إذا كان هناك شخص يقوم بالاهتمام ورعاية مريض الزهايمر أو يعيش معه، فقد يكون هناك أوقات يواجه فبها سلوكه العدواني، فقد يسبب له ذلك ضيق وحزن شديدين، لكن عن طريق فهم أسباب هذا النوع من التصرفات، مع تعلم العديد من الطرق للتعامل معه، يكون بالإمكان التأكد من قلة حدوثه والشعور بالقدرة على التعامل معه عندما يحدث.
السلوك العدواني لدى مريض الزهايمر:
من الممكن أن يتصرف الشخص المصاب بالزهايمر بطريقة بعدوانية بأحد الأشكال؛ كالسّب والتهديد بالكلام أو الجسدي مثل الضرب أو القرص والاعتداء المفاجىء على الأشخاص المحيطين أو الأملاك الخاصة والعامة، كذلك ينفعل عند الاستجابة لموقف ما أو يهيج بسبب لما يبدو أنّها نكسة طفيفة أو من انتقاد خفيف جداً.
يوجد أسباب عدة لتصرّف المريض بعدوانية وتتضمن شعوره بالخوف أو الإهانة أو الإحباط بسبب انعدام قدرته على فهم الآخرين أو التواصل معهم بطرق مفهومة وفعالة، التي قد أضعفت حكمه على الأمور وضبطه للنفس، كذلك فقدان الخجل وانخفاض الوعي بقواعد السلوك المناسبة التي تعلمها في مراحل الطفولة الأولى.
التعامل مع السلوك العدواني لمرضى الزهايمر:
ليس سهلاً أن نتعامل مع السلوك العدواني ولا يوجد حل بسيط لذلك، لكن يمكن احتواء المشكلة عن طريق بعض العمليات التدريجية من خلال تحديد الأسباب وإيجاد العديد من الطرق الفعالة من أجل التعامل معه، من المهم أن نتذكر أنّ جميع التصرفات تعتبر نوع من التواصل، فإذا تمكنّا من التحديد بشكل سريع ما يحاول الشخص توصيله، فقد نجنبه الشعور بالإحباط والغضب والتصرف بعدوانية
من المهم بأن لا نأخذ الأمور على محمل شخصي، إنّ أي نوع من أنواع العدوان قد يسبب الإزعاج، لكن الأهم أن نتذكر أنّ الشخص لا يتعمّد العدوانية أو التصرف السلبي، بينما يبدو أنّ العدوانية موجهة إلينا؛ إلّا أنّ السّبب قد يكون ليس سوى وجودنا في نفس المكان، كون أنّ الشخص عدواني تجاهانا لا يعني أنّ شعوره تجاهنا قد تغير، بل إنّ ردود أفعاله فقط أصبحت مختلفة بسبب تغير بنية دماغه.
البحث عن طرق للاستجابة للسلوك العدواني:
تعد الوقاية على المدى البعيد من أفضل الحلول للتخلص من التصرفات العدوانية والسلوكات السلبية عند مرضى الزهايمر، فإذا حدث موقف عدواني لا يجب أن نلوم أنفسنا، بل يجب أن نركز على التعامل مع الموقف بهدوء وحكمة قدر الإمكان من خلال طريق استخدام الأفكار الآتية:
- أخذ نفس عميق مع التراجع لإعطاء الشخص حيز، ثم العد إلى العشرة.
- محاولة الاحتفاظ على الهدوء وعدم الدخول في مجادلة، فقد تسبب الإجابة الساخنة تفاقم الموقف.
- إشعار الشخص المصاب بالطمأنية ومحاولة صرف انتباهه.
- عدم إظهار القلق، فقد يزيد ذلك من تهيج الشخص المصاب، لكن لن يكون ذلك سهلاً إذا شعر بالتهديد، فقد يتمكن من تخطيط بعض الاستراتيجيات واستعمالها في مثل هذه المواقف.
- إذا كان الشخص عنيف فيفضّل إعطائه حيز كبير، مع تجنب حبس الشخص أو تقييده إلّا في الضرورة الشديدة، فقد يسبب ذلك تفاقم الأمور.
معرفة أسباب السلوك العدواني:
بعد انتهاء التصرّف العدواني في موقف ما، يجب قضاء بعض الوقت في التفكير فيما حدث وسببه، مع التفكير في المرات الأخرى التي كان فيها الشخص عدواني والأحداث التي يبدو أنّها أدّت إلى ثورته وغضبه، فقد يساعد ذلك على التذكر، فقد يعطي ذلك استنتاج ما يقلق المريض ويزعجه، مع استخدام القائمة التالية للاطلاع على بعض الأفكار، فقد يصبح مرضى الزهايمر عدوانيين في الحالات الآتية:
- الشعور بالإحباط أو الضغوط، فإذا شعر المريض بالإهانة لأنّه لم يعد قادر على تدبير أموره مع مطالب الحياة اليومية، حيث يأخذ مريض الزهايمر وقت طويل لفهم المعلومات وردود الأفعال للمواقف.
- الشعور بالتهديد، فالاضطرار إلى قبول المساعدة في الأعمال الخاصة جداً مثل الاستحمام أو ارتداء الملابس أو الذهاب إلى دورة المياه قد يسبب الغضب لأسباب يمكن فهمها، حيث جميعنا نحتفظ بالخصوصية في تلك الجوانب منذ الصغر.
- الشعور بعدم الحريّة أو القلق نتيجة وجود إزعاج شديد أو أشخاص كثيرين حوله، أو تغيير في الروتين المعتاد.
- الشعور بالانفعال أو التهديد لأنّه لا يتعرف على أماكن معينة أو أشخاص محددين، فقد يكون على قناعة بوجودهم في المكان الخاطئ أو أنّه لا يتستطيع التعرف على أحد أقربائه ويعتبره شخص غريب اقتحم منزله.
- إذا خاف المريض من ضجيج مفاجئ أو الأصوات العالية أو الحركات غير المتوقعة أو اقتراب أحد من خلفه دون انتباهه.
معالجة الأسباب:
يجب أن نحاول إيجاد طرق تقلل المواقف التي تؤدّي لحدوث سلوك الشخص العدواني، فقد تكون بعض المواقف بسيطة، لكن تحتاج المواقف الأخرى إلى التفكير المطوّل، يوجد العديد من الأفكار المفيدة من أجل الوقاية من السلوك العدواني؛ مثل:
- إذا أصبح مريض الزهايمر غير قادر على تدبير أموره بشكل جيد، يفضّل تقليل من طلباته.
- يجب توضيح الأمور بشكل هادئ وفي جمل بسيطة لتعطي الشخص وقت أطول حتى يجيب.
- البحث عن طرق لطيفة من أجل عرض المساعدة بدون أن يبدو وكأننا تولينا السيطرة على الأمور، مع إرشاد الشخص من خلال تقسيم المهام إلى خطوات بسيطة؛ حتى يتمكن من فعل ما يقدر عليه بنفسه.
- الابتعاد عن المواقف التي تقوم بوضع الشخص على طريق الفشل، الثناء على أيّ إنجاز يحققه مع التركيز على الأشياء التي لا يزال قادر عليها، بدلاً ممّا لم يعد بإمكانه عمله.
- الانتباه إلى علامات التحذير، مثل السلوك المقلق أو الهائج أو التململ، مع القيام بشيء على الفور لمساعدة الشخص على الشعور بالهدوء والاطمئنان أكثر.
- التأكد من مراجعة المريض للطبيب بشكل منتظم، مع استشارة أقرب مؤسّسة صحية إذا بدا عليه المرض أو عدم الراحة.
تخصيص الوقت للتعامل مع المشاعر:
إذا تمكنّا من أن لا نأخذ الأمور على محمل شخصي، قد نتأثر في بعض الأحيان التي يُظهر فيها المريض سلوك عدواني، مع مرور الوقت فإن هذا النوع من السلوك قد يجعلنا نشعر بالإجهاد والضيق، يجب البحث عن طريقة لمساعدة أنفسنا على التعافي بعد الحدث فوراً وعلى المدى البعيد، مع استخدام مصادر المساعدة.
يجب ألّا نكتم مشاعرنا أو غيضنا ونبحث عن طرق للحديث عن الأمور، فإذا فقدنا أعصابنا، فيجب ألّا نشعر بالذنب ونذكر أنّنا تحت ضغوط شديدة. يوجد العديد من الطرق للتعامل مع مثل هذه المواقف في هدوء أكثر:
- التحدث عن الأمور بشكل هادئ مع شرب فنجان من الشاي أو القهوة مع صديق أو قريب أو جار.
- تخصيص بعض الوقت للاسترخاء.
- التحدث مع طبيب المؤسسة الصحية القريبة أو الطبيب والممرض المتخصّصين.