إن تعليم الأبناء تحمل المسؤوليات من واجب الوالدين على أبنائهم، والمسؤولية الاجتماعية أو المسؤولية الذاتية على حد سواء، فإذا كانت المسؤولية تشمل الطفل عن نفسه فهي المسؤولية الذاتية، أما المسؤولية تجاه الآخرين التي تجعل الطفل يشعر بأنه يجب أن يعتني ويحافظ على غيره فهي المسؤولية الاجتماعية.
الطفل المسؤول في الإسلام
يستطيع الآباء تحليل سلوك الأبناء الأنانيين الذين لا يكترثون باحتياجات أخوتهم وأخواتهم، ولا يعرفون معنى متطلبات الأخوة، ولا يستطيعون معرفة أهمية مشاركة الغير فيما يهمهم، ولا يستطيعون الاهتمام بمصلحة وحاجات أحد غيرهم إلا أنفسهم فقط.
لا يتحمل الأبناء المسؤولية إذا شرح الآباء لهم المعاني الجميلة للمسؤولية مجردة من التطبيق، فسوف يستوعبها الطفل كأنها درس يحفظه، ولكن نريد من الطفل تطبيق ما يفهم، إن الأمر يحتاج إلى تربيته منذ الصغر على المسؤولية، ويجب التدريب بشكل عملي؛ أي أن يرى الطفل أمامه النموذج والتطبيق من الأهل قبل الشرح النظري للمسؤولية.
القواعد التربوية لتعليم الطفل المسؤولية في الإسلام
يجب تعليم الأبناء وتدريبهم على القواعد التربوية حتى يكونون مسؤولين:
تعليم الأبناء على الاعتماد على أنفسهم
هذا نوع من أنواع الفكر التربوي غير متوافر بالشكل الذي يجب أن يكون في تربية الأبناء في العالم العربي، فلا يتواجد الاهتمام الذي يجب لتدريب الأطفال عليه منذ الصغر، ونتيجة لذلك يصبح الأبناء غير مسؤولين على أنفسهم ومعتمدين على الوالدين، يجب على الآباء تعليم الأبناء الاعتماد على انفسهم والاستقلالية عن الوالدين في قضاء حوائجهم، وهذا من المبادئ الرئيسية في التربية الذي يعد الأكثر أهمية في تربية الأبناء.
وكثير من الآباء يسألون كيف باستطاعتهم أن يربوا أبنائهم على تحمل المسؤولية وأن يعتمدوا على أنفسهم؟ وهناك قاعدة تربوية مهمة تقول إذا أراد الوالدين أن يعتمد الأبناء على أنفسهم، فيجب أن يجربوا معهم أن تعتمد في قضاء بعض الأمور؛ حتى يعتمدوا على ذاتهم، فإذا كان الآباء في الأصل لا يعتمدون على الأبناء في أي عمل أو أي شيء كان، فيجب على الأهل أن لا يستغربوا من الطفل أنه غير معتمد على نفسه ومعتمد على الأهل في كل الأمور.
على الوالدين إعطاء الأبناء المجال للاعتماد على أنفسهم وقضاء حاجاتهم لأنفسهم وتركهم لينجزوا العديد من الأعمال بفردهم، ويكون الأهل مع الطفل بمثابة الموجه، ومن المفروض على الأهل ترك الأبناء للاعتماد على أنفسهم، والمشكلة الرئيسية التي تعترض طريق تعليم الأطفال الاعتماد على أنفسهم هي أن الأهل هم بذاتهم وبالأخص الأمهات هن اللواتي لا يستطعن أن يمنعن أنفسهن عن التدخل في شؤون الأبناء، ويشاركنهم في قضاء حاجياتهم ومصالحهم.
تعزيز سلوك الأبناء في الاعتماد على أنفسهم
أي التعزيز لسلوك له دور مهم في اعتماد الأبناء على أنفسهم، فبعد أن يقوم الابن بقضاء حاجاته لنفسه، لا بد أن تحفز الطفل بثناء عليه ومدحه بأنه قام بحاجياته لنفسه.
أهمية تدريب الأبناء على المسؤولية الاجتماعية
فتدريب الأبناء على الاعتماد على أنفسهم أو المسؤولية تجاه أموره الشخصية، فيبدؤون الأبناء في التوسع في تحميل المسؤولية في نطاقات أشمل.