من الثابت في الشريعة الإسلامية أن طاعة الزوجة لزوجها المسلم طريق من طرق النجاة في الدنيا والآخرة، فكذلك عصيان الزوج يسبب العقاب في الآخرة، عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ: “أَنَّ عَمَّةً لَهُ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ، فَفَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: كَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟ قَالَتْ: مَا آلُوهُ إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ، قَالَ: فَانْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ”، رواه الإمام أحمد.
الزوج الظالم في الإسلام
الزوج الظالم في الإسلام يكون قد تعدى أوامر الإسلام بالاعتناء بالزوجة، ولم يلتزم ما أمر به النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأنهن رفيقات الرجال، ويجب عدم ظلمهن أو التعدي على حقوقهن، إذا لم يهتم بواجباته الزوجية مقابل زوجته أو قام بتصرفات يتم من خلالها ظلم لها يكون قد أصابه أثم عظيم، والزوجة في الإسلام معرضة للعقاب من الله تعالى أذا قصرة في أداء واجباتها زوجها، فهما الإثنين عليهما حقوق وواجبات وأي تقصير في حق الآخر يكون ظلم له، قال رَسُولِنا الكريم محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ”، رواه أبو داود.
وبالزواج تباح الزوجة للزوج بعقد يفرض المعاملة بالمعروف والحسنة، قال الله تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا”، النساء، آية 19.
أي أن يكون أقوال الرجال طيبة مع زوجاتهم، وحسن الأفعال لهن، والقول الحسن مع الزوجة، كما هو يحب أن يتعامل كذلك معه زوجته، كما قال تعالى: “وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ”، البقرة، 228، وقال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: “خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي”، رواه الترمذي، وكان من خلق المصطفى النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان مع زوجاته جميل العشرة، دائم الابتسامة معهن، يداعب أهل بيته ولطيف المعشر، وينفق على نسائه، ودائم الضحك معهن.
ويشمل عدم ظلم الزوجة أن يتعامل الزوج معها المعاملة الجيدة بالقول والفعل، يجب على الزوج أن لا يحرم الزوجة من أي حق لها، أو الإساءة لها والتعدي عليها بالكلام أو الأفعال غير الأخلاقية، والصحبة الجميلة معها، وكف الأذى عنها، وبذل أقصى جهده للإحسان إليها، وحسن معاشرتها، ويتضمن عدم ظلم الزوجة في تأمين النفقة لها والكسوة وغيرها من الأمور التي تحتاجها الزوجة، فعلى الزوج المعاملة بالمعروف لمثلها من باقي الزوجات في ذلك الوقت والمكان، وهذا يختلف باختلاف الأحوال.
وفي النهاية بين الله تعالى أن عقد الزواج عقد مهم للغاية ووصفه بالميثاق الغليظ، وحذر جميع الأزواج على عدم ظلم الزوجات وعدم الإخلال بواجباتهم، قال الله سبحانه وتعالى: “وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا”، النساء، آية 20، 21.