حركة الطفل المفرطة
يمكن للأهل معرفة ما إذا كانت حركة الطفل الكثيرة حالة مرضية أم حالة طبيعية، فالطفل السليم غالباً ما تدفعه حركته إلى الاكتشاف ولا تمنعه من التركيز وتعلُم ما هو جديد وبالتالي وهو الأهم لا تؤثر على تحصيله الدراسي.
أما الطفل المصاب بفرط الحركة المرضية فإنّ حركته الدائمة تكون مصاحبه للتشتت الذهني وعدم التركيز ورغبة الطفل في التكسير والتدمير والعدائيّة تجاه الأشخاص أو الأشياء، بلا هدف، بعكس الطفل السليم الذي قد يُفكك لعبة ما بغرض اكتشاف أجزائها مثلاً، ويجدر الذكر أيضاً أن فرط الحركة قد يكون مرتبطاً بشدة ذكاء الطفل وفي هذه الحالة فإنّه لا يؤثر على تحصيله الدراسي.
أسباب فرط الحركة عند الطفل
لا يوجد سبب واحد أو محدد للحركة المفرطة، ويمكن للطبيب أن يُحدد ما إذا كان الطفل مُصاباً بفرط الحركة المرضية أم أنّ حركته الزائدة طبيعية، عن طريق إخضاع الطفل لاختبار نفسي يقوم به الطبيب المختص، ونذكر هنا بعض الأسباب:
- عوامل وراثية متعلقة بجينات محددة.
- الأطفال المصابون بالتوحُّد والصرع عادةً تظهر عليهم أعراض فرط الحركة.
- كثرة تعرض الطفل للضرب على رأسه.
- تعرض الطفل لمخاطر معينه خلال فترة الحمل كتعاطي الأم للمخدرات أو تناولها لبعض الأدوية والعقاقير المعينة.
- ولادة الطفل مبكراً قبل شهره التاسع قد يساهم في وجود الحركة المفرطة.
- تناول الأطعمة الغنية بالسكريات بكثرة قد تُسبب الحركة المفرطة وتزيد نشاط الطفل.
أعراض فرط الحركة للطفل
1- تحريك اليدين والرجلين أثناء الوقوف أو الجلوس.
2- مغادرة المقعد الصفِّي أو أي مكان بالوقت الذي ينبغي عليه أن يبقى جالسا.
3- الركض وتسلّق الأشياء في مواقف غير ملائمة.
4- عدم القدرة على الاندماج بهدوء أثناء اللعب مع الآخرين ويكون هو مُخّرب اللعبة دائماً.
5- الثرثرة الزائدة وقول الكثير من الكلام غير المفيد.
6- الاستعجال في الإجابة حتى لو كانت خطأً عن بعض الأسئلة المطروحة عليه.
7- مقاطعة أحاديث الآخرين أو مقاطعة لعبهم وانسجامهم.
آثار فرط الحركة عند الطفل
الآثار المترتبة على فرط الحركة كثيرة نذكر منها:
1- فشل في الدراسة.
2- التعرض للكثير من الحوادث والإصابات.
3- عدم تقبل الآخرين بسهولة.
4- ضعف العلاقات مع الأصحاب، واهتزاز الثِّقة بالنفس والنظر للذات.
5- الانفعال بسهولة.
6- المزاجية المفرطة، والقلق والتوتر.
علاج فرط الحركة عند الأطفال
- فرط الحركة المرضية: يمكن للطبيب علاج فرط الحركة على مرحلتين، الأُولى علاج نفسي، حيث يتم فيه إخضاع الطفل لعدة جلسات (يُحدد الطبيب عددها حسب تحسن الطفل) وتعليمه على كيفية التركيز والإنصات والجلوس بهدوء ويُساعد الطفل على التحكّم بحركته المفرطة. أما المرحلة الثانية، تكون علاج دوائي، ولا يلجأ له الطبيب إلّا بعد العلاج النفسي في حال عدم استجابة الطفل للعلاج النفسي حيث يُعطيه الطبيب جرعات دوائية محددة.
- فرط الحركة الطبيعية: يعتمد علاج الحركة المفرطة عند الطفل على الوالدين بالدرجة الأُولى مع مساعدة من المدرسة أو الحضانة، وعلى الوالدين أن يقوموا ببعض الأمور منها:
1- تقسيم وقت الدراسة فالطفل الذي يُعاني من فرط الحركة لن يستطيع الجلوس طويلاً دون تحرك وعلى الوالدين تفهّم ذلك وتدريب الطفل تدريجياً على الجلوس وذلك عن طريق تدريسه لمدة زمنية قصيرة عشر دقائق مثلاً ثم إعطائه وقتاً للاستراحة واللعب لا يتجاوز الخمس دقائق ثم العودة للدراسة مجدداً وبعد عدة مرات زيادة الوقت المخصَّص للدراسة إلى خمس عشرة دقيقة وهكذا.
2- المدح والثناء الكثير والدعم الدائم لأيِّ سلوك إيجابي يقوم به الطفل، والابتعاد عن السلبية والقول أنَّ الطفل مُضطرب أو كثير الحركة ومشاغب وغيرها من الألفاظ السلبية التي تؤثر على نفسيته.
3- الصبر والاستعانة بالله سبحانه وتعالى والدعاء للطفل وقراءة القرآن عليه دائماً لتحلّ عليه السَّكينة والهدوء، وقد لا يتقبل الطفل الجلوس لفترات طويلة والاستماع للقرآن ولكن يمكن القيام بذلك أثناء نومه.
4- يُفضّل أن يلعب الطفل أثناء العلاج مع طفل واحد أو اثنين وتجنب اللعب في جماعات لأنّ اللعب مع جماعة قد يُعزز عنده السلوك الحركي.