الاهتمام بالطفولة المبكرة في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


السنوات الأولى من عمر الطفل أفضل وأهم فترات بناء جوانب الإيمان في الطفل، وغرس عقيدة التوحيد ومعرفة الله تعالى؛ لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بجعل كلام الآذان أول ما يسمعه الطفل المولود، وهذه الكلمات تحمل معاني التوحيد الخالص، وعبادة الله تعالى وحده وهي براءة من الشرك.

الطفولة المبكرة في الإسلام

يكون عقل الطفل منفتحا للتعلم في مرحلة الطفولة المبكرة وما يتعلمه ويحفظه في هذه المرحلة يبقى في ذاكرته ويصعب نسيانه، لذا يجب على الوالدين استثمار هذه المرحلة الحساسة من حياة الطفل أفضل استثمار وذلك بغرس قيم الدين الإسلامي وتعاليمه في نفسه لينشأ فرداً صالحًا متعلقًا بدينه وملتزمًا بمبادئه.

ويولي الدين الإسلامي مرحلة الطفولة المبكرة أهمية قصوى في بناء شخصية الطفل، فأول كلمات يجب أن يسمعها الطفل: هي كلمات الدعوة المحمدية التي تشمل توحيد الخالق وشهادة الإيمان، وهي الخطوة الأولى في اعتناق الإسلام، ويعتبر هذا بمثابة تعليم الطفل شعائر الإسلام منذ اللحظات الأولى في الحياة.

وتؤكد سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي أمر بها أن تؤدى للطفل ومنها الآذان منذ اللحظات الأولى من حياته، فهو يصل إلى قلب الطفل؛ حتى لو لم يدرك الطفل ذلك، كما أن هناك فائدة أخرى وهي: إبعاد الشيطان عن الطفل فعندما يسمع كلام الأذان يهرب؛ لذلك فهو يسمع كلمات تضعفه وتغضبه منذ اللحظة الأولى لتعلقه بالطفل.

وللطفولة المبكرة أهمية كبيرة في ترسيخ إلى دين الله تعالى وعبادته، وتعلم الطفل أركان الإيمان والإسلام وإنشائه على أسس ثابتة من المعرفة والعلوم الدينية؛ لينمو متعلقا بدينه ومطبقا لتعاليمه، نظرا لأهمية هذه الفترة في حياة الطفل من حيث تعلم أسس الإيمان وأركانه وتعاليمه فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بجعل كلمة لا إله إلا الله أولى الكلمات التي يجب تعليمها للطفل.

ولحفظ القرآن الكريم في مرحلة الطفولة المبكرة أثر كبير على شخصية الطفل واستقامته فالطفل الذي يحفظ القرآن الكريم منذ نعومة أظفاره يرسخ القرآن في ذهنه ولا ينساه ويسهم في زيادة ذكائه، وقوة ذاكرته وصفاء ذهنه وقوة شخصيته فضلا عن  انعكاس أثر حفظ القرآن على سلوكه وسمو أخلاقه ورفعتها وغالبا يتميز حافظ القرآن بالتفوق العلمي والأكاديمي ويزيد تعلم القرآن وحفظه من قوة لغته وفصاحة منطقه.

ويجب أن تكون كلمة التوحيد وشهادة اعتناق الإسلام أول ما يسمعه الطفل، وأول ما ينطق به، وأول ما يعلم، أمر الرسول  الآباء والمرشدين بتعليم الأبناء في مرحلة الطفولة المبكرة العبادات، عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال: “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع”، سنن أبي داود، وبناءً على هذا الحديث يجب تدريب الطفل على الصلاة في مرحلة مبكرة، وهذا ينطبق أيضًا على العبادات الأخرى.

أهمية الطفولة المبكرة للطفل في الإسلام

مرحلة الطفولة المبكرة هي الفترة الذهبية للحفظ والتعلم وتعظيم الأثر النفسي لما يتعلمه الطفل ويحفظه؛لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم الوالدين بالحفاظ على قراءة القرآن وتعليمه لأطفالهم، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ”، صحيح البخاري.

وقد سار الصحابة على هذا الطريق في تعليم الأبناء في مرحلة مبكرة علوم الدين والعلوم الأخرى النافعة،  فحرصهم على تعليم أبنائهم القرآن الكريم، وجعلوه كوسيلة لإعطاء إشارة إلى اهتمامهم الشديد ورعايتهم لهم، أن تعليم الأطفال القرآن الكريم والحديث وقصص الصالحين من الأمور الضرورية تعليمها للطفل سن مبكر.

ونصح علماء المسلمين والأئمة وشددوا على ضرورة جعل الأطفال يتعلمون ويحفظون في هذا السن، وأشار إلى أن أساس التربية حفظ القرآن الكريم وفهم معانيه؛ لأنه يقود إلى ترسيخ العقيدة السليمة وغرس الإيمان، ويبني شخصية الطفل.

وإن تعليم الطفل الطفل أساسيات الإسلام بوقت مبكر، يساعد بشكل فعال على بناء مقومات الإيمان في شخصيته، كما إنه يغرس فيه القيم السامية والسلوك الصحيح، وينمي شخصيته وطريقة تفكيره بشكل يتسم بالنقاء والأصالة، ويجعله شخصًا فصيح اللسان، ويزيد من معرفته ويقوي ذاكرته.

وفي النهاية فإن الحفظ والتعلم والتعلق بالقرآن الكريم في المراحل المبكرة يجعل نفوس الأبناء في سلام وطمأنينة ومتصلة بالخالق، ومن ثم ينعمون برضى الله تعالى ويحفظهم من شر الشياطين، وعليه فإنهم لن يتسامحوا بالتخلي عن مصحفهم أو شرائط القرآن المسجلة. حتى في حالات المرض والحمى، تنطق ألسنتهم بما يغرس في قلوبهم.


شارك المقالة: