من الممكن تعريف مفهوم الإسلام الشامل بأنها نظام متناسق ومتكامل يقوم بالاهتمام بكافة شؤون الحياة للفرد المسلم بمجالاته المتعددة، ويؤدي إلى إعطاء دوراً مهماً في ترتيب حياة الفرد العقائدية من المجال الديني، والمتمثلة في العلاقة الفرد بينه وبين ربه.
التربية الربانية والشمولية للطفل في الإسلام
أنزل الله تعالى القرآن الكريم إلى جميع البشر مبيناً فيه كل ما يحتاجه الطفل والبالغ والراشد ما يحتاجونه في حياتهم اليومية والعملية، إذ يضع القرآن الكريم بين يدي الطفل جميع القواعد الكلية والأمور الرئيسية بالإضافة إلى ضمّه جميع المرجعيات والقواعد ذات الصلة بعلاقة الطفل المسلم بحياته في الدنيا، ويتضمن أبسط التفاصيل في حياة الطفل، كما توضح شموليّة الإسلام وفق ما أتى بالقرآن الكريم أن هذا الفرقان يتناسب مع كل زمان ومكان في الأرض.
وقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم رحمة إلهية للجميع الصغار والكبار ولجميع الأطفال؛ ليضم تحت جناحه البشرية بأكملها المسلمة وغير المسلمة، إذ تتضمن رحمة الله تعالى على من آمن به سبحانه تعالى ومن لم يؤمن به عبر هذا الدين العظيم، ويشار إلى أن الشريعة الإسلامي قد وضّحت جميع الأحكام والتشريعات للطفل وتضم جميع الأوامر والنواهي التي يجب على الطفل الالتزام بها، ويجب على الطفل الانقياد لهذه التعليمات؛ ليحظى بالحماية من الله سبحانه وتعالى والارتقاء بجودة حياته.
مظاهر الشمولية للطفل المسلم
إن مظاهر الشموليّة التي يجب أن يعلمها الطفل في الإسلام وتظهر في أثر الشموليّة في أربعة مواضع رئيسية وهي: شمول الزمان الذي يكشفه كتاب الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أن الدين الصحيح هو الإسلام وهو صالح لكل الأزمان، فإن رسل الله تعالى ومن تبعهم من المسلمين، بما تضمنت به الرسالات السماوية من رسالة واحدة، بالرغم من تعدد الحقب الزمنية التي نزلت بها هذه الرسالات بينوا أن الإسلام صالح لجميع الأزمان، فعلى الطفل أن يتعلم أن الدين الإسلامي هو دين الشمول لكل زمان، وليس لزمان محدد.
ومن الواجب على الآباء أن يعلموا الأبناء أن الدين الإسلامي هو دين الشمول لكل مكان، بعث الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم حاملاً الرسالة السماوية وهي الإسلام؛ لتشمل جميع أنحاء الأرض من غير استثناء؛ إذ لم يحدد توسعها على منطقة جغرافية محددة.
على الوالدين والمعلمين أن يُعرّفوا الأبناء أن الدين الإسلامي هو دين العالمية، وذلك نظراً لمجيئه لجميع الشعوب وكافة الناس دون اقتصاره على قوم أو مكان أو زمان، ولا يتعين فيه جنساً أو أمة من غير الأخرى، لذلك فقد كان وما زال الإسلام هو دين العدل في معاملة مع الأجناس كافة، من غير أي تمييز بينها.