الحساب والعقاب والثواب للطفل في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


من الطبيعي استخدام الآباء والأمهات الثواب والعقاب للأبناء، وبطريقة شبه حتمية كل الناس وربما كل المخلوقات يستخدمون مبادئ الحساب والثواب في التأهيل للأبناء وفي تربيتهم.

الحساب والعقاب والثواب للطفل في الإسلام

إنجاب الأبناء يمكن أن يجعل الأسرة تكتمل، وأن الحياة بالتأكيد ممتعة للغاية للآباء والأمهات ومع ذلك، هناك العديد من السلوكيات والمواقف لدى الأبناء، خاصة إذا كان الأطفال يتمتعون بشخصية شقية وعنيدة، ومن الصعب تنظيمها، مما يجعل الآباء والأمهات يواجهون صعوبة في تربية الأبناء عند مواجهة أطفال بهذه الشخصية، فإن من واجب الأهل هو أن يكونوا قادرين على اختيار الطريقة السليمة والمناسبة للتغلب على عناد الأبناء وجعلهم يتغيرون؛ ليصبحوا أشخاص  أفضل.

يجب أن يكون الآباء والأمهات في منتهى الحذر في تربية الأبناء؛ لأن الأبناء ليس كلهم نفس الشخصية والطبيعة، فمن الأبناء الطفل المطيع ومنهم العاصي ومنهم غير المهذب، فمن واجب الأهل أن يكون لديهم فن في محاسبة الأبناء العاصيين والتحفيز للأطفال المطيعين والثناء على تصرفاتهم وأخلاقهم.

فن تعامل الآباء مع الأبناء في الإسلام بين الثواب والعقاب

هناك طرق في التعامل مع الأبناء وكيفية التصرف معهم في الإسلام:

إعطاء الأهل بعض النصائح للأبناء

يحتاج الأبناء غير المطيعين والعُصاة إلى التنبيه على أخطائهم حتى يعرفوا الخطأ في تصرفاتهم ولن يكرروها، هذه طريقة ممتازة لأن الآباء لا يستخدمون القوة والعنف لتثقيف الأبناء لتغيير أنفسهم، وتقديم الأهل بعض النصائح للأبناء توضح لهم أن الأهل يريدون لهم الأفضل، وقد ذكر رسولنا الكريم للأبناء مواعظ عديدة في الحياة وأن عليهم أن يحفظوا حدود الله تعالى حتى يحفظهم الله.

أن يكون الآباء والأمهات أمثلة ونموذج إيجابي للأبناء

إن الأطفال حين يكبرون يتعلمون سلوكيات الوالدين، فمن المفروض على الآباء أن يكونون حذرين في سلوكياتهم أمام الأبناء؛ فهم مقلدون بارعون، فيجب على الأهل بتصحيح موقفهم أولاً وأن يكونوا مثالًا جيدًا لهم، لن يفهم الأبناء السلوكيات الجيدة والسيئة إلا إذا شاهدوها وقلدوها من الوالدين، سيقلد الأبناء بشكل كبير الأهل في الأقوال والأفعال، فإذا كانت أفعال الوالدين وسلوكياتهم لا تتوافق مع المعايير السائدة التي يفرضونها على الأبناء، فيجب أن لا يتفاجأ الأهل إذا كان طفلهم شقيًا جدًا ويصعب إدارته.

من واجب الوالدين أن يدعو الطفل للصلاة

المفروض من الأهل أن يدعو الأبناء للصلاة في وقت مبكر من عمرهم حتى يتعودون على أداء العبادات وطاعة الله تعالى وطاعة الوالدين لأن هذا من مسؤولية الآباء تجاه أبنائهم، أن يهدي الوالدين الأطفال إلى الله. تعالى فإذا خالف أوامر الوالدين فإنه سيعلم سوء تصرفه من خلال العقاب والحساب الذي سيحاسبه الأهل تجاه الابن العاصي، أما الابن المطيع على الأهل أن يقدموا له الحوافز والتشجيعات والهدايا والثناء عليه وعلى تصرفاته؛ لأنه يصلي الفريضة في المسجد أو في المنزل، ويجب أن يعلم الأبناء أن الصلاة تعينهم على تعديل سلوكياتهم الخاطئة.

وضع الوالدين القواعد للأبناء

من الضروري للأسرة وجود قواعد تربط الأسرة وتلزمها على فعل الأشياء يمكن للأهل أن يضعوا القواعد مثل تقديم هدية للطفل على تصرفاته الجيد والحساب الطفل على السلوك السيء مع هذه القواعد، بالتأكيد، سيحاول الأبناء أن يكونون لهم مواقف جيد حتى يتمكن من الحصول على الهدايا، وزيادة على ذلك، سيكون الأطفال سعداء دائمًا عندما يحصلون على الهدايا التي يحبونها ويقدرها، ووضع عقوبة للمخطئ وعند ذلك  سيحاول الأبناء تجنب فعل الأشياء السيئة لأنهم لا يريدون الحصول على العقاب.

