يعتبر الانتماء من أسمى الصفات التي يمكن أن يتّصف بها أحدهم، حيث أنّ الأفراد الذين يملكون القدرة على الانتماء إلى المجموعة الواحدة هم الأكثر قدرة على البقاء، وهم الأكثر قدرة على التنافسية، ولعلّ العديد من الحيوانات مطالبون في تحقيق هذا المطلب ليس من قبيل المديح أو الثناء أو الحصول على بعض الامتيازات، ولكن من قبيل الرغبة في البقاء والوصول إلى أعلى درجات الأمان، فلماذا تبرز الحاجة إلى الانتماء في علم سلوك الحيوان؟
لما تبرز الحاجة إلى الانتماء في علم سلوك الحيوان
1. المحافظة على البقاء
لا تملك بعض الحيوانات الضعيفة أن تعيش لوحدها في بيئة تدرك تماماً أن فرصها في البقاء وحيدة ضئيلة جدّاً، وهذا الأمر يثير لديها نزعة الانتماء إلى المجموعة وإلى الجنس الواحد، وتقديم بعض التضحيات في سبيل الحصول على حياة آمنة، وتدرك العديد من الحيوانات أنّ الانتماء إلى الفصيلة الواحدة أو المجموعة من الأمور التي لا يمكن التنازل عنها مهما حدث.
2. الحصول على الغذاء
لا تستطيع الحيوانات التي تعيش في بيئة مفترسة مثلاً أن تحصل على طعامها في ظلّ وجدود الأسود أو النمور، فتضطر أن تعيش على صورة جماعية ولا بدّ وأن ينتمي جميع أعضاء المجموعة إلى القطيع، حيث تعيش الضباع مع الأسود في نفس المكان بل تنافسها على الكثير من الفرائس وربّما تتمكّن من انتزاع الفريسة من بين أنيابها، ولعلّ الحاجة إلى الغذاء وإدراك المجموعة الواحدة بأنّ الانتماء هو الوسيلة الوحيدة التي تحقّق هذا الأمر بصورة جيدة.
3. المحافظة على النسل
لا تستطيع بعض الحيوانات حماية صغارها بصورة جيدة، فتعمل على العيش ضمن مجموعات كبيرة أو غيرة تضمن لها المحافظة على وجودها، وتربية أبنائها بطريقة آمنة تمنع أطماع الآخرين، وتعتبر مجموعات النحل والنمل من أكثر الحيوانات قدرة في الحفاظ على أفرادها ولا يمكن لها التنازل عن أي فرد بالمجموعة.
4. الحصل على المأوى
تعمل بعض الحيوانات في التضحية بأنفسها في سبيل المحافظة على المأوى، وتقدّم الانتماء اللازم للمجموعة في سبيل عدم تعرّض هذا المأوى إلى الهجوم أو القتل، ولعلّ الانتماء أيضًا يساعد في حصول الحيوانات على المزيد من الاحترام الذي لا يخلو من الخوف من قبل الحيوانات الأخرى.