اقرأ في هذا المقال
من أفضل الأشياء في ألعاب منتسوري أن هذه الألعاب كلها أدوات تعليمية في الواقع، وعلى الرغم من أن هذه الأشياء قد تبدو بسيطة، وحتى أكثر بساطة من ألعاب الأطفال النموذجية، فقد تم تصميمها لتعليم الأطفال مجموعة متنوعة من المهارات الأساسية، فالسلالم البنية (المعروفة أيضًا باسم السلالم العريضة) هي إحدى هذه الألعاب.
التوجه إلى الدرج البني في منتسوري
على الرغم من أن (The Brown Stairs) قد تبدو وكأنها مجموعة بسيطة من الكتل، إلا أنها في الواقع أكثر من ذلك بكثير، حيث أن (The Brown Stairs) هي لعبة منتسوري لتعلم الإدراك المكاني والتفكير ومهارات الهندسة الأساسية، والتسلسل والمهارات الحركية الدقيقة والإجمالية.
ونظرًا لأن ألعاب منتسوري بسيطة جدًا، فمن الأهمية أن نفهم تمامًا الغرض منها واستخدامها من أجل تنفيذها بشكل أفضل في المنزل أو الفصل الدراسي.
ما هو درج منتسوري البني
قد يبدو في البداية أن سلالم منتسوري البنية عبارة عن مجموعة بسيطة من الكتل، عندما يتم النظر إليها لأول مرة، حيث سيتم رؤية مجموعة من المناشير المستطيلة البنية بأحجام وأوزان مختلفة، ومع ذلك يجب النظر عن كثب وسيتم البدء في ملاحظة بعض ميزات التصميم المتعمدة.
فجميع الدرجات العشر في مجموعة السلالم البنية لها نفس الطول، لكنها تختلف في العرض والارتفاعات والأوزان، وكل خطوة أطول بمقدار 1 سم وأعرض من الخطوة السابقة لها، (نظرًا لأن الخطوات هي مناشير مربعة، فإن الطول والعرض لهما نفس البعد).
وإذا كان المرء سيقيس الكتل، فسيجد عادةً أن كل كتلة يبلغ طولها 20 سم (على الرغم من أن بعض المجموعات لها أطوال أطول أو أقصر قليلاً) ومع أكبر كتلة بقياس 20 سم × 10 سم وأصغر كتلة يبلغ 20 سم × 1 سم، وعلى الرغم من أن الأطوال يمكن أن تختلف في بعض الأحيان من مجموعة إلى أخرى، إلا أن عدد الكتل في المجموعة، ونسبة العرض على الارتفاع 1:1، والفرق القياسي بين كل كتلة مكافئة لارتفاع الكتلة الأصغر يجب ألا تكون كذلك.
كيفية إعداد وتقديم السلالم البنية
مثل جميع ألعاب وأنشطة منتسوري، يمكن أن يبدو إعداد (The Brown Stairs) وتقديمه مختلفًا اعتمادًا على الاحتياجات الخاصة لكل طفل على حِدة، ويوجد مخطط أساسي لكيفية إعداد هذه اللعبة وتقديمها للطفل، ومع ذلك يجب عدم التردد في تعديل هذه الخطوات (أو السماح للطفل بتعديل هذه الخطوات) حسب الحاجة لتناسب أسلوب تعلم الطفل بشكل أفضل، حيث يجب تركهم يأخذون زمام المبادرة.
ونظرًا لأن الهدف من (The Brown Stair) هو فرز الكتل إلى نمط يشبه الدرج، يجب أولاً تقديم الكتل بترتيب عشوائي، وقد يكون من المفيد السماح للطفل بإعدادها بنفسه، نظرًا لأن معظم الأطفال لن يتطلعوا إلى فرز هذه الكتل حسب الحجم على الفور، فسيضمن ذلك ترتيبًا عشوائيًا مع إشراك الطفل أيضًا في هذه اللعبة قبل أن يبدأ العمل بها.
وسيساعد هذا أيضًا الطفل على إدراك مدى ثقل الكتل وما سيتطلبه الأمر لتحريكها ورفعها، ونظرًا لأن هذا نشاط مصمم للأطفال الصغار، فإن مجرد رفع الكتل هو التعلم في حد ذاته، ويمكن أن يتم الطلب من الطفل وضع الكتل في خط، بحيث تكون جاهزة بالفعل لرؤية هذه الكتل على شكل تسلسل أو مجموعة من الكتل، بدلاً من القطع الفردية التي لا علاقة لها ببعضها البعض.
ويجب تخزين السلالم البنية، مثل جميع ألعاب منتسوري التي يستخدمها الطفل، على رف يمكن للأطفال الوصول إليه أو في درج يمكن للأطفال الوصول إليه، ويجب استخدامه في منطقة معينة، مثل الرف نفسه أو على منضدة، ويمكن تصميم نموذج لجلب الكتل من الرف إلى الطاولة، ولكن بعد تصميمها مرة واحدة، يجب أن يكون الطفل مسؤولاً عن تحريك الكتل، وهذا ما يسميه ممارسو طريقة منتسوري العمل الشاق.
وفي أنشطة منتسوري الأخرى، قد يكون من المفيد السماح للأطفال بمحاولة الاقتراب من النشاط بشكل مستقل تمامًا، نظرًا لأن الأطفال قد يكونون معتادين على اللعب بالمكعبات بعدة طرق مختلفة.
طريقة تصميم النشاط من قبل المعلم أو الآباء بدون التحدث أو السرد اللفظي
وبما أن موضوع النشاط قد يكون من الصعب شرحه بسرعة وبشكل واضح بالكلمات للأطفال الأصغر سنًا، فمن الأفضل أن يتم تصميم النشاط من قِبل المعلم أو الآباء بنفسهم قبل منح الطفل فرصة لكي يحاول، وتذكر إنه عند استخدام طريقة منتسوري، تتم النمذجة بدون التحدث أو السرد اللفظي.
حيث يتم البدء بالتقاط كل كتلة، ويمكن تصميم نموذج يزنها في يده وتدويرها ليلاحظها من زوايا مختلفة، وما يتم محاولة تصميمه للطفل هنا هو أنك تلاحظ حجم الكتلة وشكلها، وبعد ذلك يمكن وضع نموذج مصطف بين كتلتين بجوار بعضهما البعض، وباستخدام اليدين لإظهار أنه يرى أن الكتل متساوية في الطول ولكنها مختلفة في الارتفاع والعرض.
وبمجرد القيام بذلك، حان الوقت لتصنيع السلالم ونموذج يبحث عن أكبر كتلة عن طريق الاستيلاء على واحدة من الكتل الكبيرة والنزول إلى أسفل الصف لمقارنة حجمها بالكتل الأخرى، وإذا تم مقارنتها بمجموعة أخرى وكانت كتلة أخرى أكبر، فيجب اختيار تلك الكتلة بدلاً من ذلك، ويجب فعل هذا حتى يتم العثور على أكبر كتلة، ثم وضع هذه الكتلة في أحد طرفي السطر، ثم فعل نفس الشيء للعثور على الكتلة الأكبر التالية، والقيام بمقارنتها بأكبر كتلة.
وتكرار هذا حتى يتم ترتيب جميع الكتل من الأكبر إلى الأصغر، مما يؤدي إلى إنشاء درج، ويجب دفع الكتل معًا بحيث تكون أطوالها مصطفة مع عدم ترك فجوات بينهما، أخيرًا يمكن وضع نموذج لأخذ أصغر كتلة (20 سم × 1سم) واستخدامها للتحقق من أن الفرق بين كل كتلة لاحقة هو بالضبط 1 سم مربع، ويمكن أيضًا تشغيل أصغر كتلة على طول الدرج، مما سيجعل صوتًا ممتعًا قد يجعل الطفل أكثر حماسًا لتجربته بمفرده.
وبمجرد الانتهاء من النمذجة، يجب مزج الكتل احتياطيًا ومنح الطفل فرصة للمحاولة، وبينما يمكن شرح هدف النشاط لهم، يجب ألا يتم تدريبهم خلال النشاط أو تعطهم تلميحات حول ما يجب القيام به، بدلاً من ذلك منحهم حرية الاستكشاف بأنفسهم، وملاحظة الاستراتيجيات التي يستخدمونها لمقارنة الأحجام، هل هم يصطفون الكتل؟ وهل يزنونهم بأيديهم؟ هل يبدأون بأصغر كتلة أم أكبرها؟ ويمكن أن توفر هذه الملاحظات رؤى قيمة عن عقل الطفل وكيفية معالجة المعلومات الجديدة.
وبعد إعطاء مساحة للطفل لتجربة النشاط مرة واحدة، يمكن تمديد النشاط من خلال جعلهم يضعون الكتل مرة أخرى على الرف الخاص بهم بترتيب عكسي أو عن طريق دعوتهم لاستخدام الكتل بجانب البرج الوردي، حيث تم تصميم اللعبتين لتتناسب مع بعضها البعض، وسيسمح لهم هذا الامتداد بإجراء المزيد من المقارنات، حيث أن الكتل المكونة للبرج الوردي بأطوال مختلفة.
وفي النهاية تشير ماريا منتسوري إلى أنه ومثل العديد من أنشطة منتسوري، يعتمد (The Brown Stairs) على فضول الأطفال الفطري وسلوكياتهم التنموية المناسبة لإنشاء نشاط تعليمي مصمم بعناية، وعند التفكير في وقت تم رؤية فيه طفلًا يقوم بتكديس الألعاب حسب الحجم أو فرز طعامه وفقًا للون، فهذه عمليات تحدث بشكل طبيعي يستخدمها الأطفال لتعليم أنفسهم طرقًا مهمة للتعامل مع عوالمهم، حيث يتناسب السلم البني مع نظرية منتسوري للفترات الحساسة والتعليم التلقائي، ويشرك هذه الدوافع الطبيعية من أجل تعميق التعلم.
