التعامل مع مسألة اتهامات رودولف شتاينر بالعنصرية

اقرأ في هذا المقال


بينما ذكر رودولف شتاينر التأثيرات البيولوجية والعرقية والثقافية على الإنسانية، كان اهتمامه الرئيسي استقلالية الفرد وكفاءته الذاتية وقدرته على تجاوز المباني والظروف البيولوجية والثقافية والاجتماعية وتحويلها، وفي عام 2000 حددت لجنة حول حقوق الإنسان مقاطع فردية في عمل رودولف شتاينر تعتبر عنصرية اليوم لكنها لم تجد أي دليل على الاستخفاف العنصري بالآخرين أو العنصرية المنهجية.

التعامل مع مسألة اتهامات رودولف شتاينر بالعنصرية

كان رودولف شتاينر مؤسس الأنثروبولوجيا مشاركًا قويًا في النقاش في أوائل القرن العشرين حول ما يعنيه أن تكون إنسانًا، وكان هذا خلال فترة كان فيها الاستعمار والقومية والإمبريالية في غاية الوضوح، وكانت الهيمنة العسكرية والاقتصادية التي مارستها الدول الغربية على العالم غير الغربي قائمة على الفكرة الاجتماعية الداروينية القائلة بأن العالم ينتمي إلى “العرق” الأصلح.

على النقيض من ذلك استدعى شتاينر فردانية قوية من وقت أعماله الفلسفية الأولى، وبالنسبة له كان جوهر الإنسان هو الفردية الروحية، وجاء هذا بدوره من الاعتقاد بأن جميع الشعوب كانت إخوة لأن المصدر الأساسي لهذه الفردية هو التواصل الاجتماعي والتضامن.

وفي السنوات الأخيرة تم توجيه اتهامات بالعنصرية من حين لآخر ضد شتاينر وضد المؤسسات الناشئة عن عمله، مثل مدارس والدورف، وأظهر أولئك الذين وجهوا الاتهامات اهتمامًا بتشويه سمعة عمل رودولف شتاينر أكثر من اهتمامهم بالعثور على ما يكمن وراء المقاطع المسيئة، لذلك من المهم أن يتم إدراك أن النقاد قد أخذوا الاقتباسات من سياقها أو من الملاحظات غير المدونة لمحاضرات شتاينر.

ومن الواضح أن مثل هذه الأساليب يمكن أن تؤدي بسهولة إلى أخطاء أو سوء فهم خطير قائم على التلاعب غير الصريح أو التشويه لأفكار شتاينر، والدليل الأكثر إقناعًا يأتي من شتاينر نفسه.

ويبدو أن بعض الملاحظات تشير إلى آراء تمييزية عنصرية ومع ذلك فإن الفحص الدقيق لفلسفة شتاينر يظهر أنه لا شيء يمكن أن يكون أبعد عن معتقداته الأساسية، وقبل التوصل إلى مثل هذا الحكم يجب النظر إلى هذه الملاحظات في ضوء فلسفة شتاينر الشاملة للأنثروبولوجيا وكذلك السياق التاريخي الذي نشأت فيه.


شارك المقالة: