يتطلب بناء الأطفال لقادة عظماء العمل المستمر والجاد من الآباء والمعلمين والمعلمات والمستشارين والأئمة والأشقاء الأكبر سنا وقادة المجتمع؛ فهي ليست بالمهمة السهلة، لقد اصبح بعض الأبناء أعظم القادة عندما كانت الجاهلة بعيدة وواسعة في الواقع، انتشر الإسلام وفي نفس زمن شهد قادة من أطفال مع مرور القرون، استمر ظهور القادة البارزين على الرغم من وجود بعد عن الدين في تربية الأبناء؛ لأن هؤلاء الأطفال القادة اتبعوا نهج الصحابة والتابعين في تحمل المسؤولية والبعد عن المثبطات والالتزام بأوامر الله تعالى، وتبعوا نهج التحفيز بدلا من السماح للحقائق المُثبطة المحيطة بهم أن تغمسهم في اليأس.
الطفل القائد في الإسلام
يجب أن يركز الآباء على الطرق التي يمكن من خلالها رعاية الأطفال وجعلهم القادة المتميزين ومن أكبر مشكلة تواجهها الأمة في بناء أبناء قادة صالحين هي عدم وجود رؤية ورسالة موحدة في تربيتهم، في هذا المقال، سنبدأ باستعراض خمس خصائص مهمة يجب أن يمتلكها كل طفل ليكون قائد عظيم.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يقول: “إنما الأعمال بالنيات لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه”، رواه البخاري ومسلم.
ينبغي أن يكون المسلم نيته الوحيدة إرضاء الله سبحانه وتعالى في كل ما يقوم به، وإلا فقد تكون الأعمال لا فائدة منها، من هذه الأعمال تربية الأبناء تربية صالحة؛ ليكونوا قادة للمستقبل.
وامتلاك احتياطيات من الصبر في تربية الأبناء، الصبر هو مفتاح أن يكون الأطفال قادة في المستقبل فبدون الصبر من الصعب جدًا أن يبقى الآباء على الصراط المستقيم، بالإضافة إلى المزيد من توجيه الآخرين وتحفيزهم أو إلهامهم، الغضب يقتل كل العادات الجيدة التي قد يمتلكها الطفل، وأن الله سبحانه وتعالى يخبرنا أن الصابرين سيحصلون على خير الأجر في الآخرة والدنيا إن شاء الله.
القدوة الملهمة للأطفال
عندما يتعلق الأمر بالكثير من الصبر وتحمل الأوقات العصيبة، فإن النبي أيوب عليه السلام هو بالفعل المثال المشرق، وقصته عليه السلام هي قصة يجب أن نتأملها جميع الآباء والأطفال ويتعلمون منها ولقد تحمل عليه السلام الكثير من المصاعب، ومع ذلك كان صبورًا وشاكرًا على كل شيء.
يجب على الآباء والأبناء أن يكون عندهم رؤية
يجب أن يكون لدى الآباء للأبناء القادة رؤية في تربيتهم وأن يحفز الأطفال على جعل رؤيتهم إيجابية أيضًا، يجب أن يكون الأبناء متحمسين ليكونوا جزءًا من شيء مهم في بالمستقبل، يجب أن يكونوا قادرين على التفكير بشكل كبير ومساعدة الآباء على رؤية الصورة الواسعة التي يعملون من أجلها.
النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثال يحتذى به وصاحب رؤية حقيقية
خير مثال على صاحب الرؤيا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الأمثلة على ذلك هو معاهدة صلح الحديبية التي أظهرت حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في قبول شروط لا يمكن للكثرة من القادة في معاهدة من أجل إسلام، فقد انتشر السلام بين قريش والمسلمين لمدة 10 سنوات وأدى ذلك إلى فتح مكة، وأكثر من ذلك بكثير.
الكلام الصادق والبعد عن الكذب
إن الكلام الصادق خصوصًا أمام الأبناء من الأمور المهمة جدًا، فيجب على الوالدين توخي الحذر عند الحديث أمامهم فالأبناء هم مقلدون رائعون ويتعلمون من القدوة الشيء الجيد وغير الجيد فلا يميزون ما يجب أن يأخذوا وما يجب أن يتركوه، فيقول الله تعالى في محكم كتابه: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ” سورة البقرة أيه 10
إذا عُرف عن الإنسان بصدقه، فإن الناس يثقون به إن شاء الله وهذا ينطبق على الأبناء والآباء، لا أحد يريد قائدا يكذب ويخدع الناس وهذا من الأسباب الرئيسية لاتباع كثير من الناس للنبي محمد صلى الله عليه وسلم لقوله: إنه رسول الله، كان معروفًا طوال حياته بأنه جدير بالثقة؛ ولذلك عندما قال ذلك، صدقوا قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه معروف بالصادق الأمين.
منح العطف واللطف للأطفال وهي من الأمور الضرورية في تربيتهم، فقد قبّل رسول الله ﷺ الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع:” إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله ﷺ ثم قال: من لا يَرحم لا يُرحم”، متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: “ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه” رواه مسلم،
على عكس التكتيكات الديكتاتورية التي يستخدمها العديد من القادة، يشجع الإسلام القادة على التدريس والتعليم والتوجيه للأبناء، ثم يدعو الأهل من أجل النجاح إذا كان ذلك مفيدًا لنا إن شاء الله، فإن كان الآباء لطيفين في التعامل مع الأبناء فسيحب أولئك الأطفال الذين يقودهم التواجد معهم، وسيحبون اتباع رؤيتهم، إذا واجه القائد مشاكل، فعليهم أن يتراجعوا ويضعوا انفسهم في وضع الآخرين؛ هذا يمكنهم من أن يكونوا عطوفين ولطيفين.
بعد قراءة السير الذاتية لأعظم الأشخاص الموجودين، وتعلم سمات القيادة منهم، يجب أن نبدأ أولاً وقبل كل شيء في تنفيذها في حياة الأبناء وحياتنا وإذا كان يريد الآباء تربية القادة، فإذن يجب عليهم أن يتصرفوا مثل القادة ويحتاج الآباء أن يكونون قدوة حية.
إن تعليم إدارة الوقت للأبناء من الضروريات في تربيتهم، هذه الخطوة حيوية لنجاح الأبناء كقادة، القادة العظام يعرفون كيف يديرون وقتهم بشكل جيد إن تنظيم الوقت ضروريًا في تربية الأبناء وتنشئتهم.
إن رعاية شبابنا ليصبحوا قادة عظماء محتملين ليست مهمة صعبة للغاية طالما أن كل واحد منا يؤدي دوره بالكامل، نحن بحاجة إلى تخصيص الوقت لتثقيف أنفسنا، ثم تطبيق المادة في حياتنا، وتعليمها، وأكبر المشاكل التي يواجهها الكثير منا هي أولاً أخذ الوقت الكافي لتعلمها بأنفسنا، ثم التحدي المتمثل في تدريسها.
بمجرد أن نكون قادرين على العمل على أنفسنا وإدارة وقتنا، فقد حان الوقت لرد الجميل لشبابنا إن شاء الله، وعند القيام بكل خطوة عمل مذكورة أعلاه فإنها تساعد حقًا في جعل الأبناء أكثر تنظيماً ومن العظماء والقادة بإذن الله تعالى.