لا يمكن إنكار أن لتربية الأبناء أهمية كبيرة وحساسية وخاصة في فترة الطفولة في حياة أي شخص ذكرًا كان أم أنثى، لذلك اهتم المتخصصون والعلماء في شؤون الأبناء بهذه المرحلة، بالإضافة إلى أن الأهل يجب عليهم التركيز على هذه المرحلة من حياة الإنسان بجميع الوجوه، وذلك رغبة من الوالدين في الوصول إلى أجود الوسائل والطرق لتكوين أجيال نافعة، ومحاولة الوالدين تقويم ما في هذه المرحلة من أي أخطاء قد تحدث لبعض الأبناء؛ حتى لا يتأثر بها مستقبلهم البعيد وحاضرهم القريب حينما يكبر الأطفال ويكونون في موقع المسؤولية.
التربية الاجتماعية للطفل في الإسلام
ولو نظرنا في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة حبيبنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم لوجدنا فيها الكثير من الأسس والمبادىء والقواعد التي ينبغي أن يمشي عليها من أراد التربية الصحيحة للأبناء، وفي قصة لقمان ووصاياه لابنه في كتاب الله تعالى ما يبرهن على أن كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هما المنبع الصافي لكل أساس قويم. فمن المبادئ التي ينبغي على الآباء أن يربوا عليها الأطفال البناء الاجتماعي لهم، ومعناه تدريبه وتعويده على اختلاطه بغيرهم من الأشخاص، سواء كانوا في مثل عمره أو أكبر منه أو أصغر منه سنًا.
مرحلة التربية الاجتماعية للأبناء
وتبدأ هذه المرحلة من التربية الاجتماعية بعد أن يصل الأبناء إلى عمر التمييز، ليدرك الأمر الصحيح من الخطأ، والحسن من السيء، والهدف الأول من بناء الطفل اجتماعيًّا إبعاده عن الوحدة والانطواء، وغرس قيمة التفاعل الإيجابي مع الآخرين وأول خطوة نحو بناء الأبناء اجتماعيًا تعريفهم بمن حولهم، والأقارب بالدرجة الأولى، فيتعرف الابن على جده وجدته وعماته وأعمامه وأخواله وخالاته؛ ليتعلم معنى صلة الأرحام التي هي من أهم الأمور في الدين الإسلامي، وفى نفس الوقت نذكر الطفل بالعقاب الكبير لمن قطع صلة رحمه، وأن ذلك يعتبر من الفساد في الأرض.
التربية الاجتماعية في الكتاب والسنة
قال الله تعالى: “فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ” محمد: 22، فقد ورد عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما: “أنه بات عند خالته أم المؤمنين ميمونة رضى الله تعالى عنها وسهر يراقب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يتوضأ ويصلى الليل، فقام وفعل فعله، وعلم الأمة بأثرها كيف توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف كان يصلى الليل”، روى مسلم في صحيحه.
يجب أن يعلم الأبناء ويدركون أن للجيران حقوقًا أوصى بها الله تعالى وأثنى عليها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى الأطفال أن يعلموا أنه يجب أن يلقوا السلام على من يلاقوه من الجيران باسمه، يحترموه إذا رأوه، ويلقوا عليه تحية السلام، وعلى الآباء في هذه العمر تعليم الصغير وتحفيظه تحية السلام والترحيب بالناس وكيفية رد السلام عليهم، وغير ذلك من الأشياء التي تستخدم في مجامع الأشخاص، ووقت الاختلاط بهم.
وعلى الأب أو المربي كذلك اصطحاب الطفل إلى المسجد، فإن له دور أساسي في بناء الطفل اجتماعيًّا، وقبل اصطحاب الطفل إلى المسجد لا بد أن يعطى الوالدين درسًا كافياً في أهمية المكان الذاهب إليه الطفل ، ولهذا فوائد اجتماعية عديدة على شخصية الطفل.