المقصود بالتربية العقلية: هي تنمية وتطوير مقدرة الأبناء من الناحية الذهنية حتى تبلغ إلى أعلى حد ممكن، وقد اعتنى الإسلام بمستوى الفرد المسلم من الناحية العقلية وتقدير العقل والحث على تطويره، من عناية الدين الإسلامي للطفل اهتمامه في جميع الأمور البدنية والنفسية والتربية العقلية له.
التربية العقلية للطفل في الإسلام
قال تعالى: “وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ “، النحل 78، وقال: “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ”،الزمر،9 ،وقال: “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ”، المجادلة، 11.
وقد وضحت الشريعة الإسلامية الطريقة التي من خلالها يتم بها نمو القدرات العقلية للابن المسلم، وذلك بوسيلة التي جاءت من الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، فلو دققنا النظر في أسلوب القرآن الكريم للاحظنا أن هناك طرق كثيرة من الأساليب التعليمية لتنمية العقلية للطفل:
وسائل التنمية العقلية للطفل في القرآن الكريم
يمكن أن نختصر هذه الوسائل في الآتي:
التلقين المباشر للطفل، المجادلة التي تؤدي في النهاية إلى الوصول إلى نتيجة ما بتكرار بعض النقاط الهامة، والقصص وضرب الأمثال بغرض الإيضاح أو الاتباع، وطرق الإيهام أو التشبيه لتوضيح بعض المعاني التي من الصعب فهمها.
إن أسلوب التلقين المباشر هو الوسيلة الأولى التي استعملها الله تعالى في القرآن الكريم في كثير من السور والآيات التي تتضمن التعاليم الإسلامية من أوامر أو نواهي.
أما طريقة النقاش فهي الطريقة الثانية، فقد ذكرها الله تعالى في مواضع في القرآن الكريم على هيئة وضع سؤال وجواب لهذه الأسئلة، وذكر الله تعالى مثال على ذلك في قوله تعالى: “عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ “،النبأ، 1، 2.
والطريقة الثالثة هي طريقة التكرار التي استخدمها القرآن الكريم لتأكيد الحقائق الضرورية الهامة وأفضل مثال على ذلك ما جاء من آيات كريمة في سورة الرحمن.
الطريقة الرابعة المهمة هي القصص وذكر الأمثال، تكمن في أن العديد من الأمثلة والطرق القصصية ترسخ في العقول بشكل أعظم وأسهل، كما أنها تساعد على التقليد سواء كان حسناً أو قبحاً.
وأما الطريقة الخامسة هي استعمال الإيهام أو التشبيه فهو إيثار الفكر وشحذ التفكير مثل قوله تعالى: “مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ “،العنكبوت،41.
ومن هنا نلاحظ أن كتاب الله تعالى قد بين لنا تعدد الطرق التي تستطيع أن تنمي بها قدرات الطفل على التفكير الصحيح والتنمية العقلية له.