يتخطى معظم الناس الانتقادات الصغيرة من خلال عدم منحها الكثير من أوقاتهم في الحياة، وعدم السماح لها بأن تسيطر على حياتهم وتقرر مصيرهم، فالزوجة شريك شديد الأهمية، فقد يكون هذا بمثابة علامة حمراء تهدد العلاقة الزوجية برمتها.
الزوج الناقد في الإسلام
يقوم الزواج في الإسلام على السكينة والطمأنينة والمودة والرحمة قال تعالى :“ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة”، سورة الروم، 21، الزوجان شريكان في الحياة وبينهما الكثير من الأمور المشتركة التي تتطلب تواصلا مستمرا، لذا عليهما أن يتغاضى كل منهما عن هفوات الآخر؛ لتستمر حياتهما القائمة على الحب والاحترام المتبادل لتحقيق المقاصد الشرعية من الزواج.
ويُعَدّ النقد المستمر أحد العوامل المؤدية إلى شعور أحد الزوجين ولا سيما الزوجة بالضيق من هذا النقد، الأمر الذي قد يؤدي إلى هدم العلاقة بين الزوجين وإفسادها، فهذا يشير إلى فشل العلاقة الزوجية، فالنقد يؤثر على الاتصال الفعال بين الزوجين، وهذا نمط خطير يمكن الوقوع فيه وينبغي الحذر منه.
ويعتقد بعض الأزواج أن النقد المستمر يستخدم لتغيير السلوك لدى زوجاتهم، إلا أن هذا النوع من السلوك يُعَدّ مدمراً للاتصال السريع والمباشر بينهم، خاصة إذا كان موجها لشخصية الزوجة وليس لسلوكها، أن يكون هذا النقد مليئا باللوم المتكرر، ولا يركز على تحسين السلوك وتقويمه، والاستخفاف بقدرات الشريك.
يبدأ النقد بشكل غير ضار في العلاقة الزوجية ويتصاعد بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي التصعيد إلى دوامة الانحدار نحو الاستياء، يشعر الشخص المنتقد بالسيطرة، مما يجعله يبتعد وينغلق على نفسه، ويشعره بالنقص.
صفات الزوج الناقد
عندما يكون هناك ركائز في مساحات الأسرة يؤسس لأسرة سليمة خالية من الخلافات والنقد الهادم، بما أن الزوج هو المسؤول في الأسرة في المقام الأول هذا لا يخوله التحكم بتصرفات وأقوال شريكه في الأسرة، والنقد ليس فقط سيئًا لعلاقة الزوجين، ولكن أيضًا للصحة الجسدية والعقلية لهما.
وهناك بعض الصفات للزوج الناقد، ومنها:
1- الانتقاد المستمر لأفعال الشريك وأقواله، سواء أكان هذا النقد في مَحلّه أم لا.
2- يميل إلى الإهانة المتكررة والتصغير لتصرفات الشريك.
3- شعور الزوج بالإهانة عندما لا تفعل الزوجة ما يريد.
4-التحكم الدقيق الموجه لتفاصيل الشريك.
5- عدم الثقة بقدرات الزوجة على القيام بالمهام بشكل صحيح.
6- حب السيطرة على الشريك.
7- عصبي المزاج يميل إلى السلبية.
8- رفع الصوت في أغلب الأحيان.
9- المقارنة المستمرة مع غيرها من الزوجات الأخريات.
10- تقديم الملاحظات المفيدة وغير المفيدة.
12- اختلاف رأيه في كل موقف؛ ليس له رأي ثابت.
13- عدم السعي لتغيير سلوكه وتعديله.
14- الانفراد بالرأي والانغلاق على الذات.
15- عدم الإنصات والإصغاء لوجهة النظر الأخرى.
سلبيات النقد الزوجي في الإسلام
إن وجود أزواج ينتقدون بشكل مفرط، هو جوهر القضية التي يدور حولها الصراع والخلافات بين الأزواج، إن هؤلاء الأزواج هم هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من فشل في بيئتهم وأسرهم، ويعتقد الأزواج الناقدون أنهم فعلاً يقدمون مجرد ملاحظات مفيدة للآخرين، تسهم في تحسين أداء زوجاتهم، هم لا يُفرّقون بين النقد البناء والنقد السلبي الجارح، الذي يقود الى كراهية الزوجة لتصرفات زوجها المنتقد.
قال الله تعالى: “وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”، آية 159، سورة آل عمران، فلا يجب أن يكون الزوج مدعاة لنفور الزوجة وأفراد الأسرة من حوله.
إن وقوع الشريك في دائرة من النقد، يكون من الصعب اجتيازها؛ لأنه حتى التعليقات يمكن أن تشعر بالإهانة والإحباط وفقدان الثقة بالنفس، وعلى الزوج أن يعمل على تعديل أسلوبه ونهجه ليضمن حالة أفضل من التوافق والانسجام بينه وبين شريكه في الحياة تضمن قبول كل منهما رأي الآخر ووجهة نظره في أي موضوع دون حرج أو تردد ودون الشعور بالضيق منها.
وفي النهاية إن الحب في العلاقة الزوجية لا يصل بالعلاقة الزوجية إلى نهايتها، والكثير من النقد في الحياة الزوجية في بعض الأحيان يهدم هذه الحياة ويدمرها، ويكون مصدر للتفكك الأسري وشعور الطرف الآخر بالإحراج وضعف الشخصية لدى الزوجة، والتردد في أداء واجباتها، فضلاً عن الحالة النفسية السيئة التي تعاني منها.