تحذير الأبناء بالكلمة الطيبة

من الضروري على الأهل تحذير الأبناء بالكلمة الطيبة، عندما يرتكب الأبناء لأشياء خاطئة أو ترك شيء واجب من واجب الوالدين تحذير الأبناء بالكلام الطيب، والصبر في توجيه الأبناء بهدوء وبالكلام المهذب الطيب، ولن يستاء الأبناء حتى وسوف يدركون أخطائهم هذا أيضًا فائدة لإظهار أن يمكن للأهل تربية الابن العاصي بلطف دون أن نتحدث معه بقسوة قد تؤذيه.

الثناء والمديح من الأهل للأبناء

قد يرجع عدم طاعة الأطفال لقلة الرعاية من الأهل والتماس الاهتمام منهم، لذلك الوالدين بحاجة إلى الثناء والمديح للأبناء وتشجيعهم عندما يفعلون شيئًا جيدًا، بالإضافة إلى هذا، إذا قام الأبناء بفعل شيء سيء يجب توبيخهم من قبل الوالدين دون تكرار التوبيخ على نفس الفعل أكثر من مرة.

انتباه الأهل لما يحيط بالأبناء

يحتاج الوالدين إلى الاهتمام بأصدقاء أبنائهم أو محيطه قبل إلقاء اللوم والتوبيخ عليهم؛ لأن التأثير السيء قد يكون من العديد من الأسباب وواحد منها هو صديقه؛ لأن الصديق يؤثر على سلوك الأبناء وأخلاقهم، الطفولة هي مرحلة يسهل فيها تقليد السلوك الشخص القريب منه أو متابعة سلوكياته، لذلك نحتاج  الوالدين إلى رؤية وترتيب البيئة المحيطة بالطفل في المدرسة أو البيت عندما يكون الأبناء غالبًا غير مطيعين.

استماع الآباء إلى مشكلات الأبناء

قد يواجه الأطفال غير المطيعين مشكلات في المدرسة أو المنزل، تجعل الأبناء يمارسون هذا السلوكيات ويريدون من يفهم تصرفاتهم، ومن المناسب للآباء أن يستمع إلى مشاكل الأبناء؛ لأنه إذا قام الطفل بتغطيتها ولم يرغب في إخبارهم عنها، فستتضخم المشكلة وستجعل الأبناء أكثر تمردًا على الأهل.

تطبيق طرق النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التربية

لقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالفعل عن أشياء عديدة عن كيفية تربية الأبناء الصالحين وتربيتهم في الحديث الشريف والقرآن الكريم، وقد عرف عليه الصلاة والسلام قبل الإسلام بالشخص اللطيف والصبور، لذلك وعلى الآباء كمسلمين اتباع طرق النبي محمد صلى الله عليه وسلم في تربية الطفل غير المطيع.

تقديم الوسائل الترفيهية التعليمية للطفل من قبل الآباء والأمهات

الوالدان يجب أن يوفروا للأبناء وسائل الترفيه التعليمية مثل متابعة التلفاز في الأشياء المفيدة والجيدة وعدم متابعة العنف في التلفاز حتى يتمكن من الأبناء أن يتعلموا الأشياء الجيدة من التلفاز، وعدم تقليد الشيء غير الجيد، ويمكن لمتابعة التلفاز ومشاهدة العنف أن يجعل الأبناء أكثر عصيانًا، والترفيه مفيد جدًا للأبناء؛ لأنهم يستطيعون الاسترخاء والاستمتاع بشيء لذلك يجب أن يوفره الأهل دائمًا للأبناء وبكمية كافية.

طرق في التعامل مع الأبناء المطيعين وغير المطيعين في الإسلام

على الوالدين أن يمنحوا المودة والحب والاهتمام للطفل، ويجب على الأهل أن يؤمنوا بالطفل دائمًا ولا يفسدون الطفل بانتقاده، وأن يكون الأهل هادئين ولا يغضبون بسهولة، ولا يشتمون الأبناء ولا يصرخون عليهم ولا ينتقدونهم وأن لا يشكو الوالدين الأطفال للغير، وأن لا يتقاتل ويتشاجر الآباء والأمهات أمام أبنائهم، وأخذ الأبناء إلى أماكن الاسترخاء والمنتزهات والأماكن التي يحبونها.


شارك المقالة: