العلاقة بين الاكتئاب واضطرابات النوم

اقرأ في هذا المقال


الاكتئاب واضطرابات النوم هما حالتان مترابطتان ومعقدتان تتعايشان في كثير من الأحيان ، ويؤثر كل منهما على الآخر في علاقة ثنائية الاتجاه. فيما يلي العلاقة بين الاكتئاب واضطرابات النوم ، ويدرس تأثير كل منهما على الآخر والآليات الكامنة الكامنة التي تساهم في حدوثهما المشترك.

العلاقة بين الاكتئاب واضطرابات النوم

كثيرًا ما يسير الاكتئاب واضطرابات النوم جنبًا إلى جنب ، حيث كشفت الدراسات عن ارتباط قوي بين الاثنين. تعد اضطرابات النوم ، مثل الأرق أو فرط النوم ، من الأعراض الشائعة للاكتئاب ، حيث تؤثر على ما يصل إلى 80٪ من الأفراد الذين يعانون من نوبات الاكتئاب. وعلى العكس من ذلك ، فإن اضطرابات النوم المزمنة ، مثل الأرق أو توقف التنفس أثناء النوم أو متلازمة تململ الساق ، تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب. يؤدي قلة النوم الجيد إلى اضطراب التوازن الدقيق للمواد الكيميائية العصبية في الدماغ ، مما يؤدي إلى حدوث تغييرات في تنظيم الحالة المزاجية والمعالجة العاطفية ، مما يؤدي إلى تفاقم أعراض الاكتئاب.

يظهر التفاعل بين الاكتئاب واضطرابات النوم بشكل أكبر في الآليات العصبية الحيوية المشتركة الكامنة وراء كلتا الحالتين. يرتبط عدم انتظام السيروتونين ، وهو ناقل عصبي يشارك في تنظيم الحالة المزاجية، في كل من الاكتئاب واضطرابات النوم. يمكن أن يؤثر الحرمان من النوم الناتج عن الأرق أو انقطاع النفس النومي سلبًا على تخليق السيروتونين وانتقاله ، مما يساهم في ظهور أعراض الاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك ، يتم ملاحظة الاضطرابات في محور الوطاء – الغدة النخامية – الكظرية (HPA) ، وهو نظام رئيسي يشارك في الاستجابة للضغط ، في كل من الاكتئاب واضطرابات النوم. يؤدي عدم انتظام محور HPA إلى زيادة مستويات هرمون التوتر ، مما يزيد من خطورة نوبات الاكتئاب.

علاج الاكتئاب واضطرابات النوم في وقت واحد أمر بالغ الأهمية للإدارة الفعالة والتعافي. أظهر العلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBT-I) نتائج واعدة في التخفيف من اضطرابات النوم وأعراض الاكتئاب. يستهدف العلاج المعرفي السلوكي الأول أنماط النوم غير القادرة على التكيف وأنماط التفكير السلبية المرتبطة بالاكتئاب. يمكن أن تكون التدخلات الدوائية ، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ، مفيدة أيضًا من خلال معالجة اختلالات السيروتونين وتحسين نوعية النوم.

العلاقة بين الاكتئاب واضطرابات النوم ثنائية الاتجاه ومتعددة الأوجه. من خلال التعرف على التفاعل بين هذه الحالات ومعالجته ، يمكن لمقدمي الرعاية الصحية تنفيذ خطط علاج شاملة تستهدف كلاً من اضطرابات النوم وأعراض الاكتئاب ، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين الرفاهية العامة ونوعية الحياة للأفراد المتأثرين بهذه الاضطرابات الصعبة.

المصدر: "Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders" - American Psychiatric Association."Abnormal Psychology" - Ronald J. Comer."An Unquiet Mind: A Memoir of Moods and Madness" - Kay Redfield Jamison."The Man Who Mistook His Wife for a Hat" - Oliver Sacks.


شارك المقالة: