بوقت خروج الأبناء مع الأصدقاء، تحكم الوالدين بشكل كامل في المكان الذي يذهب إليه الطفل وإلى أين متى، عدم السماح للطفل بالذهاب إذا دعا الأمر.

2- أصدقاء الأبناء

إن لحسن التصرف من الأصدقاء التأثير بشكل كبير على الأبناء في الإسلام، ويمكن للأصدقاء الجيدين التأثير على نطاق واسع في تشكيل الشخصية لدى الطفل، لذلك يجب أن يكون الوالدين متيقظين لأصدقاء الطفل، قال صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل”، رواه أحمد والترمذي.

3- التحكم بمدى حسن ألفاظ الطفل

يُقال أن اللسان هو مصدر الخير العظيم والشر العظيم، إن هذا اللسان هو مفتاح للخير والشر، لذلك يليق بالمؤمن أن يحفظ لسانه كما يحرس ذهبه وامواله، يتحكم الوالدين في نوع اللغة التي يستخدمها الطفل، يجب أن تحرم الكلمات القذرة والشتائم تمامًا لدى الأبناء.

يلتقط بعض الأطفال طرق غريبة وألفاظ مختلفة للتحدث المدرسة، تختلف هذه التعبيرات من مكان إلى آخر، لكن يجب أن لا تتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي في تربية الأبناء.

4- تحديد الوقت للأبناء

يمكن إجبار أي طفل على جدول زمني محدد لوقت اللعب والدراسة والنوم والسهر، من مسؤولية الوالدين للأطفال السماح بفعل ما يحلو لهم من الألعاب الآمنة في وقتهم فراغهم، فيجب التحكم في مقدار الوقت الذي يقضيه الأبناء في الأنشطة الترفيهية، فيمكن للوالدين التحكم بوقت مشاهدة التلفاز بالقدر الذي يقررانه،  مع وضع قوائم باللعاب والمشاهدات المسموحة والممنوعة.

5- تحديد سلوك الطفل

يجب تربية الأبناء وتحديد سلوكهم بالأعمال والألفاظ الإيجابية والأخلاق الحميدة، تربية سلوك الأبناء وتحديده بطلب الأشياء من الآخرين بطريقة محترمة، وتحديد السلوك الذي لا يسمح القيام به من قبل الأبناء.

هذا ويجب على الوالدين تعديل السلوك حتى بعد إعطاء التحذيرات لهم، ومعاقبة الطفل بشكل مناسب، أن يوضح للطفل أن هناك بعض الحدود التي تجاوزت الحدود المسموح بها، يساعد الانضباط بهذه الطريقة الطفل على التحكم في تصرفاته بشكل إيجابي.

ضوابط التحكم بالطفل وتصرفاته

1- عدم الديكتاتورية في التحكم

عند تأديب طفل، على الوالد الامتناع عن أن يصبحوا ديكتاتوريين، أن أساس كل الانضباط هو سلامة الطفل وتقدمه، والتحدث إلى الأبناء، ورواية القصص الشخصيات العظيمة من الكتب والسرد اللفظي للأبناء، يجب أن لا يسمح الوالدين للطفل أن يخاف منهم، والسماح له بالتعبير عن رأيه حتى لو كان الوالدين لا يتفقوا معه.

2- ضبط الغضب عند التحكم بالأبناء

يجب على الوالدين أن يسيطروا على أنفسهم عند التأديب، أحيانًا يبالغ الوالدين في محاولات التأديب، من المستحسن أن يعبر الوالدان في انضباطهم بلطف وحب، التنفيس القاسي عن الغضب ليس تأديبًا، يجب تجنب القوة.

يجب على الوالدين أن يقولوا ما هو ضروري دون أن يجعلوها محاضرة طويلة وتحدثوا عن مشاكل قديمة، هذه الطريقة يأخذها الطفل بجدية أكبر بدلاً من جعلها مجرد محاضرة، قد يؤدي التأديب القاسي أيضًا إلى اليأس عند الأبناء، يحدث هذا عندما يكون التحكم بطريقة غير عملية وغير مناسبة.

3- إعطاء الطفل مجال للاعتذار

عند حدوث خطأ، يجب أن يسمح للطفل بالتعويض، وفتح مجال للاعتذار، يمكن استخدام مجموعة من الموانع والممارسات الضارة من سوء السلوك، عدم التشهير عن الغضب ورفض التحدث مع الطفل، الأفضل من التغلب على الغضب والعودة إلى الصداقة مع الطفل بوقت قريب، حيث يؤدي الغضب المطول إلى الحزن والاستياء في بعض الأحيان للطفل.

تعليم الطفل الضوابط الداخلية والخارجية، هذا الأمر جيد وضروري للطفل والأهل، عدم مضايقة الطفل باستمرار، حيث يؤدي التذمر المستمر إلى الاستياء والغضب عند الطفل، يمكن بعد ذلك توجيه هذا السلوك من قبل الوالدين إلى اتباع السلوك الخاطئ لدى الطفل.

وفي النهاية عند تصرف الوالدين بطريقة صحيحة وسليمة لضبط حدود التحكم لدى الأبناء يؤدي ذلك إلى اكتساب الطفل الاحترام والتمتع بالأخلاق والفضائل، يطمح الوالدين إلى اكتساب الطفل الأخلاق الحميدة، لذلك واجب على الوالدين خلق دافع لدى الأبناء ليكون أشخاص محترمين.


شارك المقالة: