التربية وعلم النفس الحديث

اقرأ في هذا المقال


تعتبر التربية أحد المواضيع المهمة؛ فلا تتعلق بحياتنا الشخصية فحسب، بل في الألم والفرح كذلك، فالتربية الصحيحة غالباً ما تقود إلى الفرح وتوسيع إدراك الطفل وانفتاحه على الحياة، إلا أنها قد تقوده إذا تمت بطريقة خاطئة إلى تقلص إمكانياته وإلى المرض والإخفاق في حياته.
يوجد اتجاه يذهب إلى إلقاء التبعة على المربّين المباشرين، مثل هذا الاتجاه يوصف بأنّه ضيق؛ فالتربية سلسلة غير محدودة ولكل مُرَبي حصيلةُ تربيته، هذه المحصلة هي مآل تربيات سابقة وهكذا بشكل متواتر، هذا الأمر يعطي أحياناً نتيجة مأساوية.

التربية وعلم النفس الحديث:

لا يمكن لأي إنسان أن يصبح مربّي في وقت قصير من الزمن، فكما يرى علم النفس الحديث أنّ كلّ مربّي ينبغي أن يقوده إلى معرفة نفسه وإلى تحقيق التوازن ومعرفة الحقيقة، كما يجب أن يوسّع الاستعداد النفسي لديه ومن أجل تحقيق هذا، عليه أن يكون هو ذاته ثمّ يجب أن يصل إلى الحكمة والتوازن، فإذا لم يكن المربّي يتميّز بالحكمة والتوازن فعليه أن يعرفهما بوضوح، كذلك ألّا يتظاهر بما ليس فيه وسيكون ذلك بداية الطريق لتربيته الخاصّة ولتربية عقله، ليس في وسع الإنسان إلّا أن ينقل ما في حوزته من التربية.
من الضروري أن يبحث الإنسان عن ذاته وعن مفهوم الحياة، هذا ما سيساعده على معرفة ذاته وسيرى الأُمور من خلال وجهة نظره، فقد شبه علم النفس الحديث الذات بالزجاج النقي الذي يحول دون نفاذ أشعة النور، كلّ يوم بالنسبة لكثير من الناس ليس سوى تكرار آلي لليوم الذي يسبقه، ذلك لأنّهم تلقوا تربيتهم بهذا الشكل من ناحية، من ناحية أُخرى لأنّ آلاف التبلّرات قد تصلبت على انحرافاتهم وضروب كبتهم وعُقدهم وحياتهم، لكنّهم يطبقونها على أطفالهم.
يجب أن نحافظ عند تربية الطفل بما يتناسب مع قدرات ذهنه، فالطفل على استعداد أن يحبّ ويفهم ويعانق كلّ شيء، فمن جهة يوجد المربّي المتحجّر الذي لا يحسن الفهم ويرفض قبول أي آفاق غير التي تلائمه وتوقّف عن التطوّر، ومن جهة ثانية فهو أمام طفل لا يطلب غير النمو، فكيف يمكن له أن يُعَلّم الحياة إذا كان ميتاً من الناحية العقلية؛ لا بدّ قبل تربية الطفل إيجاده أو إنجابه.


شارك المقالة: