العلاقة الإرشادية في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


ما طبيعة العلاقة الإرشادية في الإرشاد النفسي؟

منذ اليوم الأول الذي يخوض فيه المرشد النفسي تحارب الأداء ليكون فيما مرشداً محترفاً في العمل الإرشادي يتمّ وضع عدد من المحاذير التي تخصّ العلاقة الإرشادية، ويعتبر البعض أن العلاقة الإرشادية تعتبر بمثابة امتحان يجب على المرشد الذي يرغب في الشهرة والنجاح أن يجتازه وإلّا فإنه سيصاب في مقتل ولن يعود بإمكانه ممارسة العملية الإرشادية مرّة أخرى، كون العلاقة الإرشادية من أبرز المحاذير التي ينادي بها علم الإرشاد النفسي.

ما شكل العلاقة الإرشادية في الإرشاد النفسي؟

1. أن تكون العلاقة مبنية على أساس من الاحترام:

يعمل المرشد الناجح ومنذ بداية العملية الإرشادية على تكوين علاقة أشبه ما تكون بعلاقة العمل ولكن من نوع مختلف قليلاً تتخلله العاطفة الواعية، حيث لا يتمّ نزع ثوب الاحترام ووضع الحدود فيما بين طرفي العملية الإرشادية، ويكون التعامل فيما بين الطرفين مبني على عدد من الحدود المشتركة التي لا يجوز لأحد تعدّيها، وأن يدرك المرشد أنّ تطوّر العلاقة الإرشادية لا تصبّ في مصلحة العملية الإرشادية ولا تزيد المرشد إلّا مزيداً من الشكّ الذي قد يصل إلى مرحلة الفصل من العمل.

2. أن تكون العلاقة الإرشادية مبنية على الألفة والعاطفة المحدودة:

لا بدّ وأن تتواجد العاطفة أثناء سير العملية الإرشادية، ولكن ليس تلك العاطفة التي تقود إلى المصلحة الشخصية أو تبادل الغرام فيما بين طرفي العملية الإرشادية، أو تفضيل المصلحة الشخصية على مصلحة النتائج والأهداف المرجوّة في نهاية العملية الإرشادية، فالعلاقة الإرشادية ذات عواطف يمكن لكلا الطرفين أن يتحكّما بها وأن ينهيا الأمر مع نهاية العلاقة الإرشادية، ويبقى الاحترام والثقة المتبادلة والألفة هما أساس العمل الإرشادي.

3. أن تكون العلاقة الإرشادية واضحة:

لا يقوم العمل الإرشادية على مبدأ الشكّ وعدم القدرة على تحمّل المسؤولية، فالعلاقة الإرشادية إن أريد لها النجاح كما يجب لا بدّ وأن تكون واضحة سهلة يمكن لأي مراقب أن يطّلع عليها، ولا يوجد أمور غامضة أو خاصة في سير العملية الإرشادية، فالعلاقة الإرشادية علاق تتصف بالأمان لا يمكن من خلالها انتقاد المرشد النفسي أو مسائلته لكونه وضع نفسه موضع الشكّ والريبة.

4. أن يتم الابتعاد عن العلاقات الخاصة:

لا بدّ وأن يكون المرشد قادراً على فصل حياته الشخصية وتعاملاته الحياتية عن العملية الإرشادية، وأن يكون ماهراً في الاقناع بعيداً عن أسليب الجذب وكسب القلوب وخاصة مع الجنس الآخر، بحيث لا يقوم المرشد بالعملية الإرشادية من أجل كسب الأموال بطرق ملتوية أو عقد صفقات عمل أو عمل زيارات خاصة خارج نطاق العملية الإرشادية بحجّة تسهيل العملية الإرشادية، ففي نهاية المطاف لا بدّ وأن يعرف الجميع ما حصل وما قد سيحصل نتيجة تلك العلاقات الفارغة التي لا تجلب لطرفي العملية الإرشادية سوى الألم والشكّ.

5. أن يحترم المرشد طبيعة المعلومات التي يحصل عليها:

تتصف العملية الإرشادية بالسريّة التامة التي تعتبر أحد أبرز شروط العملية الإرشادية، ولكن يقوم بعض مريضي الأنفس في استغلال المعلومات التي يحصلون عليها عن طريق المسترشد في طرق وأساليب قذرة لا تمّت للعمل الإرشادي ولا لعم الإرشاد النفسي بأي صلة، وهؤلاء الأشخاص حالما يتمّ كشف أمرهم من قبل القائمين على العمل الإرشادي يتمّ استثناءهم من العملية الإرشادية بصورة تامة، كما ويتم مجازاتهم عبر القانون واتخاذ أقسى العقوبات عليهم، لكونهم أفشوا أسرار المهنة وقاموا بعرض معلومات خاصة لأشخاص مؤتمنين، واستغلوا المهنة التي أوكلت إليهم بطريقة بدائية لا تدلّ إلا على طمعهم، ونادراً ما يتمّ رصد مثل هذه الأمور في عالم الإرشاد النفسي، ولكن لا بدّ من التنويه له.

6. أن يبتعد المرشد عن الفرضيات خارج نطاق الإرشاد النفسي:

لا يجوز أن يقوم المرشد النفسي باستخدام أساليب إرشادية غير مدرجة في قوانين أو الخطط الاستراتيجية للعملية الإرشادية، بحيث يقوم المرشد بمعالجة المشكلة الإرشادية من تلقاء نفسه ويقوم بإصدار أوامر وتعليمات خارجة عن نطاق العملية الإرشادية ليثبت قدرته على حلّ أي مشكلة وكسب ثقة المسترشد أو الحصول على بعض الامتيازات بطريقة خاطئة، فعندما يتمّ كشف هذا الأمر يتم وقف العملية الإرشادية بصورة مباشرة ويتم إيقاف عمل المرشد واستبداله بآخر في حلا وافق المسترشد على المتابعة، فالعملية الإرشادية تحتاج إلى فصل الحياة الشخصية عنها.


شارك المقالة: